حيروت – صحف
كشف سالم بن حمد الجهوري، نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية والباحث في الشؤون الدولية، في حوار نشرته «الأهرام العربي» أمس الإثنين ، حول فرص نجاح هانز جروندنبرج، المبعوث الأممي الرابع لليمن ، مقدماً رؤية جديدة لحل الأزمة اليمنية .
وقال الجهورى حول الثوابت التى ارتكز عليها المبعوثون السابقون الثلاثة، إنهم فشلوا إلى حد كبير فى إحداث اختراق فى ملف الأزمة، مشيرًا إلى أن المبعوث الجديد الذى تولى مهامه أخيرًا، لديه أفكار متقدمة حول رؤيته للحل وكيفية التعامل مع الحوثيين بنظرة مختلفة، مضيفا: عليه أن يضع خارطة طريق، ترتكز على مخرجات المؤتمرات السابقة التى راعت مصالح الأطراف الداخلية وأيضًا الإقليمية.
وقال الجهوري بأن المبعوث الأممي الرابع السويدي هانز جرودنبرج يمثل مرحلة مهمة لإنهاء الصراع في اليمن ودفع الفرقاء فيها للعودة إلى طاولة المفاوضات، مهمة المبعوث الجديد ستكون أصعب من سلفه، نتيجة أنه خرج من اليمن خالي الوفاض، بسبب المواقف المتصلبة التى أبدتها صنعاء، خلال السنوات الماضية، والتى أسهمت فى إفشال مهمة مبعوثي السلام ، مشيراً إلى أنه أمام تحد غير عادى، وما لم يستطع تهيئة الظروف الداخلية بين الخصوم، والخارجية من القوى الفاعلة في المحيط الإقليمي والعربي والدولي، فإن نجاح مهمته سيكون ضربًا من الخيال، وقد يكون هذا الخيال واقعًا فعلًا.
الجهوري أوضح بأن الأزمة اليمنية تحتاج إلى إرادة استثنائية، وهي لا تتوافر الآن، مشيراً إلى أن أطراف الصراع يعيشون حلم الانفراد بالسلطة، ومن الصعب التخلى عن ذلك الحلم الذى تغذيه قوى من خارج الحدود .
وفي موقف غير مسبوق من مسؤول عماني ، لفت الجهوري بأن صعوبة الحل تكمن فى عدم قبول الحوثيين بمعظم المبادرات التى طرحت، ورغبتهم الواضحة فى تكريس تقسيم اليمن إلى أكثر من يمن، وعدم التنازل عن أى من المكاسب منذ أن دخلوا صنعاء، وهم القلة فى المكون اليمنى، كما أنهم لا يبدون أى اهتمام بما يقدم من طرح للحوار بين الفرقاء ، معتبراً بأن حكومة الشرعية أكثر انفتاحًا على المبادرات المطروحة
الجهوري أكد بأن المبعوث الاممي الجديد يحتاج إلى المزيد من الحنكة والمقاربة ، ولابد له من الاستعانة بالدور العماني والاتكاء على المبادرة السعودية والتوجهات الأممية، والأخذ بالمطالب الحوثية لقطع الطريق على محاولات الفشل، وإن لم تكن كلها، التى تقبل الأطراف الأخرى الداخلية والخارجية، مشيداً بالمبادرة السعودية التى تحمل الكثير من النقاط المضيئة، وتمثل فرصة تاريخية قد لا تتكرر ، حد قوله .
وفي جوابه على السؤال : هل من رؤية معينة لتجاوز الأزمة اليمنية؟ قال الجهوري بأن المبعوث الدولى عليه أن يحدد خارطة طريق واضحة المعالم، زمنية التنفيذ لأطراف الأزمة والداعمين الإقليميين لها، أبرز نقاطها وقف إطلاق النار، وجمع السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة، والبدء فى الحوار لتشكيل حكومة مؤقته، ثم العودة إلى المرجعيات الثلاث السابقة من خلال مؤتمر جامع شامل، ينتهى بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة من أبناء اليمن الذين يمثلون أطياف الأحزاب والجماعات، وحشد الدعم الدولى لذلك، يعقبه مؤتمر لإعادة إعمار اليمن، وتمكينه ماليا وصحيا واقتصاديا وأمنيًا وعسكريا، ويؤول كل ما جمع من سلاح إلى الدولة الجديدة، لبدء قطار السلام فى التحرك إلى أهدافه التى يحلم بها اليمنيون.