من أفشل اتفاق الرياض؟
يبدو أن اتفاق الرياض لم تطبق بنوده على الأرض، بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على توقيعه، ليس في ما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري فحسب، ولكن حتى في البنود السياسية المزمنة ومنها تشكيل حكومة مناصفة ب12 للجنوبيين ومثلهم للشماليين، إضافة إلى تعيين محافظا لعدن ومديراً لأمنها خلال إسبوعين، وهو مالم يحدث حتى الآن.
ويتساءل مراقبون لماذا فشل الأتفاق؟، هل لأن الرياض وأبوظبي ليستا جادتان في تطبيق بنود الأتفاق وعودة الهدوء إلى الجنوب، أم أن الدولتين لهما حساباتهما في الجنوب ويربطان الأستقرار والهدوء مقابل حل شامل للسلام في اليمن، وذلك حتى لا يذهب الجنوب إلى استعادة دولته، أو عزوف الجنوبيين عن الذهاب إلى الجبهات في الشمال لقتال الحوثيين والدفاع عن حدود السعودية الجنوبية.
من هنا يبدو واضحا أن الأتفاق فشل ليس لأن طرفي الصراع الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، لا يردان تطبيقه، ولكن لأن الرياض وأبوظبي فرضتا الصيغة الموقع عليها، وهما حاليا من يؤخر تطبيق بنود ذلك الأتفاق، خصوصاً والحكومة والمجلس الانتقالي، لايملكان قرار التعطيل أو التنفيذ، والأمر بيد التحالف.
ويتوقع محللون عودة المواجهات بعد فشل الأتفاق ، لكنها مواجهات لن يُسمح لأي طرف فيها أن يحسم لصالحها، على غرار مواجهات يناير من العام 2018، وأغسطس الماضي.