نصيحــة الى صديق بقلم| حسن عبدالوارث
بقلم| حسن عبدالوارث
كيفك يا صاحبي ؟.. أو ” كِيْفَكْ اِنتَ ” بلسان الفيروزة؟
وصلتني أخبارك وتصلني دائماً. وكما عوَّدتك عالصراحة، ماهيش أخبار مليحة ولا مريحة.
وعلشان كذا قلت لازم أنصح صاحبي لوجه الله وللعِشْرة القديمة والطويلة. وانت يا صاحبي اعتبرها نصيحة على الماشي بلا هوامش ولا حواشي. خذها على علاَّتها أو ارميها للبحر.. بس صدِّقني، الناصح الأمين هذي الأيام عملة نادرة، والنصيحة الخالصة من أيّ غرض قيمتها أغلى من كل كنوز الدنيا.
لا تَغُرَّك الدنيا يا صاحبي. شوفها بنت ستين خنزير. اليوم معك فلوس زي الرُّز، بكره قد تعدم أنت وعيالك الحبة الرُز. واليوم تحت طيزك كرسي دوار وزنه طن، بكره باتلاقي نفسك مجدول جدلة كلب ولاحد سائل فيك. واليوم صحتك والحمدلله زي البُمْب، بكره بايقولوا جَتْ له كرونا وقَنْدَل!
والله ماتبقى لك ولغيرك الاَّ كلمة طيبة سمعها الناس منك، وصدقة لعجوز أو شايب أو مريض. شوف التواضع والاِحسان أكبر استثمار في حياة الانسان. باينفعك يوم ما ينقلب عليك الزمان. دوام الحال من المُحال يا صاحبي، ومش عارف ليش الناس مش مؤمنة بهذي الحقيقة!
عرفت أصحاب كثير قبلك وبعدك، كانوا وزراء وسفراء ومدراء، أو تجار وميسورين، وكلهم أصحاب نفوذ ونقود وحاشية وماشية. وصارت لهم أمور في منتصف الثمانينات، وبعضهم في منتصف التسعينات، وأنت عارف ايش ذيك الأمور.. فكان اللي كان.. ولا عاد شفنا شكيلة ولا شوربان. كلهم راحوا في كيس كوسة وجونية بذنجان.
علشان كذا يا صاحبي، أنصحك من واقع دروس الزمان واللي شفته بالعيان.. وعلشان ما يتكرر لك يا صاحبي اللي حصل لاصحابي الأوَّلين، أنصحك بصدق وأمانة، وأنت عقلك براسك تعرف خلاصك.
خلّيك فاكر.. لا فلوس تنفع، ولا منصب يشفع، ولا جاه وهيلمان، ولا أتباع وغلمان. دنيا غرَّارة ودوَّارة. علشان كذا خلّي يدك خضرا، وقلبك وَسَع، ولسانك عسل، وروحك حالية، وخطوتك هادية، وكرشك نظيييييف.