بعض ما تنفقه دول الخليج على حربنا هو من جيوبنا! بقلم/ نصر صالح
بقلم/ نصر صالح
حتى وقت قريب، كنت أظن أن دول الخليج تصرف على أدواتها اليمنيين في الخارج من حر مالها، بيد أنني عرفت مؤخرا أن هذه الدول تصرف عليهم من جيوبهم، أي انها تنهب ثروات بلادهم الباطنية (نفط وذهب ومعادن أخرى) في المناطق الشرقية والوسطى من جنوب اليمن بحكم إحكام hحتلالها العسكري (و«جيوبهم» هنا وصف مجازي مهذب، وإلاّ فالصفة القانونية لهم هم – ولا مؤاخذة – خونة وفق الدستور اليمني وكل دساتير دول كوكب الأرض، والسيد عبد ربه منصور هادي هو بحسب القانون و«المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية في نوفمبر 2011م» لم يعد رئيسا منذ زمن، هذه “المبادرة الخليجية” هي التي رفعته من نائب إلى رئيس للجمهورية لفترة انتقالية حددها بعامين اثنين فقط، وبرغم انه تم تمديد عام واحد إضافي لفترته فقد انتهى هذا العام أيضا دون تمديد استثنائي آخر في 20 فبراير 2015م، وعليه فهو مع حكومته التي تشكلت في الرياض بعد إعلان الحرب ينتحلون صفة الشرعية، بغطاء أمريكي/ بريطاني لهذا الخرق الفاضح لأسباب معروفة).
كذلك، فإن هاتين الدولتين تصرفان – كذلك – على أدواتهما في الداخل من خلال إطلاق أياديهم على بعض الإيرادات في المناطق المحتلة، وكذا على البسط على مساحات شاسعة من أراضي الدولة “المفترضة”، فضلا عن السماح لهم بكسب الHموال من خلال التلاعب بسعر العملة الوطنية.
صحيح أن دولة السعودية (وكذا الإمارات وقطر) تصرف الكثير من خزائنها على الحرب في اليمن، لكن هذه الدول تستثمر hحتلالها للجنوب في السيطرة على 70 ٪ من نفط اليمن وذهبه، بل وهي تقوم ببيعه لحسابها حتى علينا داخل اليمن. وإلاّ لو أنها تنفق فقط من خزائنها لكانت أفلست وربما كانت قد وقعت أرضا بسبب خسائرها المالية منذ فترة. ذلك أن متوسط ما تنفقه المملكة وحدها في شراء عتاد الحرب على اليمن بحسب أقل تقدير هو 12 مليار بالشهر الواحد (حوالي 948 مليار دولار في 79 شهر من الحرب)، وقريب من هذا المبلغ تدفعه لشراء ذمم مسؤلي المجتمع الدولي، وكذا على ادواتها من العرب والمحليين. (حوالي 2 تريليون دولار امريكي على أقل تقدير).
السؤال: ما مقدار ما تنهبه من ثرواتنا الباطنية؟
قد لا تتوفر لدي أرقام دقيقة عن حجم ما يتم نهبه من قبل السعودية والإمارات، لكن بالرجوع إلى بعض الأرقام الرسمية يمكن تقدير حجم النهب.
بحسب الأرقام الرسمية فإن الجمهورية اليمنية كانت تستخرج قبل عام 2015 من النفط والغاز أكثر من 300 مليون برميل يوميا (70 ٪ من هذا الإنتاج في قبضة الإحتلال حاليا) ومن الذهب (بحسب جيولوجيين: كمية الصخور التي تحتوي على الذهب في الوادي تقدر بأكثر من 670 ألف طن بدرجة 15 جرام ذهب صافي لكل طن من هذه الصخور، وبحسب شهود عيان من المواطنين تقوم الإمارات بنقل كميات ضخمة من هذه الصخور بصورة منتظمة إلى موانئها).
ولهذا، فإن السعودية، ربما ليس لديها مشكلة في أن تطول الحرب، على الأقل لأن ذلك لن يؤذيها ماليا بقوة، بقدر ما سوف يؤذيها ويحرجها كثيرا أن توقف الحرب وهي خاسرة عسكريا بفداحة (هزيمة نكراء) من قبل اليمنيين (ربما لأول مرة في تاريخ حروبها مع اليمنيين)، والمصيبة (طبعا بالنسبة لهم) أن ذلك يتم بقيادة الحوثي.