حيروت – خاص
استنفرت قواعد المجلس الإنتقالي الجنوبي على خلفية ظهور الإعلامي سمير السروري كمقدم لحفل فني ورقصات شعبية شهدته العاصمة عدن ، السبت الماضي ، بمناسبة ذكرى الإستقلال وجلاء الإستعمار البريطاني .
الغريب في الأمر أن هذا الإستنفار وصل إلى إصدار بيان رسمي من الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي ، في اجتماعها الدوري اليوم الإثنين ، ماجعل البعض يعلق ساخراً بأنها أكبر حادثة تقف أمام مشروع استعادة الدولة واستقلال الجنوب الذي ينادي به المجلس الإنتقالي .
وقالت وسائل الإعلام التابعة للإنتقالي بأن الهيئة ناقشت الفعاليات التي عقدت في العاصمة عدن بهذه المناسبة وما رافق بعضها من اختلالات مرفوضة تم تجييرها لاستهداف الهيئة الوطنية للإعلام وجهودها في تنظيم وتطوير الإعلام الجنوبي ، في إشارة الى تقديم الحفل الذي أقيم يوم السبت ، من مذيع “ينتمي إلى المحافظات الشمالية “.
وأوضحت الهيئة بأنها استغربت من إقحام إسمها وتحميلها مسؤولية تلك الاختلالات التي رافقت بعضا من هذه الفعاليات ، كما وضعت عدة نقاط بخصوص الحادثة وهي :
١- تؤكد الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي بأنه لم يتم التشاور معها في تنظيم الجانب الإعلامي المصاحب لهذه الفعاليات.
٢- تم الجلوس مع الجهات التي أدارت ونظمت الفعالية التي قامتها مديرية المنصورة في العاصمة عدن وتعهدت تلك الجهات بالتشاور والتنسيق مع الهيئة في أي أعمال إعلامية مستقبلا وعدم تكرار ما حصل.
٣- تهيب الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي بكافة المؤسسات الإعلامية بأخذ التصاريح الرسمية مسبقا لأي فعالية تعقد في العاصمة عدن من مكتب الإعلام مرفقة ببرنامج الفعالية التي ستقام.
وفي ختام اجتماعها “حيّت الهيئة الضمير الحي لناشطي الاعلام الجنوبي الذين وقفوا أمام تلك الاختلالات المرفوضة، مؤكدة أنها ستتخذ جملة من الاجراءات التي من شأنها عدم السماح بتكرار مثل هذه الاختلالات التي تستهدف الهوية الوطنية للشعب الجنوبي”.
واقامت السلطة المحلية والمجلس الانتقالي في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، السبت الماضي ، حفلاً فنياً بمناسبة قدوم ذكرى الاستقلال ، برعاية السلطة المحلية بمحافظة عدن، وحضره مأمور المديرية وقيادات في الانتقالي، بالإضافة لقيادات سياسية وعسكرية وأمنية جنوبية.
وأثار ظهور الإعلامي سمير السروري، الجدل في أوساط قواعد الإنتقالي كمقدم حفل بنكهة جنوبية ، خصوصاً وأن السروري – بحسب ناشطي الإنتقالي الذين رصدهم حيروت الإخباري – يعد مذيعاً يشتغل في قناة اليمن الفضائية التابعة للشرعية ومحسوب عليها وعلى عناصر مناوئة لقضية الجنوب، حيث يتواجد في الرياض منذ الحرب الأخيرة، قبل أن يعود منذ أسابيع لمناقشة رسالة ماجستير في الإعلام بكلية الآداب جامعة عدن، ليظهر على هامش هذه العودة.
يأتي هذا التفاعل مع ظهور الإعلامي السروري في حفل الإنتقالي ، في ظل أوضاع معيشية كارثية يكتوي بنارها ملايين المواطنين في المحافظات الجنوبية والشمالية على حد سواء ، لكنها لاتعطى هذا القدر من التركيز من جانب الناشطين .
مراقبون استغربوا من إيلاء هذه الحادثة أهمية فوق المعتاد بصورة رسمية وغير رسمية من الإنتقالي وقواعده ، موضحين بأن ذلك يعد نتاجاً لخطاب الكراهية والعنصرية الذي يتبناه المجلس الجنوبي ضد كل ماهو شمالي ، وانعكس ذلك على كل الحوادث والجرائم السابقة ، في إشارة إلى مقتل الشاب عبدالملك السنباني والدكتور عاطف الحرازي والممارسات المروعة التي تطال البائعين الشماليين بين الحين والآخر في العاصمة عدن وانتهاء بحادثة الإعلامي السروري .