حيروت – خاص :
عبر مجلس عدن السياسي عن قلقه الشديد من تفشي ثقافة الكراهية التي تبرر ممارسات عنصرية تسيطر على سياسات واستراتيجيات سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا المسيطر عسكريا على محافظة عدن .
جاء ذلك في بيان ادانة تهجير المواطنين من منازلهم اصدره مجلس عدن السياسي وتلقى حيروت الإخباري نسخة منه والذي جاء كالتالي :
عبرنا كثيرا في مجلس عدن السياسي عن قلقنا الشديد من تفشي ثقافة الكراهية التي تبرر ممارسات عنصرية , تسيطر على سياسات واستراتيجيات سلطة المجلس الانتقالي , المسيطر عسكريا على عدن .
سلطة تلقت دعم خارجي , وقوة غاشمة , ترتكز عليها في فرض مشروع مناطقي , لا يتناسب وتنوع طيف عدن , و فسيفساء نسيجها الاجتماعي وايقونتها الثقافية والفكرية , فلم تجد في عدن حاضنة , وتجتهد لإخضاع عدن بالعنف , بتطهيرها عنصريا , وتجريف كل جميل فيها مقلق للمشروع , في محاولة فرض حاضنة , تضمن ولائها وتقبلها للمشروع .
هذا ما جعل عدن مسرحا للعنف ,وجرائم وعمليات إرهابية , خيوطها مخفية , وملفاتها ضد مجهول , بعد كل عملية مخطط متطرف , يزيد من تفشي ثقافة الكراهية , والتمييز العنصري , وافراغ عدن من تنوعها والتعايش , وايقونتها من الحب والتسامح والتآخي بين الأعراق والثقافات .
عدن عصية , وحاضنتها الشعبية ترفض كل تلك السياسات والثقافات المتطرفة الرديئة والخبيثة , عدن حاضنة للجميع , تستقبل القادم إليها بترحاب , تغيثه اذا استغاث بها , وتكرمه إذا التجأ إليها , وتشبعه من جوع , و تأمنه من خوف , هذه هي عدن .
ما يحدث اليوم من مداهمات لتجمعات بشرية , من نساء وأطفال وعجزة , كانت مساكن شعبية او مخيمات لاجئين , هاربين من حرب ضروس من مناطق التماس للمعارك , في كريتر ( جبل الفرس ام ما يسمى البومس ) او في دار سعد , او ضواحي عدن , هو اشد صور العنصرية تطرفا من القلق الأمني .
لا معنى لاي قلق امني لا يطبق العدالة الاجتماعية , ويراعي القيم الإنسانية , ويحفظ اخلاقيات البشر , وحسن المعاملة الجوار والاخاء والتسامح والرحمة , قيم اذا فقدها المجتمع , تحول لغابة من الوحوش .
كل تلك القيم تضمنها دولة, وينفذها رجال دولة صادقون مؤمنون بها , تستدعي تفعيل النظم والقوانين , وتفعيل منظومة العدالة الاجتماعية , وقيم واخلاقيات الدولة الضامنة لكل ذلك , عجزت سلطة الأمر الواقع ان تكون كذلك .
ما يحدث للأسف مثير للقلق , سلوكيات وسياسات ترسخ الاستبداد والطغيان , بتطرف عنصري مبني على كراهية مقيتة , نرفضها و ترفضها قيمنا واخلاقياتنا , احلامنا وتطلعاتنا , ثورتنا والتغيير , والتحول الذي ننشده , والدولة التي نطمح.
ولهذا نعبر عن رفضنا الشديد , للكراهية والتطرف والغلو , وبما نعتبره سياسات الفصل العنصري بين الناس , على أساس العرق , ومحل الميلاد , او لون البشرة , او اللهجة , كلها سياسات بغيضة توادي لظلم وقهر , لا قبول لها مهما كانت الاعذار .
وفي الأخير يؤكد المجلس تضامنه مع الضحايا الذي سقطوا في جرائم ,ملفاتها أغلقت ضد مجهول , وجرائم تطمس معالمها , وضحايا يستهدفون اليوم , ويتعرضون للاعتقال والطرد والتهجير , واسر بكاملها تهد مساكنهم , وتدمر مخيماتهم , ويرمون على قارعة الطريق مشردين , وبتعامل غير انساني , يزج ببعضهم في شاحنات كحيوانات ليرموهم في خطوط تماس المعارك , ليلقوا حتفهم دون رحمة .
نشدد على ادانتنا لمثل هكذا أعمال مشينة , تتنافى واحلامنا وتطلعاتنا بالدولة التي ننشد , وتعبر عن عقلية مهزومة , تعيش وجس المؤامرة , ورعب الحاضنة الشعبية التي ترفضها , وتعتقد ان بالعنف ستخضع تلك الحاضنة , وعدن كبحرها ترفض الجيفة , والله على ما نقول شهيد
صادر عن
مجلس عدن السياسي
15 أكتوبر 2021م