الانسحاب السعودي والإماراتي من شبوة.. خروج نهائي أم إعادة تموضع؟
حيروت – شبوة
بعد أيام من انسحاب قوات إماراتية رمزية من معسكر العلم في مديرية جردان في محافظة شبوة النفطية، وتركها أيضاً منشأة بلحاف الغازية في المحافظة نفسها، انسحبت القوات السعودية، أوّل من أمس، من مطار مدينة عتق المحلّي، والذي كانت حوّلته إلى مقرّ عسكري لعملياتها منذ أواخر عام 2019.
وفجّرت عمليات الانسحاب تلك خلافاً كبيراً بين قوات «النخبة الشبوانية» التابعة للإمارات وقوات حزب «الإصلاح» في شبوة. في حين أعقب هذه الخطوة الإماراتية أانسحاب كلّي للقوّات السعودية من عتق.
وفي هذا الإطار، تصف مصادر محلية ما يجري بأنه «بمثابة إعادة تموضع تقوم به القوات السعودية والإماراتية في المحافظات الجنوبية والشرقية النفطية»، نافية مغادرة تلك القوات إلى خارج البلاد.
وتفيد المصادر، بأن «القوات الإماراتية التي انسحبت من معسكر العلم التابع لقوات النخبة الشبوانية كانت محدودة»، مضيفة أنه «تمّ نقل معظم المعدّات والمدرّعات العسكرية الإماراتية والمئات من عناصر النخبة الشبوانية من شبوة إلى صحراء العبر الواقعة في نطاق محافظة حضرموت».
وعلى إثر انسحابها من «العلم»، أنهت الإمارات، أوّل من أمس، آخر تمركز لها في شبوة، بخروجها من منشأة بلحاف الغازية التي تسيطر عليها منذ عام 2017، وحوّلتها إلى قاعدة عسكرية وأنشأت فيها معسكراً لتدريب للقوات التابعة لها وسجناً سرّياً وغرف عمليات.
وبحسب المعلومات الأوّلية، فإن أبو ظبي تعمل على تأسيس معسكرات جديدة لها في الصحراء الرابطة بين محافظتَي شبوة وحضرموت، والتي تتواجد فيها قوات سعودية منذ أكثر من عام في منطقة «قارة الفرس»، التي تُعدّ من المناطق الاستراتيجية الواقعة بين المحافظتَين.
وبخصوص السعودية، تلفت المصادر إلى أن «الانسحاب المفاجئ للقوات السعودية من مطار عتق من دون إنذار مسبق، وتسليمه قوات حزب الإصلاح، اعتبرهما المجلس الانتقالي في شبوة تنصّلاً سعودياً غير معلَن من تنفيذ الشقَّين العسكري والأمني من اتفاق الرياض، والذي مرتكزه الأساسي سحب قوات الإصلاح من شبوة وإعادة قوات النخبة الشبوانية إلى المحافظة»، خصوصاً أن «الإصلاح» سارع في سدّ الفراغ الذي خلّفه التحالف السعودي – الإماراتي، والسيطرة على مقرّاته السابقة، وشدّد من قبضته العسكرية والأمنية في محافظتَي شبوة وأبين ووادي حضرموت لوقف أيّ اختراق لـ«النخبة الشبوانية» الموالية لأبو ظبي. لكن في المقابل، ثمّة من النشطاء المحسوبين على الإمارات من عزا الخروج من شبوة إلى «خيانة الإصلاح للتحالف وتقاربه مع قوات صنعاء»، عادّاً ذلك «خطوة ذكية ستُمكّن أبناء الجنوب من استعادة دولتهم»، في إشارة إلى مطلب الانفصال المزمن بحسب الأخبار.
ودأبت قوات «التحالف»، خلال الأشهر الماضية، على ترك المناطق الملتهبة في مأرب وشبوة، ونقل معدّاتها العسكرية وشبكات الاتصالات التابعة لها إلى مناطق مستقرّة.
وعلى سبيل المثال، فقد كانت القوات السعودية تتواجد في معسكرَي تداوين وماس وقاعدة صحن الجنّ العسكرية في محافظة مأرب، وكذلك في معسكر الرويك، إلّا أنها مع اقتراب قوات الحوثي من مدينة مأرب، نقلت معسكرات التدريب من تخوم المدينة إلى منطقة الوديعة في حضرموت الواقعة على الحدود مع المملكة.