مقالات

لوقف دمار عدن ونزيف دم أبنائها بقلم| عبدالكريم الدالي

بقلم| عبدالكريم الدالي

تمثّل أحداث كريتر الأخيرة الدامية بنيران رفاق الفوضوية والتخلف وعدم احترام النظام والقانون، حلقة من حلقات العنف والعنجهية والاستقواء الموجه ضد عدن وسكان عدن والهوية العدنية، وهي سلوك متوارث متجسد بصراع تصفية حسابات انتهازية نفعية مناطقية لأجل السلطة.

ودوما عدن هي ساحة هذه الصراعات من منطلق فكرة أن عدن فيد لهم برؤية عقلية التخلف والعنجهية والاستقواء، فكانت أساليب فرض الهيمنة والنفوذ وظلم الناس وسرقتهم ونهبهم لتحقيق التسيّد والتكسب الحرام الغير شرعي والغير قانوني، بفرض الإتاوات على المواطنين، حتى جعلوا من البلطجة ثقافة وسلوك في سبيل نشر الفوضى وعدم الاستقرار، لتكون عدن مدينة مشتعلة بالفوضى والحروب الداخلية لمليشيات مسلحة مدعومة من الخارج من جهات لها اجندات غذائية ضد عدن وخصوصيتها الجغرافيا التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية المدنية الحضرية، وضد حقوق شعب عدن السياسية والمدنية، وفي مقدمتها حقه في ادارة مدينته وحقه بالثروة والأرض والسكن والوظيفة.

هذه الفوضى والاشتباكات بهذا التوقيت بالذات ليست من فراغ ولا من باب الصدفة، ولكن بتدبير وتخطيط من يد خفيه لها هيمنتها في سلطة الأمر الواقع في عدن، وخلط الأوراق لإيجاد الأسباب لتكون مقدمة لهذه الفوضى والاقتتال لتصبح عدن في حالة طوارئ غير معلن.

وهنا نؤكد على اشغال ابناء عدن عن ثورتهم السلمية ضد تردي الاوضاع وانهيار العملة وارتفاع الاسعار الجنوني وانعدام الخدمات، ومن اجل ذلك كان التمهيد بنشر ثقافة الحقد والكراهية، ودعوات التمييز العنصري الجهوي والمناطقي والطائفي والمذهبي، والتعصب لها وتوزيع صكوك الهوية والوطنية والتخوين حسب المصلحة الانانية المرتبطة بالجينات الوراثية وفصيلة الدم الجهوية المناطقية، وتلك ثقافة ودعوات تؤدي الى قتل الاخ لأخيه بدم بارد وجلب الخراب والدمار للاوطان، وهذا على عكس ثقافة وقيم واخلاق شعب عدن المتأصلة التي تدعوا للتعايش بسلام ووئام وامان تحت مظلة النظام والقانون لجميع الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب. إلا أن ثورة احرار شباب عدن التي قلبت على الظالمين والفاسدين على رغم المؤامرة عليها باقية، وستستمر حتى تنتصر طالما أسبابها السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعاني المواطن مرارتها مازالت موجودة، فمن الطبيعي آجلا ام عاجلا أن تحقق ثورة أبناء عدن السلمية أهدافها وفي مقدمة هذه الأهداف اقتلاع الفساد والفاسدين من جذورهم ، وحتى لا تكون ثورة أبناء عدن السلمية حصان طروادة لراكبي موجات الثورات والاحتجاجات السلمية الانتهازيين يجب رفض أي توظيف سياسي للثورة بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح الأحزاب والمكونات السياسية الانتهازية وصراعات المليشيات المسلحة الممولة من الخارج لتصفية الحسابات وفرض الهيمنة والنفوذ على عدن ، حتى لا تنحرف الثورة السلمية عن مسارها الطبيعي ومبادئها وأهدافها. ومن منطلق حتى لا تبقى عدن ساحة قتال وصراع المليشيات المناطقية لاجل السلطة والنفود وأبناء عدن المسالمين ضحايا لهذه الصراعات وإنهاء مهزلة صراعات المليشيات المسلحة التي تدفع ثمنها عدن من الخراب والدمار وأرواح ودماء وأشلاء أبنائها ولوقف حلقات المسلسل الهزلي المفروض على عدن لاستمرار تدميرها ونزيف دماء أبنائها على مذبح اقتتال المليشيات المسلحة المدعومة ومموله خارجيا، يكون ذلك من خلال التالي:

1- تجريم وتحريم استخدام شوارع عدن وازقتها ساحة حرب، او الاحتماء ببيوت المواطنين وجعل المواطنين دروع بشرية من مقاتلين أطراف النزاع.
2- اخلاء عدن من المليشيات المسلحة وجميع مظاهر حمل وانتشار السلاح، وتسليم أمن عدن ومراكز الشرطة فيها لقوى امنية من ابناء عدن تحت اشراف وجهاء وعقلاء من ابناء عدن البعيدين عن الولاء لأي من أطراف الصراع على السلطة في عدن.
3- أن لا تكون عدن ودماء أبنائها ثمن سياسة إضعاف قوى مراكز الشر التي يسعى لتنفيذها المجتمع الدولي لإحلال السلام كما يرى من وجهة نظره والتي تتفق مع أجندات ومصالح بعض دول الجوار في تدمير عدن.
4- على السعودية والامارات تحمل تكاليف التعويض العادل لخسائر المواطنين في كريتر وغير كريتر من سابق الدي تعرضوا لها بسبب الاشتباكات المسلحة للمليشيات الممولة من قبلهما.
5- على المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تحمل مسؤوليته الانسانية والاخلاقية والقانونية أمام ما يحدث وحدث في عدن كمسرح اقتتال وتصفية حسابات المليشيات المدعومة من الخارج، وعليه يجب على المجتمع الدولي الضغط بإخلاء عدن من المليشيات المسلحة وتسليم أمن عدن لأبنائها بقرار ملزم التنفيذ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى