القضية العدنية واستحقاقاتها بقلم| عبدالكريم الدالي

بقلم| عبدالكريم الدالي

القضية العدنية بمفهومها الصحيح هي ليست طريق البحث عن مغنم أو مكسب مادي أو موقع في سلطه أو التقرب والتمسح لأصحاب السلطة والنفوذ لغرض في نفس يعقوب، ولا هي قضية البحث عن سله غذائية أو اعانه ماليه، ولا هي الولاء لأيديولوجيات بمسميات مختلفة جميعها قبلتها العمالة والارتزاق لأجندات خارجيه على رغم شعارتها الوطنية الجوفاء، وليست قضية السقوط في مستنقع المهاترات مع الاخرين بالألفاظ السية والسب والقدف بتجاهل ثقافة واخلاق وقيم المجتمع العدني السامية والمتأصلة بأبنائه، كما أنها ليست قضية للمزايدة والمساومة السياسية.. لا وألف لا. فالقضية العدنية قضية أرض وشعب، وهويه قضية سياسية بكل المفاهيم والمقاييس، هي قضية أرض شعب وهوية من العام 67م إلى يومنا هذا، من خلال:

1- قضية أرض اغتصبت واستبيحت ونهبت ثرواتها وطبقت عليها سياسة التزييف الممنهج والغير معلن، تحت مسمى عاصمه من العام 67م، ومازالت كذلك الى يومنا هذا.

2- قضية شعب ارتكبت ضده جرائم القتل والاغتيال والسجن والاخفاء والتشريد وسياسة الافقار الممنهجة والغير معلنة، وفصل كوادره المدنية والأمنية بقرار جمهوري تعسفي عنصري عالم عام 68م، مع حرمانهم من رواتبهم ومكافئاتهم نهاية الخدمة. شعب نهبت وسرقة أمواله واملاكه، ومن بقي منهم في عدن تم اقصاءهم وتهميشهم وحرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية، وحقهم في الثروة والأرض والسكن والوظيفة وادارة مدينتهم من العام 67م إلى يومنا هذا.

3- قضية هوية، فالهوية العدنية من العام 67م الى يومنا، سعى ومازال يسعى أعداؤها بكل الاساليب والسبل والحيل لطمسها، ولكن هيهات لم ولن يتحقق لهم ذلك، فالهوية العدنية متجذرة في أعماق المجتمع العدني، مجتمع التعايش بسلام وامان ومحبه لجميع الاجناس والاديان والاعراق والطوائف والمذاهب تحت مظلة النظام والقانون.

وهكذا هي القضية العدنية؛ قضية مظالم وجرائم ارتكبت بحق أرض وشعب، وهوية ترتب على ذلك استحقاقات يكون من حق أبنائه المطالبة بها وهي على النحو التالي:

١- حق استعادة عدن لخصوصيتها الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية ولاجتماعية والمدنية كما كانت عليه قبل العام ٦٧م.

2- حق استعادة أبناء عدن لحقوقهم السياسية والمدنية وادارة مدينتهم، وحقهم في الثروة والأرض والسكن والوظيفة في مدينتهم كما كان عليه الحال قبل ٦٧م.

3- حق رفع سياسة الطمس ضد الهوية العدنية المفروضة عليها من العام 67م.

4- حق وقف ورفع السياسة المفروضة والممنهجة والغير معلنه ضد عدن وأبناء عدن من العام 67م الى يومنا، والمتمثلة في تزييف واقع عدن وافقار أبنائها.

5- حق تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض العادل في عدن من العام 67م، وهذه الفقرة تحديدا مطلوب تطبيقها ايضا على المحافظات الجنوبية التي كانت تعرف بالمحميات الجنوبية والشرقية لعدن، لإنهاء الصراع المسلح الجنوبي الجنوبي على السلطة من العام 67م الى يومنا، الذي تسبب في الضرر والاضرار بعدن وكل الجنوب، مما أدى الى تمزيق نسيج المجتمع في عدن والجنوب عامة، وبتطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والتعويض في عدن والجنوب، يكون بخروج نهائي بلا عودة من دائرة اقتتال الاخوة الاعداء الدورية.