مقالات

إنماء القديمة خارج سيطرة لملس بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

بقلم| حاتـم عثمان الشَّعبي

عدن المدينة التي عندما تغيب عنها الشمس ترى إبتسامتها تُشرق بكل أمل وحنان وشوق لأن ليلها له طابع خاص لدى سكانها وزوارها، رغم وجود بعض الظواهر السلبية التي لم تعالج مع أننا لفتنا إنتباه سعادة المحافظ الشاب أحمد لملس عنها ضمن سلسلة “مصلحة الوطن وتحدي الكبار”، والتي كانت عبارة عن عشر حلقات تتحدث عن ما تعانيه هذه المدينة التي تتحدى كل من يحاول كسرها وإضعافها مع الحلول والمعالجات المقترحة، والتي كانت كفيلة بنقل عدن خطوات للأمام بقرارات تحترم وتنفذ وبما أن الأستاذ لملس يواجهه العديد من الصعوبات والعراقيل إلا أنه وبكل صراحة لم يشتكي بقدر ما أنه إستمر بتسيير برامج عمله حتى وإن كان بسرعة يمن نت “السلحفاة” ويؤكد أنه شامخ شموخ جبل شمسان وقوي بقوة قلعة صيرة فلاشيء يستطيع إيقافه عن أداء عمله لتنفيذ خططه وبرامجه.

وما نلاحظه هذه الأيام بإختلال غريب وعجيب لسعر صرف الدولار والريال السعودي مقابل العملة المحلية الأمر الذي إنعكس على كل شيء يحتاجه المواطن إلا أن المحافظ الشاب إنتبه لذلك وتحدى الجميع وأقر بأن الإيجارات تكون بالعملة المحلية وليس بالعملة الصعبة وكذلك حدد أسعار اللحوم والأسماك وعمم على كافة المحال التجارية بالإلتزام بالبيع بالعملة المحلية وبما أن المحافظ ليس بالرجل الخارق لأنه بشر ولكن لديه رؤية ثاقبة وحكمة موزونة للأمور ويعطي لكل شيء وقته فهو من عيَّن مدراء المديريات ومنحهم الصلاحيات وساندهم في مهامهم ولكن مدير المديرية التي تتبع لها إنماء القديمة…؟؟؟ فقد البوصلة لأهم المناطق التي هي تحت إدارته فأصبحت هذه المنطقة خارجة تماماً عن سيطرة المحافظ لملس بخلاف باقي مناطقها فهل موقعها بين مديريتي المنصورة والبرقية هو السبب..؟!

وحتى نصل لأهدافنا علينا أن نتكاتف جميعاً لإيقاف المتلاعبين والغير مبالين بأوضاع عامة الشعب طالما من يصرف الدولار والريال السعودي هم زبائن لهؤلاء التجار الجشعين لذا فهم لا يكترثون بتوجيهات المحافظ الذي همه الأول والأخير الحفاظ على أبسط مقومات الحياة للبسطاء من أبناء الشعب الذين يفرحون بالقليل ولا يبحثون عن الماركات أو أجود المنتوجات وأفضل الصناعات أو أكثر الكميات بقدر ما يريدون إطفاء نار الألم التي تشتعل بقلوبهم لعدم قدرتهم على توفير ما يتمنوه أولادهم ولو بالشيء البسيط.

وبما أن مدينة إنماء القديمة مدينة نموذجية رغم عدم إكتمال تنسيقها وترتيبها من قبل مالكها الذي فَرّ عن الوفاء بإلتزاماته وبنموذجيتها من خلال بيعة لكافة الوحدات السكنية ليبني مدينة إنماء الجديدة والذي كان عليه أن يلزم الجميع بحسب العقود ووفق التصاريح التي منحت له بعدم عمل أي إستحداثات بكافة الوحدات وكذلك تنظيم كافة الشوارع وخاصة الشارع الرئيسي للمدينة ومن هنا وهناك تجد إختفاء وعدم وجود أي دور للمديرية بإنماء القديمة والتي تشاهد بها مفارش الأسماك وهي تبيع الأسماك بأسعار وكأنها بفندق خمسة نجوم ومطبوخ على يد أمهر الطهاة والتكييف يجعلك تتلذذ وأنت تدفع قيمة الكيلو الثمد المشبع بالماء والذي ليس له مكيال للوزن وإذا طلبت أقل فإن العيون تتقلب عليك والوجه يحمر من الضجر لكنك إذا طلبت بقدر ظروفك وإمكانياتك بألف ريال أو خمسمائة ريال حتى تفرح أسرتك فستجد الصوت العالي يرتفع والنار تشتعل من رأس البائع ومقطع السمك وعندما تخبره بأن المحافظ لملس أصدر قرار بتحديد الأسعار وكافة المديريات إلتزمت به فهنا تصبح أنت عدوه اللدود ويكون رده خلي المحافظ يبيعلك حتى بمائة ريال أنا الكيلو عندي بثمانية ألف يا شليت يا قفي وابعد عني.

فمن يوصل رسالة بسطاء الشعب ويحميهم من جشع هؤلاء فإننا من خلال هذا المقال نطالب المحافظ الشاب أحمد لملس بإلزام الجميع بالأسعار المحددة من قبل المحافظة مع وضع مكيال للوزن مختوم من وزارة الصناعة والتجارة وإلغاء مكيال الحجارة وخلافه ومن ثم إزالة كافة المفارش والتي تشوة المنظر الحضاري للمدينة وتقتل المواطن البسيط بأسعارهم الجنونية وعدم مراعاة ظروفهم ورغم أن هذه المفارش ليس عليها أي أعباء مالية من كهرباء ومياة وضرائب وإيجارات إلا أن سعرهم أغلى من سعر باقي المحال بالمديريات فهل يستطيع محافظ عدن أن يعيد إنماء القديمة لسلطته..؟! أو هناك شيء أكبر نحن لا نعلمه..؟!

اليوم الخبر بفلوس وغداً رجل الدولة المحافظ أحمد لملس قراره لن يسقط الأرض فسيعالج الأمر مبدئياً ومن ثم سيفرح بسطاء الشعب بمدينة إنماء القديمة بعمل سوق مركزي لبيع الأسماك واللحوم والخضروات والفواكة ويكون تحت إشراف المديرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى