بعد مقتل السنباني.. هل تنجح الحملة الشعبية الواسعة في فتح مطار صنعاء؟
حيروت – صنعاء
منذ 9 آب 2016، ومطار صنعاء مغلق من قبل التحالف السعودي الإماراتي. وبحسب وزارة النقل وهيئة الطيران المدني والأرصاد في حكومة صنعاء، أدّى إغلاق المطار إلى منع 4 مليون مغترب من العودة للوطن لزيارة ذويهم، وحرم الآلاف من الطلاب مُنحهم الدراسية بسبب عدم تمكنهم من السفر للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في الخارج.
كما أدّى إغلاق المطار إلى وفاة نحو 95 ألف مريض ممن كانوا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج خلال سنوات الحرب، إضافة إلى أنّ أكثر من 75 ألف مريض بالأورام السرطانية أصبحوا مهددين بالموت المؤكد، وأكثر من 8 آلاف مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة كلى لإنقاذ حياتهم، بسبب إقفال المطار.
على إثر ذلك، كان الشعب اليمني ولا زال، يطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على التحالف السعودي الإماراتي لفتح المطار وإنهاء المعاناة الّتي يعيشها منذ 5 سنوات سابقة وإلى اليوم، وذلك عبر تنظيم احتجاجات وتظاهرات شعبية في اليمن، وفي الخارج أيضاً وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
حملات شعبية لفتح مطار صنعاء
أبرز تلك الحملات هي حملة “افتحوا مطار صنعاء”، والّتي بدأت نشاطها منذ ما يقارب العامين، “على شكل مظاهرات بين فترة وأخرى، ومراسلات لمراكز القرار في أميركا وبريطانيا”، بحسب ما أشار إليه أحد مؤسسي حملة “افتحوا مطار صنعاء” أحمد المؤيّد، للميادين.
أمّا في الآونة الأخيرة، فكثّفت الحملة نشاطاتها بشكل أكبر، وذلك بعد الجريمة التي حصلت بحق المواطن اليمني عبدالملك السنباني، الذي كان عائداً من أميركا إلى اليمن، والذي تمّ اختطافه وتعذيبه وسلبه ما بين يديه ومن ثمّ قتله في مدينة عدن.
وقال المؤيّد إنّ “الحملة نظّمت مظاهرات في أميركا لرفع الحصار على مطار صنعاء، وستنظم في أكتوبر المقبل مظاهرات في بريطانيا وفرنسا”.
كما نظّمت الحملة نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً على “تويتر”، حيث قام ناشطون يمنيون في دول الاغتراب بنشر تغريدات وفيديوهات مصورة تحت وسم “افتحوا مطار صنعاء”.
وكانت كلمة الناشطين موحّدة، وهي المطالبة بالعودة إلى اليمن عبر مطار صنعاء، إلى “رؤية الأهل والأصدقاء الّذين لم يرونهم منذ سنوات، لأنّ المطارات الأخرى خطرة وغير آمنة”.
إغلاق مطار صنعاء عزل اليمن عن محيطه العربي
أمّا بالنسبة للحصار القائم على مطار صنعاء، فأوضح المؤيّد أنّ “التحالف السعودي يتحكّم بالمطار عن طريق إغلاقه من الخارج، وعدم السماح للطيران الخارجي بدخول أجواء اليمن، على الرّغم من جهوزيته لاستقبال الطائرات”، مشيراً إلى أنّه “فقط يمكن لطائرات الأمم المتحدة أن تحط في المطار”.
كما أضاف أنّ “السعودية تهدف من خلال إغلاق المطار إلى الضغط على حكومة صنعاء من الداخل، علّ هذا الأمر يؤدّي إلى ثورة أو انفجار داخلي أو انعدام التأييد للحكومة”.
المؤيّد أوضح أنّ “إغلاق مطار صنعاء عزل اليمن عن محيطه العربي، وهو يمثّل انتهاكاً صارخاً للمادّة 12 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وبالتالي هذا الأمر أثّر سلباً وبشكل كبير على الشعب اليمني”.
وعن المطارات الأخرى في البلاد، مثل مطارات عدن وسيؤون، فقال المؤيّد إنّ “من يذهب إلى اليمن عبر تلك المطارات فيكون قد خاطر بحياته مخاطرة شديدة، فيمكن أن يختطف أو أن يتعرض للأذى في أي وقت ومن دون حماية”.
ولفت إلى أنّ هناك “لوبي داخل المطار، يختار ضحيته، ويرسل الأسماء والصور للخارج ليصبح معروفاً ويتمّ اختطافه، أي أنّ تلك الأماكن لا يوجد فيها ضوابط أو سلطة تحمي حياة الناس”.
يذكر أن حصار التحالف السعودي الإماراتي لليمن لم يغلق مطار صنعاء فحسب، بل إنّه يحتجز منذ أغسطس الماضي 4 سفن نفطية تابعة لليمن لديه.