شركة نصب جديدة.. مستثمرون يمنيون يقعون في فخ استثمارات مروان هائل الوهمية
صنعاء – باسم المطري
عقب عام من بدء الحرب في اليمن، لجأ عدد من المستثمرين اليمنيين إلى سحب أموالهم من اليمن، والبحث عن بيئة آمنة لاستثمارها وتعويض خسائرهم التي تكبدوها جراء الحرب ومغادرة اليمن هم وأسرهم؛ وكانت ماليزيا إحدى الوجهات الرئيسية نظرا لسهولة الانتقال اليها بالنسبة لليمنيين حيث لا تفرض تأشيرة دخول.
وفي ماليزيا التقى عدد من المستثمرين بينهم يحي بسباس، برجل الأعمال مروان أحمد هائل سعيد، وهو نجل أحد أبرز المؤسسين لأكبر مجموعة استثمارية وتجارية في اليمن وهي (مجموعة هائل سعيد أنعم) والذي اقترح عليهم في 2016 مشروعًا للمحافظ الاستثمارية، كما يقول يحيى بسباس، أحد المستثمرين.
ويضيف للمشاهد “عندما تلقينا ” المستثمرين العشرة ” مقترح رجل الأعمال مروان هائل، وافقنا، واستبشرنا خيرًا، نظرًا للسمعة الجيدة التي نعرفها عن مجموعة هائل سعيد أنعم وأفراد أسرته، ودفعنا جميعنا ” المستثمرين العشرة ” مليونًا و700 ألف دولار أمريكي
في 25 مارس 2016، استثمر بسباس نصف مليون دولار أمريكي مع شركة مروان هائل سعيد في ماليزيا، وحول له المبلغ من حسابه في “CIMB bank” في ماليزيا، على أساس أن الربح المتوقع سيكون من 7 إلى 10% كل 6 أشهر، وفقًا للعقد الموقع بينهما، والذي حصل “المشاهد” على نسخة منه.
غير أن أرباح المحفظة الأولى بلغت 1.5%، وبلغت أرباح المحفظة الثانية 2%، فيما خسرت المحفظة الثالثة 1.25%، أي 6500 دولار من المبلغ الإجمالي، حد قوله.
ويضيف بسباس: “تلقيت الرسالة (المذكرة) عبر الواتساب من أجل التوقيع عليها وإعادة إرسالها إليه بسحب بقية المبلغ، وهو 493 ألفًا و750 دولارًا أمريكيًا، وتم التوقيع عليها بسحب المبلغ وإعادة إرسالها إليه، لكن مروان هائل ظل يماطل في إعادتها لي، وحتى اليوم لم أتسلم أموالي.
وهم الأرباح المغرية !
من جانبه، يقول عمار عبدالوهاب الآنسي، أحد المستثمرين مع مروان هائل، إن مروان استخدم معه أسلوب النصب والاحتيال والتضليل خلال فترة تزيد عن 4 سنوات منذ استلامه منه نصف مليون دولار، بغرض الاستثمار لديه.
ويضيف الآنسي “كنت أول من طلب من مروان هائل استعادة المبلغ بعد أشهر من استلامه، وقبل أن تحل عليه مشاكل مالية، وقد أبلغته عن نيتي الهجرة إلى أوروبا، وحاجتي للمبلغ، ومنذ ما يقارب 4 أعوام وهو يستغفلني ويمارس معي لعبة القط والفأر، ويدعي منذ ذلك الحين أن لديه أزمة سيولة مالية.
ويقول فاكر القباطي، وهو مستثمر سحب أمواله من اليمن بحثًا عن أرباح مغرية: “بعض المدراء في بنك التضامن هم من شجعوني على أن أستثمر مع مروان هائل، وهم من يعلمون عن أرصدتنا في البنك، وهم من سهلوا تحويل المبلغ من حسابي إلى ماليزيا على أساس أن الأرباح ستكون مغرية مقارنة بأرباح بنك التضامن البسيطة.
( تواصل معد التقرير مع بنك التضامن من خلال رسالة رسمية الى البريد الالكتروني للبنك لمعرفة رد مسؤولي البنك حول صحة قيامهم بتسهيل سحب ارصدة عددا من عملاء البنك وترحيلها الى شركة مروان احمد هائل لكن لم يتلق اي رد بهذا الخصوص ) .
وبينما كان بعض المستثمرين يتلقون وعودًا زائفة من مروان هائل بإعادة مبالغ استثماراتهم كاملة، كان مروان يعد العدة للهروب من ماليزيا إلى تركيا، بحسب كامل دغيش، أحد المستثمرين، الذي يقول: “استثمرت مع مروان هائل بمبلغ 280 ألف دولار أمريكي، وذلك بعد اتصال تلقيته من قبل مدير فرع مصرف تادهامون السابق، فرع حدادة، الذي كان يعمل لدى مروان في ماليزيا.
