قوات الساحل تصعّد.. هل ينجح “الحبل السرّي” الذي طرأ بين قوات طارق وهادي في قلب المعادلة؟
حيروت – خاص
بالرغم من إعلان قوات طارق صالح عمليةً عسكرية جديدة في الساحل الغربي، إلا أن نيران معركة مأرب لا تزال مشتعلة ومتصاعدة، ولم يتحقق التوقّع الذي ذهب إلى أن فتح جبهة جديدة في جنوبي الحديدة سيشتت جماعة الحوثي ويؤجل انتصارها في مأرب، وهو الأمر الذي جعل السؤال المطروح حالياً بشأن معركة مأرب لا يتعلق بإمكانية سيطرة قوات الحوثي عليها من عدمه، بقدر ما يتعلق بكيفية حدوث ذلك ومتى في ظل اعتمادها تكتيك “استراتيجية القضم البطيء”، من خلال المضي قدماً، وإن على وتيرة بطيئة، في ظل افتقار قوات الساحل إحداث اختراق نوعي، وعجز قوات هادي في قلب المعادلة والتحول من وضعية الدفاع إلى الهجوم. وعلى الأرجح، فإن كل ما تستطيع قوات طارق ومعها قوات هادي فعله معاً، هو فرملة تقدم قوات الحوثي واستنزاف قدراتها قدر الإمكان.
وكانت قد أعلنت قوات طارق صالح، الجمعة، بدء عملية عسكرية جديدة جنوب محافظة الحديدة، نفذت على إثرها هجمات متعددة على مناطق واقعة خارج مدينة حيس غرب مدينة المخا، في محاولة منها لتنفيذ اختراق نوعي في صفوف قوات الحوثي لقلب الموازين في معركة مأرب.
في المقابل، اشتدت المواجهات في جبهات جنوب مدينة مأرب، حيث تقدَّمت قوات الحوثي في البوابة الجنوبية للمدينة، متمكنة من انتزاع السيطرة على مساحات واسعة.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر عسكري قريب من قوات الحوثي، بأن التصعيد الجاري في الساحل الغربي “ليس الأول ولن يكون الأخير، وفق حسابات معركة النفس الطويل التي تعتمدها قوات الحوثي في مواجهة دول التحالف منذ سبع سنوات”، مشيراً إلى “استعداد قوات الحوثي لمعركة الحديدة منذ سنوات”، واصفاً التصعيد العسكري جنوبي الحديدة بأنه “المحاولة البائسة التي تهدف إلى رفع المعنويات المنهارة لقوات هادي”.
من جانبه، سخر نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء الموالية لجماعة الحوثي، حسين العزي، من إعلان عملية عسكرية جديدة، لافتاً، في سلسلة تغريدات رصدها حيروت الإخباري من حسابة في موقع “تويتر”، إلى أن دول التحالف السعودي الإماراتي دشّنت مرحلة جديدة من التصعيد العسكري البري والجوي في مناطق متفرقة من الأراضي اليمنية، بما في ذلك الحديدة المشمولة باتفاق ستوكهولم”.
واعتبر العزي أن “هذا التصعيد يأتي كنوع من الاستجابة الفورية لتوجّهات أميركا وتصريحات مسؤوليها، آخرها تصريحات مبعوثها تيم ليندركينغ”، متوعّداً بـ”مواجهة التصعيد بالتصعيد”.
وقالت مصادر محلية إن قوات طارق تقدمت نحو مفرق مديرية شمير الرابط بين مديريات غرب تعز والحديدة، وسعت إلى نقل المعركة إلى ما بعد منطقة المفرق. مؤكدةً تقدمها في أراضٍ مفتوحة، في محاولة منها للتمدد في اتجاه مديرية جبل رأس والجراحي وفي مناطق واقعة على التماس بين محافظتي إب وتعز.
وفي مأرب، قال مصدر عسكري موالٍ لقوات هادي، إن قوات الحوثي تنظر فقط إلى المكاسب السياسية والاقتصادية التي ستجنيها في حال نجحت بالسيطرة على مأرب، دون اكتراث بحجم الدمار الذي تخلّفه عمليات القصف بالصواريخ والطائرات من دون طيار، أو الكُلفة البشرية الباهظة، في ظل عدم التفرقة بين ما هو مدني وما هو عسكري.
من جهتها، أفادت مصادر قبلية لـ”حيروت الإخباري” بأن قوات الحوثي تقدمت باتجاه منطقة الفلج الغربي، في موازاة تقدم مماثل في سلسلة البلق الشرقي.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الحوثي تخوض معارك ضارية عند أطراف وادي ذنة منذ أيام، بعد سيطرتها على قرية روضة جهم في صرواح الخميس الماضي. لافتةً إلى تقدم قوات الحوثي في منطقة أمّ ريش نحو منطقة الرملة، وسيطرتها على منطقة العكد الواقعة بعد منطقة آل عقار العبيدي جنوب شرق وادي عبيدة.
وتوقع مراقبون عسكريون أن التصعيد الجديد لقوات طارق في الساحل الغربي، قد يؤخر تقدم قوات الحوثي في مأرب، لكنه لن يوقفها.
وفي المحصلة، يمكن القول إن معركة مأرب ستشكل منعطفاً في مسار الحرب اليمنية ككل، وسيكون العام الثامن لهذه الحرب هو عام التحولات الرئيسية فيها، وإعادة تشكل موازين القوى بين الأطراف الفاعلة على الأرض.