السفن المتهالكة بميناء عدن.. مخاطر محدقة بالبيئة والسكان وسط تجاهل دولي
حيروت – عدن
طفت على السطح تساؤلات عن الناقلات المتهالكة في ميناء عدن والتي وصل عددها إلى 12 سفينة (منذ 2013 حتى 2018) قبل أن يتقلص العدد إلى 11 سفينة في أعقاب غرق السفينة “ضياء1” خلال يوليو 2021.
تشير تقارير صحفية إلى أن هذه الناقلات المتهالكة -التي لاتزال متواجدة في منطقة تسمى “منطقة رمي المخطاف”- كان قد نُشر سابقاً أنها تابعة لشركة “عبر البحار” التي يملكها رجل الأعمال “أحمد صالح العيسي” رئيس مجموعة العيسي التجارية ونائب مدير مكتب هادي.
أبرز الناقلات التابعة للعيسي:
تفيد لمعلومات، بحسب بقش، بأن أبرز العوامل المشتركة في كافة السفن المملوكة لمجموعة العيسي المتوقفة في منطقة رمي المخطاف، هو العمر الكبير لهذه السفن وفقدانها للتأمين والتصنيف منذ سنوات طويلة.
– ناقلة (نفط اليمن1): توقفت في 10 أكتوبر 2015 وترفع علم السويد، تعود ملكيتها لبنك سبأ الإسلامي بصنعاء، والمدير التجاري لها “عبر البحار” التابعة للتاجر العيسي وفقاً لقاعدة السفن المفتوحة (إيكواسيس)، وبحسب موقع تتبع السفن vesselfinder فإنها مملوكة لشركة “ناقلات نفط الخليج”.
– ناقلة (لؤلؤة أثينا): توقفت في 23 أغسطس 2015، وترفع علم مالطا، مسجلة تحت ملكية “الخليج العربي للشحن والتجارة” المملوكة لمجموعة العيسي، وبحسب بيانات موقع تتبع السفن فقد كانت عام 2011 مسجلة باسم بنك التسليف التعاوني بصنعاء.
– ناقلة (أميرة البحر2): توقفت في 29 مايو 2015 وترفع علم اليابان، مملوكة منذ 2009 لبنك التسليف التعاوني وتدار من قبل شركة “عبر البحار” التابعة للعيسي.
– ناقلة (سيشم فينول1): توقفت في يونيو 2017، وكان آخر علم رفعته علم مالطا، تتبع شركة عبر البحار التابعة للعيسي.
– ناقلة (الهلال): توقفت في 23 يونيو 2017 وترفع علم سيراليون، ومسجلة باسم “عبر البحار”، وتفتقد التأمين والتصنيف منذ سنوات طويلة وفقاً للتقرير.
ناقلات أخرى:
كما يشير التقرير إلى ناقلة تحمل اسم “إسطنبول1” توقفت منذ أكتوبر 2015 بعد 36 عاماً من الخدمة، وتحمل علم بوليفيا، ومسجلة تحت ملكية وإدارة MHQ SHIPPING CO LTD، وعنوانها كينغستاون، جزر غرينادين.
كما أن هناك ناقلات نفط إماراتية منها ناقلة (مرجان) المتوقفة في 27 مارس 2015، تابعة لشركة إماراتية هي FOB SHIPPING CO LTD في إمارة الشارقة.
ويلفت التقرير إلى أنه بالإضافة لناقلة مرجان، ثمة ناقلات ثلاث أخرى مملوكة للشركة الإماراتية نفسها، هي ناقلات (دوكين1 – سمفوني – شط العرب1)، وجميعها متوقفة بميناء عدن خلال فترات متفاوتة (يناير 2016 – يونيو 2016 – ديسمبر 2018)، بحسب إحصائية المركز الإقليمي البحري لتبادل المعلومات (حكومي).
كارثة التسرب على البيئة:
ينقل التقرير عن استشاري بيئي وأستاذ في كلية علوم البحار بـ #الحديدة قوله إن الآثار البيئية لتسرب النفط من السفن المتهالكة في ميناء عدن أو أي ميناء تبدأ من لحظة طفو البقع النفطية على سطح المياه وانتشارها مع حركة التيارات البحرية وصولاً إلى الشواطئ.
ويقول الاستشاري عبدالقادر الخراز إن التلوث يصيب المياه البحرية والأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وعند وصوله إلى الشاطئ يلوث الرمال الشاطئية والبيئات الساحلية الحساسة والمناطق الرطبة، ويؤثر على الطيور المستوطنة والمهاجرة، ويقضي على جميع الكائنات البحرية الساحلية ويرقات الأسماك التي تسكن القيعان والشواطئ، ما يفقد الطيور مصدر غذائها.
ولا يتوقف خطر التلوث عند البيئة والحيوانات والنباتات والمناطق الرطبة فقط، وفقاً للخراز، بل يمتد إلى الإنسان، حيث تتركب المواد المتسربة من هيدروكربونات نفطية ومعادن سامة سيحدث لجزء منها أيضاً عملية تبخّر نتيجة حرارة الشمس، وستنتقل عبر الرياح إلى المناطق السكنية القريبة من البحر، حاملة الكثير من الغازات السامة المسببة للأمراض التنفسية والسرطانات.
يُشار إلى أن استمرار تواجد السفن المتهالكة على موانئ خليج عدن يأتي وسط تجاهل دولي لأوضاع السفن وللنتائج الكارثية المترتبة من بقائها في الميناء.
وكانت السفينة “ضياء” غرقت قبالة سواحل منطقة البريقة محمَّلة بمادة الديزل خلال يوليو 2021، ما أدى إلى تسرب الحمولة وتلوث مناطق واسعة من سواحل عدن.