بعد سيطرتها على مديريتي عين وبيحان.. قوات الحوثي تتوسّع في شبوة من أجل البقاء أم بهدف الالتفاف على مأرب؟
حيروت – خاص
بعد سبعة أعوام من سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، وفي احتفالها بالذكرى السابعة لـ”21″ سبتمبر؛ نجحت الجماعة بالسيطرة على مديريتي عين وبيحان في محافظة شبوة، لتحتفل في هذه الذكرى مرتين، بدخولها صنعاء وشبوة.
وبالرغم من المعارك المتعددة التي تخوضها جماعة الحوثي، إلا أن شهيتها تتفتّح أكثر وأكثر، فخلال اليومين الماضيين، نفذت عملية عسكرية خاطفة انتهت بالسيطرة على كامل مديرية بيحان، الواقعة في محافظة شبوة، مستندةً إلى تكتيك عسكري جديد باغت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأجبر خمسة ألوية عسكرية على التخلّي عن مواقعها ومقرّاتها الرئيسة، والانسحاب باتجاه مناطق أخرى من شبوة.
وأفادت مصادر قبلية، أن العملية انطلقت خلال الساعات الأولى من فجر الثلاثاء من ثلاثة محاور ممتدّةٍ من جنوب شبوة إلى جنوب شرق مأرب، موضحة أن قوات الحوثي انطلقت من أسفل عقبة القنذع التي سيطرة عليها الشهر الفائت، لتصل إلى قرية شقير وتفرض سيطرتها على مفرق السعدي الاستراتيجي الواقع بين المحافظتَين، مضيفة أنهما تمكنت من السيطرة على كامل مديرية عين لتقطع خطوط الإمداد العسكري الخاصة بقوات هادي المتواجدة في مديريتَي الجوبة وحريب جنوب مأرب.
ونشر مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر دوريات عسكرية للحوثيين داخل مديريتي عين وبيحان، متهمين قيادة الشرعية بـ”التخاذل”.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن عدد من سكان المحافظة أن رجال القبائل في بعض القرى قاوموا الحوثيين، إلا أن الغلبة كانت للقوات الكبيرة التي حشدتها الجماعة.
في المقابل، نفت المصادر وقوع أيّ مواجهات دامية في معظم مناطق محور بيحان العسكري، الذي كان يضمّ خمسة ألوية عسكرية وقوات الأمن الخاصة، مُبيّنة أن الألوية 26 ميكا، 19، 153، 163، 173، بالإضافة إلى خمس كتائب متفرّقة كانت ضمن محور بيحان، انسحبت من مواقعها وأخلت معسكراتها وغادرت باتجاهات متفرّقة عقب اقتراب قوات الحوثي من مواقعها.
وتابعت المصادر أن معظم المواقع العسكرية التابعة لقوات هادي في بيحان سقطت من دون قتال، باستثناء مواجهات محدودة أدّت إلى سقوط عدد من القتلى من الطرف الآخر، فيما تمّت السيطرة الكاملة على مواقع الساحة ومسور والوادي ومليب وغنية ولحمر وموقس والدهولي العسكرية، ودخلت قوات الحوثي منتصف نهار الثلاثاء مدينة بيحان من دون أيّ مقاومة تُذكر.
في السياق نفسه، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن هناك اشتباكات تدور في أجزاء من مديرية عسيلان بالمحافظة، وسط تقدم كبير للحوثيين.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد تمكنت جماعة الحوثي، من نقل المعركة إلى شرق مديرية عسيلان النفطية القريبة من قطاع صافر النفطي الواقع شمال مدينة مأرب، حيث استطاعت السيطرة على مناطق النقوب، وحيد بن عقيل، الهجر، مفرق الحمى، والسليم، الواقعة إلى الغرب من مديرية عسيلان، فيما لم يُعلن إلى الآن استكمال السيطرة على هذه المديرية التي تتجاوز مساحتها 3000 كلم.
من جهة ثانية، قالت مصادر عسكرية، إن قوات هادي المتواجدة في بعض مناطق مديرية مراد جنوبي مأرب، شنّت هجمات مباغتة على مواقع تتمركز فيها قوات الحوثي في مديرية العبدية المجاورة لحريب، وعزّزت تواجدها في محيط مدينة الجوبة في محاولة منها للدفاع عنها.
أمّا قوات الحوثي فقد فرضت حصارها، على مديرية العبدية، وسط اشتداد المعارك فيها منذ أمس الأول.
وأفادت مصادر قبلية، أن العشرات من الأسر في مديرية العبدية، اضطرت إلى الفرار والنزوح من مساكنها.
ويرى مراقبون، أن الهدف من اتجاه قوات الحوثي نحو شبوه، هو فصل محافظة شبوة عن محافظة مأرب، وقطع الإمدادات العسكرية لقوات هادي القادمة من جنوب مأرب إلى بيحان والعكس.
كما أن من شأن هذه التقدمات، بحسب المراقبون أنفسهم، أن تتيح للحوثيين إمكانية السيطرة الكاملة على الطريق الدولي الرابط بين حضرموت ومأرب، ويسهل من التفافها على صافر النفطية والغازية.