نفس مدير الفرع الذي لم يساعدني في سحب أموالي من البنك عندما كنا في اليمن بداية الحرب، لكنه هذه المرة وعدني بأن هذه ستكون أفضل طريقة لسحب أموالي من بنك تادهامون من خلال الاستثمار مع مروان هائل، مع وعد منه بأنه سيتم دفع جميع الأرباح ورأس المال المستثمر لي في ماليزيا. لذلك أصدرت شيكًا في ماليزيا لمكتب مروان، وتم تحرير الشيك باسم شركة مروان أحمد هائل سعيد في اليمن. وعلى الرغم من أنني أصدرت الشيك في كوالالمبور، فقد تم سحب الأموال في اليوم نفسه من حسابي، وتحويلها إلى حساب مروان في اليمن”.
استعاد دغيش مبلغ 75.000 دولار من استثماراته مع مروان هائل، لكن ماتزال 205 آلاف دولار متبقية لدى مروان هائل حتى الآن، ولم يستطع استعادتها، حد قوله.
تواصل معد التقرير مع عدد من مساعدي مروان أحمد هائل، الذين كان يتم التواصل من قبلهم مع المستثمرين، وذلك لطلب الاستفسار والتوضيح، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي حديث عن هذا الموضوع.
البحث عن الأموال
بعد سنوات اكتشف العديد من المستثمرين اليمنيين حقيقة أنهم وقعوا ضحية لعملية نصب من قبل مروان هائل، سعوا بكل الوسائل والطرق من أجل استعادة أموالهم، وفق المستثمرين الذين وثق معهم معد التحقيق. يقول ” بسباس ” لمن نكن ندرك اننا وقعنا في فخ كبير، وصار حالنا كالمستجير من الرمضاء بالنار “
وتواصل المستثمرون مع أسرة مروان هائل ممثلة بشقيقه الأكبر شوقي هائل، وعمه عبدالواسع هائل، وغيرهما من أعضاء أسرة هائل سعيد أنعم، لكن لم يصلوا إلى نتيجة إيجابية حد ق لهم .
لافتين إلى انهم أيضًا طرقوا أبواب سفارة اليمن في ماليزيا والجالية اليمنية في تركيا والغرفة التجارية والصناعية بصنعاء، للوصول إلى حل يرضي الجميع، لكن دون فائدة، حسب تعبيرهم
وتشير احد الوثائق الصادرة عن المركز اليمني الدولي للتحكيم والتوفيق التجاري التابع للغرفة التجارية الصناعية بالأمانة والموجهة الى مجموعة هائل سعيد انعم
الى ان المستثمرين العشرة :” تقدموا بطلب الي المركز اليمني الدولي بطلب تحكيم فقام المركز بمخاطبة مجموعة / هائل سعيد انعم طالبا الرد على حل النزاع مع شركة الاخ مروان احمد هائل سعيد بشأن المديونية التي عليه.
وجاء في مذكرة المركز” ان الاخوة المستثمرون العشرة تقدموا الى المركز اليمني الدولي للتحكيم والتوفيق التجاري بطلب حل النزاع مع الاخ مروان احمد هائل سعيد بشان المديونية التي عليه لطالبي التحكيم .
وتابع المركز : ” نظرا لوجود شرط التحكيم في العقود التجارية بينكم ولما للتحكيم من ميزة في الحفاظ على سرية العلاقات التجارية وسمعة التجار ولميزة السرعة في حل المنازعات التجارية عن طريق التحكيم ولكون الغرفة هي بيت التجار نأمل منكم التجاوب مع خطابنا هذا والمساهمة في حل النزاع بينكم عن طريق المركز اليمني للتحكيم والتوفيق التجارية بالغرفة التجارية الصناعية بالامانة ” .
ووجهت السفارة اليمنية في ماليزيا ردًا في 11 سبتمبر 2020 رقم 17، على طلب وجهه 11 مستثمرًا يمنيًا للسفارة في الـ5 من سبتمبر 2020، بشأن التحكيم في قضيتهم مع مروان هائل، وتضمن رد السفارة: “يمكنكم التقدم بطلبكم إلى هيئات وجهات التحكيم المعتمدة دوليًا في مثل هكذا قضايا أو اللجوء إلى جهات التقاضي المعروفة سواء باليمن أو ماليزيا، علمًا أن السفارة قد استنفدت جميع المحاولات لحل الموضوع بطريقة ودية”.