“الشرعية” تعود خطوة إلى “نجا” الإستراتيجية.. وسريع يعلن عن “عملية ربيع النصر” | من سينجو ومن سينتصر في مأرب؟
حيروت – خاص
بعد ما يقارب من التسعة أشهر على الصراع المحتدم في محافظة مأرب بين قوات الحوثي وقوات الرئيس هادي مسنودةً بحزب الإصلاح، نجحت قوات الحوثي بفرض قوسا على مدينة مأرب يمتد من مديريات مدغل ورغوان في الشمال، إلى مديرية صرواح في الغرب، ومديريتي رحبة وجبل مراد في الجنوب.
وفي الأسبوع الماضي، سيطر الحوثيون على مديريتي العبدية وحريب في محافظة مأرب، في حين لا يزال القتال مستمرا في الجوبة، وتم تشديد الأمن في مدينة مأرب، ونشر نقاط تفتيش ودوريات مع تحرك الحوثيين لمحاصرتها.
وفي طريقهم إلى مأرب واجه الحوثيون مقاومة شرسة من قبيلة مراد، لكن الأخيرة خسرت مديرية حريب، وتراجع رجالها إلى مديريتي جبل مراد والجوبة.
وفي بداية كل هجوم يعمل الحوثيون على تفكيك القبائل من خلال الوساطات، إذ يمنحون ضمانات مؤقتة للقبائل التي تسلم مواقعها، ليضمنوا التقدم خطوة للبحث عن الحلقة الأضعف في سلسلة الدفاعات المحكمة.
ويرى مراقبون أن الهدف الأساسي للحوثيين هو مدينة مأرب، ويعملون على السيطرة تدريجيا على المديريات الأضعف، وقطع طريق الإمداد عن قوات هادي في المدينة، وهو مكسب تكتيكي وإستراتيجي من حيث السيطرة على الأرض، وتطوير الهجوم.
وفي هذا الشأن، قال مصدر عسكري إن “القوات الحكومية التابعة لهادي تمكنت اليوم من السيطرة على مواقع جنوب منطقة ”نجا“ الاستراتيجية”، مؤكدا استمرار تدفق النازحين من مناطق الصراع إلى مدينة مأرب”.
وأعلن موقع “سبتمبر نت” التابع لقوات هادي عن صد هجوم لقوات الحوثي في جبهات جنوب مأرب، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجماعة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وأضاف أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي نفذت غارات جوية على تعزيزات وآليات الحوثيين في الجبهات ذاتها أسفرت عن تدمير معدات قتالية ومقتل من كانوا على متنها، دون توضيح عن عدد القتلى ونوع المعدات.
من جهتها، أعلنت جماعة الحوثي أنها ستكشف غداً عن تفاصيل عملية عسكرية واسعة أسمتها “عملية ربيع النصر” في محافظتي مأرب وشبوة.
وأوضح المتحدث العسكري للقوات التابعة للحوثيين، العميد يحيى سريع في بيان مقتضب على حسابه في “تويتر” رصده “حيروت الإخباري”، أنه سيكشف الساعة الثالثة من عصر يوم غدٍ في إيجاز صحفي عن تفاصيل “عملية ربيع النصر” التي تم خلالها السيطرة على عدد من المديريات في محافظتي مأرب وشبوة.
وأشار سريع إلى أنه سيتم بث مشاهد نوعية لمجريات أحداث العملية، وتفاصيل عمليات سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية وقوات الدفاع الجوي وتفاصيل أخرى أكثر أهمية.
ويفرض الحوثيون حاليا سيطرتهم على محافظة البيضاء بالكامل، ومديريتي بيحان وعين ومعظم مديرية عسيلان في محافظة شبوة، إضافة إلى مديريتي حريب والعبدية وأجزاء من مديرية الجوبة جنوبي مأرب.
وبالرغم من أن هذا التقدم في شبوة بعيد عن مدينة مأرب إلا أنه يمنح الحوثيين خطوة متقدمة لتطويق مدينة مأرب من جهة الشرق، فمديريات بيحان وعسيلان محاذية لمأرب، إضافة إلى أنها تقربهم من المنشآت النفطية، حيث استطاع الحوثيون من خلال السيطرة على هذه المناطق قطع الطريق الرئيسي بين محافظتي شبوة ومأرب في محاولة لفصلهما عن بعض، فطريق الإمداد بات بيد الحوثيين.
إنسانياً، ذكرت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، أن عمليات النزوح لا تزال مستمرة إلى مدينة مأرب ومديرية الوادي، وهناك نقص حاد في المساعدات العاجلة نتيجة حصار مديرية العبدية واحتدام الصراع جنوب مأرب.
