مع اقتراب سقوطها بيد الحوثيين.. تحركات دولية وأممية غير مسبوقة في اليمن: هل سيتم استنساخ “استوكهولم” في مأرب؟
حيروت – خاص
تتواصل المعارك العنيفة بين قوات الرئيس هادي وقوات الحوثي في مختلف جبهات القتال بمحيط مدينة مأرب، وذلك بالتزامن مع وصول المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ، اليوم الإثنين، إلى مدينة عدن، في زيارة غير معلنة هي الأولى من نوعها منذ تعيينه مطلع العام الجاري، فيما قام المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، بزيارة قصيرة إلى مدينة تعز، جنوبي غرب البلاد.
وجاءت زيارة المبعوث الأميركي إلى اليمن، غداة وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، الذي قام ظهر اليوم بزيارة نادرة إلى مدينة تعز، كأرفع مسؤول أممي يصل إلى المدينة.
وتوقعت مصادر مطلعة أن يقوم المبعوث الأممي بزيارة إلى مدينة مأرب التي تشهد أطرافها الغربية والجنوبية تصعيدا واسعا للحوثيين، في مسعى لكبح التصعيد العسكري.
ميدانيا، تمكنت قوات الحوثي على رغم تواجد المبعوثين الأمريكي والأممي، من التقدم من أكثر من مسار عسكري، لتصل إلى منطقة الأعيرف الاستراتيجية المطلّة على نقطة الفلج، والتي تطلّ بدورها على منطقة الأشراف الواقعة في نطاق الأحياء الجنوبية لمدينة مأرب.
وبسقوط منطقة الفلج، تكون قوات الحوثي قد فرضت سيطرتها على 90% من سدّ مأرب من كلّ الاتجاهات.
وبحسب مصادر محلية فإن المعارك لا تزال متواصلة في المنطقة الفاصلة بين أمّ ريش والبَلْق الشرقي، حيث يقترب الحوثيون من مسارَين، بعد تقدُّمهما إلى منطقة لظاه الموازية للبَلْق، ومن اتجاه أم ريش.
ولفتت المصادر إلى أن «هذا التقدُّم يمنح قوات الحوثي هامشاً واسعاً للمناورة وحسْم آخر سلسلة جبلية محيطة بمأرب، فضلاً عن إنهاء سيطرة قوات الإصلاح على نقطة الفلج العسكرية.
كذلك، تمكّنت قوات الحوثي من السيطرة على منطقة العمود الاستراتيجية، بعد فشل التدخّل السعودي الجوّي والبرّي في الدفاع عن المنطقة التي تضمّ المركز الديني الجديد للداعية السلفي يحيى الحجوري، صاحب «مركز دماج» في صعدة، والذي غادر قبل أكثر من شهر محافظة المهرة.
وأكدت مصادر قبلية، في هذا الإطار، أن «قوات الحوثي أسقطت عسكرياً منطقة العمود القريبة من مدينة مأرب بعد 72 ساعة من المواجهات العنيفة»، فيما أرجع مقرّبون من قوات هادي سقوط «مركز السلفية الجهادية» الجديد في مأرب، والذي استُحدث قبل عامين في منطقة العمود، إلى «التفاف عسكري نفّذه الحوثيون، مكّنهم من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في وادي ذنة بعد إنهاء قوات هادي الهدنة في الوادي، الجمعة، ومن التقدُّم من ثلاثة مسارات في اتجاه المنطقة، لتقع قوات هادي في حصار، وتلوذ بالفرار من آخر المسارات المتاحة صوب مأرب».
من جهته، أعلن التحالف السعودي الإماراتي، مساء اليوم، تنفيذ 31 عملية جوية في مأرب والجوف، وقال إنها أسفرت عن مقتل 115 عنصرا من جماعة الحوثيين، وتدمير 19 آلية عسكرية، دون أن يتسنى لحيروت الإخباري التحقق من تلك الأرقام.
بدورها، ذكرت مصادر عسكرية موالية لحكومة هادي، أن مواجهات شرسة بين الطرفين دارت في عدة مواقع في جبهة العمود، وامتدت إلى سلسلة الجبال المطلة على منطقة العمود، وروضة جهم، في منطقة ذنه.
ووفق المصادر، فإن المعارك أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر قوات الحوثي وتكبدها خسائر في العتاد والمعدات القتالية، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن عدد ونوعية الخسائر.
وقالت المصادر، أن قوات هادي، تمكنت من استعادة أجزاء من معسكر” أم ريش” (مقر قيادة اللواء 117مساة) الذي سبق أن سيطرت عليه قوات الحوثي خلال الأيام الماضية.
وفي السياق، ذكر المركز الإعلامي التابع لقوات هادي على “تويتر” إن مدفعية الجيش الموالي لهادي استهدفت أهداف ثابتة ومتحركة لقوات الحوثي على امتداد مسرح العمليات القتالية جنوب محافظة مارب، وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها، دون تفاصيل.
وفي مناطق الجوف المحاذية لمأرب، قالت مصادر عسكرية قريبة من قوات الحوثي، أن مجاميع مسلحة نفّذت عملية مباغتة ضد قوات هادي شرق الجوف وصولاً إلى المناطق الصحراوية الواقعة في شمال مأرب.
وتمكّنت في خلال تلك العملية من اختراق آخر خطوط دفاع قوات الرئيس الرئيس هادي في الجبهة الصحراوية الواسعة، لتقترب من الخط الدولي الرابط بين محافظتَي مأرب وحضرموت، بحسب المصادر العسكرية.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن العملية نُفذت انطلاقاً من معسكر الخنجر في الجوف، وانتهت بالسيطرة على مناطق واسعة في منطقة الرويك التي تبعد 15 كيلومتراً عن الخط الدولي مأرب ـــ حضرموت، شرقي منطقة صافر النفطية.
كما أكدت المصادر أن «قوات الحوثي حققت اختراقاً عسكرياً مهماً سيمكّنها من قطع آخر خطوط الإمداد الوحيد لقوات هادي شمال مأرب».
ولا يُعرف حتى الآن ما هي الترتيبات التي يخطط لها المجتمع الدولي من وراء الزيارات المكثفة إلى المدن اليمنية، هذه التحركات التي تأتي على وقع اقتراب قوات الحوثي من الإطباق على مدينة مأرب، غير أن خبراء يقولون في حديثهم لحيروت الإخباري أنهم يتوقعون من هذه التحركات الدولية والأممية أن هناك مقترحات غير معلنة في جعبة المبعوثين لوقف معركة مأرب وفق مخرجات تشبه اتفاق استوكهولم الذي أوقف معركة الحديدة أواخر 2018.