شباب أحرار عدن.. بركان الغضب بقلم| عبدالكريم الدالي
بقلم| عبدالكريم الدالي
الشرعية والانتقالي أرادوها في عدن حرب أزمة خدمات لأفشال كل منهم الآخر، والمواطن هو من يتحمل وزر هذه الحرب ويدفع ثمنها من صحته ولقمة عيشه واستقرار حياته الكريمة، فأصبحت الأوبئة والامراض تفتك به، ويُسحق يوميا بين مطرقة انهيار سعر صرف الريال وسندان الغلاء الفاحش، وفي أشد أيام الطقس حراً تبدأ معاناته مع أزمة الكهرباء والماء الحادة، وليس لذلك أي تفسير إلا أنه يمر بالموت البطيء.
هذا الفشل الذريع ما هو إلا لتأكيد حقيقة أن ما يحدث اليوم في عدن دليل على فشل ما يسمى بالتحالف العربي والشرعية المغتربة والمجلس الانتقالي (سلطة الأمر الواقع في عدن)؛ فشلهم في إدارة مدينة عدن، والفاشل في إدارة مدينة من المستحيل أن يكون صاحب مشروع بناء دولة مدنية حديثة تقوم على النظام والقانون. فحال عدن اليوم في ظل سلطة الأمر الواقع يتمثل بتعطيل عمل مؤسسات الدولة والنظام والقانون، فلا قضاء ولا نيابات ولا سلطة رقابية، إنما هناك نهب للثروة والإيرادات السيادية وبسط وبناء عشوائي على أراضي الدولة والمواطنين باعتداء صريح على الحق العام والخاص، وفرض إتاوات على التجار بمخالفة دستورية صريحة يتحمل المواطن عواقبها من خلال إضافتها الى سعر تكلفة السلع المباعة، وتردي الأوضاع بسبب أزمة الكهرباء والماء إلى درجة شبه الانعدام، وغلاء جنوني بالأسعار وانهيار مستمر لسعر صرف الريال، ولا خدمات صحيه ولا تعليم، ومجاري طافحه في الشوارع وقمامة في الطرقات.
ومن افرازات سلطة الامر الواقع في عدن مليشيات مسلحة مناطقية بتمويل خارجي، تعمل على عسكرة الحياة المدنية وممارسة القتل والاعتقال التعسفي للأبرياء وانتهاك حرمات مساكن ابناء عدن بذون حق، وفرض نقاط تفتيش في الطرقات لا داعي لها الا تقييد حرية حركة المواطن الاعزل المسالم والاستقواء عليه، وها هي مليشيات سلطة الامر الواقع تقمع بالقوة المفرطة والذخيرة الحية احتجاجات أحرار شباب عدن السلمية التي خرجت ضد تردي الاوضاع وانهيار سعر صرف الريال وغلاء الاسعار وازمة الخدمات مع اتهامهم بالباطل وكذب وزور بالفوضى والشغب، وتوزيع صكوك الوطنية والتخوين والهوية بسلوك ديكتاتوري ناجم عن عقلية نظام حكم شمولي مناطقي عنصري يراد منه ومن خلال المليشيات المسلحة مصادرة وحرمان ابناء عدن من حقهم الدستوري في حرية التعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي.
وهنا يأتي السؤال الدي يفرض نفسه، اذا لم يخرج المواطن للشارع ثائرا متظاهرا على تردي الأوضاع وانهيار العملة وارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات فعلى ماذا يمكن للمواطن أن يخرج؟! وهكذا فكل المظالم والآلام والمعاناة والبطش والاستقواء والبغي وتردي الأوضاع ولدت من رحم تعطيل عمل مؤسسات الدولة والنظام والقانون والانحراف عن التشريعات الدستورية المنظمة للحياة في المجتمع، وتنظيم عمل مؤسسات الدولة تحت مظلة القانون، ويأتي هذا التعطيل المتعمد لمؤسسات الدولة و القانون لصالح المتنفذين بسلطان البغي والاستقواء بالمليشيات المسلحة من قوى الجهل والظلام والثقافة المناطقية العنصرية لتعمل على تمزيق تماسك النسيج الاجتماعي في المجتمع بحماقة وتخلف وقصر نظر.
ويتضح أن ما تقوم به سلطة الأمر الواقع من ممارسات وسلوكيات في عدن هو تدمير لعدن والحياة المدنية فيها عن قصد لخدمة اجندات خارجية عدائيه لعدن وشعب عدن في ظل صمت مخزي للمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته المدنية والحقوقية للدفاع على الإنسان وحقوقه، وموافقة من المجتمع الإقليمي أطماع اقتصادية قذرة، فهذا الصمت للمجتمع الدولي والاقليمي على ما يحصل في عدن من انتهاكات وعبث وصمة عار في جبينهم سيكتبها التاريخ عاجلا ام اجلا، وبسبب شعور أبناء عدن بالمعاناة والظلم والاستقواء والإذلال والفقر والحرمان كان لابد لهم أن يقلبوا الطاولة على الجميع وينتفضون يثوروا يطالبوا بحقهم في الحياة الكريمة، فكان بركان غضب معبرين عنها بثورة سلمية منظمة لتستعيد لعدن خصوصيتها الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية وتدار من قبل ابناءها لتعود كما كانت عليه قبل العام 67م مدينة المدنية والتعايش بسلام وامان، تحت مظلة النظام والقانون لجميع الاجناس والاعراق والأديان والطوائف والمذاهب، مدينة الثقافة والرقي والتحضر والتطور.