المغالاة والبهرجة.. غير مفيدة بقلم| نصر صالح
بقلم| نصر صالح
لست أدري لماذا هذه المغالاة، والبهرجة الخاصة بالإحتفال بالمولد النبوي من قبل الإخوة في صنعاء وما جاورها. حيث تم البدء بالاحتفاء بالمولد النبوي الشريف قبل موعده بـ12 يوم، وبهذا المستوى من المبالغة والمغالاة؟ ولا ندري كيف سيكون الاحتفال في موعده (12 ربيع أول 1443ه).. وهل ربما قد يتواصل بعد موعده؟
إن هذه البهرجة و(الابتداع المغالي)، أعتقد أنه لا يخدم المناسبة، ولا هو يعبر عن طبيعة المذهب الزيدي الذي نعرف الذي يشكل اتباعه حوالي 10 ٪ من اليمنيين، وقد يستفز غالبية المسلمين اليمنيين الآخرين من الشوافع (ولو من باب المنافسة المذهبية)،كما يستفز المسلمين السلفيين في الجوار ولدينا عدد غير قليل في اليمن.
حتى «الصرخة» المعتمدة من قبل الإخوة أنصار الله بعد كل فقرة معركة تُعرض (تسجيل) بطريقة مبالغ فيها.. فضلا عن انتشار رايات «الصرخة» في كل نقطة وزقاق بصنعاء وما جاورها.
نعم، نحن نحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحب أن نحتفي بمولده الشريف، لكن ليس كمثل هذه المبالغة الزائدة.
ونعم نحن نبغض ونعادي الكيان الصهيوني، وننادي ونعمل كل ما بوسعنا لتحرير فلسطين العربية من المحتل «الإسرائيلي؛ ولكننا لا نتخذ الموقف، بسبب ديانة «إسرائيل» اليهودية، وإنما بسبب إحتلاله لأرض فلسطين وصهيونيته.. كون احتلاله إنسانيا هو فعل ظالم وكون فلسطين عربية بصرف النظر عن ديانة أهلها.. وبالتأكيد نحن نبغض ونعادي الولايات المتحدة، كونها تحمي هذا الكيان الغاصب وترتكب مختلف الجرائم على دول العالم وتقاتلنا بسبب عدائنا لـ«إسرائيل» المغتصبة، وليس لكونها شيئا آخرا. صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل» وراء هذه الحرب الظالمة الواقعة علينا بل ويديرانها فعلا، لكنني أعتقد أن لا داعي لتضمين الصرخة جملة «اللعنة على اليهود»، كذلك أعتقد أن ليس مناسبا تضمين الصرخة التأكيد على «النصر للإسلام»، كون ذلك يعتبر تحصيل حاصل في النهاية.. فالحرب مع الغرب الإستعماري و«إسرائيل» وأيضا مع حلفائهم من الدول العربية ليست حربا دينية واضحة معلنة، (ولا خلاف على أن المراد أن ننادي بالنصر للإسلام في النهاية)، ورغم عدم الإستبعاد أن تكون الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني الغاصب يرميان في المحصلة الأخيرة ضرب الإسلام، لكن هدفهم الواضح – على الأقل كما أتصوره – هو ترسيخ وجود الكيان «الإسرائيلي» واستمرار إحتلال فلسطين. والغريب أن من يتصدر الحرب على اليمن مباشرة هم دول الخليج (وعلى رأسها السعودية، الإمارات، قطر)، ورغم ذلك لا تنالهم «الصرخة».
ومعلوم أن الحرب علينا في اليمن كما هي على كل دول الجمهوريات العربية هي بسبب أنها معادية «لإسرائيل»..
وللعلم فإن الدول العربية المفرطة بواجبها العروبي نحو الحق العربي الفلسطيني، وتجاهر بصفاقة بالتطبيع والاعتراف بـ«اسرائيل» هي دول إسلامية في الأخير.
كذلك؛ (وكما كنا ننبه باستمرا) إلى سهولة استغلال هذا الشعار (الصرخة) لتأليب الغرب الإستعماري، بل ومعظم العالم ضدنا تحت تهمة العداء للسامية والازدراء من الدين اليهودي (معظم شعوب الغرب، لا سيما المؤثرة تختلف تربيتهم في اتخاذ موقف من «إسرائيل» كما نحن العرب).. وإلا كيف يمكن تفسير القرار المتخذ مؤخرا بوقف مواصلة عمل خبراء تقصي جرائم الحرب ضد الإنسانية في اليمن. وأعتقد ان هذا القرار غير المنصف وغير الإنساني والمتمثل بوقف متابعة جرائم الحرب ضد البشرية في اليمن لم يُتخذ بسبب المال السعودي فقط.
أخيرا..
لا ادري بالضبط، هل يجد انصار الله (الحوثيون) «أن الإنتصار في الحرب الذي يتبدى واضحا لصالحهم ومعهم الجيش اليمني (الأصلي) هو أكبر منهم»؟.. لذلك تجدهم يبالغون في سلوكهم ومواقفهم في الأمور كما أسلفت؟ علما أن هذا الانتصار لم يكتمل بعد، فلا زالت أجزاء واسعة من أراضينا اليمنية محتلة، وهناك باب المندب بالإضافة إلى جزر استراتيجية يمنية بيد قوات دول الإحتلال الأجنبي، وقيل أن بينها قوات «إسرائيلية».
.. وأرجو أن يتفهم المعنيون قصدي.