فاتنات اليمن بالمشاقر.. جمال رباني وأنوثة طاغية (صور)
حيروت- متابعات
تكثر الأعياد والمناسبات المحتفى بها في اليمن سواء كانت دينية أو اجتماعية أو سياسية، لكن أن يكون للورد و”المشاقر” عيداً في زمن الحرب والموت فهو احتفاء بالحب وبتقاليد الأجداد
شاب العطرية الطبيعية ذات الرائحة الجميلة تستخدم للزينة عند النساء والرجال وترمز إلى القوة والجمال.
وللعام الثالث على التوالي، تحتفي تعز عبر شبابها ونشطاء وعشاق المشاقر والورد بعيد ابتدعوا له تاريخاً في 9 من سبتمبر/أيلول.
وأينما كنت في ريف اليمن ومدنها، تكن مشاركتك في هذا العيد بنشر صور المشاقر والورود الطبيعية على منصات التواصل الاجتماعي جزءاً من مراسم الاحتفاء المبهج.
وللمشاقر حكايات موغلة في الحب وصناعة البهجة، حيث تتموضع أشجارها على شرفات البيوت لتلتف حولها فاتنات الدور في ساعات الأصيل وليالي الصيف في اليمن.
وفي ليالي الفرح والأعراس تحضر المشاقر كجزء أصيل على الخدود وبين جدائل الجميلات المنسدلة، معطرة الوجود والمساءات الباذخة بشذى الحب.
أسماء محلية متعددة يطلقها اليمنيون على “المشاقر” منها الحبق، الريحان، الشذاب، الأوزاب، إلى جانب أشكال وألوان متنوعة من الزهور الفواحة والعابقة.
كما نافست المشاقر التيجان في مواضعها، حيث لا مكان لها إلا على الرؤوس سواء كانت مغروسة بشكل عمودي فوق كوافي الخيزران، وعمائم الرجال، أو بشكل أفقي على خدود النساء.
وورد اسم المشاقر في المعجم اليمني الذي ألفه المؤرخ اليمني الشهير الشاعر مطهر الإرياني، حيث قال: “إن (المشاقر) هي النباتات التي يتخذها الناس لتزيين رؤوسهم، وهي أضاميم الورد والريحان وغيره مما يتشقرون به طلباً للزينة والرائحة الطيبة.
ويقوم الرجال بغرز تلك الأغصان في طيات ما يتعممون به من “شالات” و”سمايط” و”دساميل” وحتى يغرزون الزهور والنباتات في فتحات كوافي الخيزران وقوافع “سعف النخل”.
ويقول الدكتور علي صالح الخلاقي في كتابه (معجم لهجة سرو حِمْيَر – يافع وشذرات من تراثها).. إن الشُّقر: اسم جامع لأنواع متعددة من نباتات الطيب ذات الرائحة العطرية، تزرع في أحواض خاصة بجانب البيوت، وكان يكثر استخدامها من قبل النساء على الرأس أو بين الثياب.
كما كان يتطيب بها الرجال خاصة في أيام الجمعة أو المناسبات بوضع غصون منها في عمائمهم، تُسمى “حُمْحُمَهْ” وهي الجزء المزهر من “الشقر” وجمعها “حماحم”.
ومن التقاليد الريفية القديمة المرتبطة بالمشاقر، إن الفتاة التي تأخذ “مشقراً” من يد شاب فإنها قد أعطته عهداً بأنها تقبل به زوجاً مستقبلاً، لذا كانت الفتيات يحرصن بشدة ألا يأخذن مشاقر من أي شاب مالم يكن هناك رغبة بالزواج به.
كما تغنى بها الكثير من الفنانيين في اليمن، حيث كتب شاعر اليمن الكبير عبد الله الفضول عن المشاقر قصيدته الشهيره التي غناها عندليب اليمن أيوب طارش عبسي والتي قال في أحد أبياتها:
خدود مثل الورد ضوء الفجر أرواها.. وأعطاها المشاقر حرس.