حيروت – خاص
كشف صحفي يمني ، الأحد ، عن تسريبات للرئيس هادي تفيد برفضه مغادرة الرياض ليحمل السعودية مسؤولية تدخلها اللامسؤول في اليمن ، مؤكداً إن جميع القوى الدولية والإقليمية والمحلية تدفع باليمن إلى الكارثة .
وقال ياسين التميمي ، في مقال مطول بعنوان “مخطط إذلال اليمن من مأرب إلى باب المندب” اطلع عليه حيروت الإخباري ، بأن مساحة الحرب في اليمن ضاقت إلى الحدود الدنيا لتتركز في محيط مدينة مارب، وهذه المساحة يتحرك فيها الحوثيون بكلف ليست بالهينة، في مواجهة قوات تشكو إلى الله عجزها عن الحصول على الأسلحة والموارد والمرتبات، فيما تواصل السعودية المضي في الخط الكارثي ذاته الذي ينتهي بالإجهاز على الشرعية والقبول بالمقاربة الأمريكية التي تقضي بتمكين الحوثيين ومن ورائهم إيران في جنوب شبه الجزيرة العربية.
وأشار التميمي إلى أن السعودية لاتتصرف بغباء محض أيضاً ، بل بأنانية مطلقة وباستعلاء حينما يتعلق الأمر بجارها اليمن، إنها تحتكر الأجواء، وفي مقابل ذلك تنفذ عشرات الطلعات الجوية على آليات وتجمعات الحوثيين في مناطق المعارك، مع إبداء حرص خاص هذه المرة على تبيان عدد الطلعات الجوية والضربات التي سددها الطيران على أهداف حوثية خصوصاً في مديرية العبدية، التي تمكن الحوثيون الجمعة الماضية من السيطرة على مركزها الإداري رغم هذه الغارات .
وأوضح التميمي إلى أن الإمارات “الشريكة في التحالف ” توعز إلى أدواتها للبدء بطرح الخيار الآخر لمواجهة الخطر الحوثي المزعوم ومن خلفه إيران، باقتراح التخلي الكامل عن السلطة الشرعية بعد أن أثبتت عجزها عن مواجهة الحوثيين كما يزعم هذا الطرف، وإفساح المجال لقوى الأمر الواقع التي أنشأها التحالف لتكون بديلاً مختلفاً من حيث الأجندات السياسية عن السلطة الشرعية المرتبطة باليمن جمهورياً وموحداً، في إشارة إلى الإنتقالي الجنوبي .
التميمي لفت إلى أن الحرب التي تخوضها الأطراف اليمنية بالتقسيط المُكلف في محيط مأرب تحت أنظار السعودية، وفي ظل تدخل استعراضي لطيرانها الحربي المتقدم بغارات متفرقة على سيارات وآليات متوسطة، هي المشهد الأخير في مسلسل إذلال اليمن وإخضاعه كهدف .
وعن زيارة رئيس وزراء الشرعية للقاهرة ، ، كشف التميمي بأن معين عبدالملك أمضى أوائل هذا الأسبوع ثلاثة أيام في فندق الريتز كارلتون في القاهرة في ضيافة نظيره المصري، وفي مهمة عالية المستوى يُكمل خلالها ما بدأه وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي، وتتصل بخطط لانتشار عسكري مصري محتمل في جنوب البحر الأحمر بناء على رغبة سعودية إماراتية مشتركة على ما يبدو.
وتابع :” انعزل رئيس الوزراء عن التحديات الوجودية التي تتعرض لها السلطة الشرعية، وطغت أولوية تمكين مصر في مهمة يبدو أنها تحقق مطامح سعودية وإماراتية في تشارك مهام السيطرة المجانية على مضيق باب المندب، بعد أن تيقنت هذه الأطراف بأن فترة زمنية طويلة تنتظر اليمنيين لكي يطووا صفحة خلافاتهم وصراعاتهم، ويقفوا على أرضية صلبة ضمن دولة قوية جديرة باستعادة نفوذها في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
التميمي أكد بأن القيادة الحالية للشرعية تعطي التحالف السعودي الإماراتي، من الصلاحيات والذرائع كل ما يحتاجه لتنفيذ الأهداف الخفية لتدخله العسكري، كما تفعل اليوم بالنسبة لدور مصر المحتمل في باب المندب ، مشيراً إلى أنه ربما أدرك الرئيس هادي أنه ومساعديه أنفسهم من بين أهداف هذا التدخل، ولكنه يختزن من الأنانية والحقد وعدم الاكتراث، ما جعله يبدو طيّعاً إلى هذا الحد، ومُمالئاً ومتآمراً أحياناً رغم خطورة ما يحاك ضد بلاده.
وكشف التميمي أن هادي سرب قبل أيام أنباء تفيد برفضه مغادرة الرياض، بناء على طلب من الحكومة السعودية، ليبدو وكأنه من العناد بحيث يصر على تحميل السعودية كل التبعات الكارثية لتدخلها غير المسؤول، ولا يدرك أنه حتى لو بقي في الرياض فلن يكون بقاؤه سبباً لمنع مستضيفيه من المضي قدماً في مخطط تحييده وتحييد سلطته المنهارة عملياً.
واختتم التميمي منشوره بالقول بأن :” السعودية ليست حليفاً في المعركة الحالية على الساحة اليمنية، بل أحد الأطراف التي سلت سيوفها للإجهاز على اليمن ، وفق تعبيره