حيروت – خاص :
كشف الصحفي محمد الخامري عن وثيقة سعودية مؤرخة يوم 7 ربيع الثاني 1433هـ الموافق الأربعاء 29 فبراير 2012 م اي بعد 8 أيام فقط من تاريخ انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية.
وبحسب الخامري فأن الوثيقة تؤكد ان الرئيس هادي، وشخصية ثانية تقدموا بطلب مخصصات شهرية من المملكة العربية السعودية.
وقال الخامري تصوروا حجم الكارثة التي حطت على رؤوسنا، رئيس دولة يطلب مخصص مالي من دولة أخرى، ما هو الانطباع الذي ستأخذه تلك الدولة عن هذا الرئيس، وكيف ستتعامل معه.
وأوضح الخامري انه من سياق المراسلات وتواريخها يتضح ان اول قرار اتخذه الرئيس هادي هو رفع مذكرة خاصة للديوان الملكي بطلب مخصص مالي خاص، رغم ان البلاد كانت خارجة من أزمة خنقتها لمدة عام كامل، وانسداد سياسي، وتشظي مجتمعي، وازمة اقتصادية خانقة، ومؤسسة عسكرية مقسمة وغير متماسكة، ومع ذلك كانت أولى إنجازاته ومهامه إيجاد مخصص مالي خاص به فقط.
وأشار الخامري الى انه من هنا بدأت اللعبة، ومنذ ذلك الحين سلم عبدربه منصور هادي اليمن للسعودية، وبدأت تدير كل شيء عبر سفيرها وأجهزتها الاستخبارية.
وأكد الخامري ان السعودية ضربت عليه طوقاً بأجهزتها ورجالها، وتحكمت في تحديد من يدخل له او يقابله ومن يتصل به وقطعت الاتصالات ما بينه وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي دعمه وسلمه الرئاسة كيد آمنة معتقداً انه كسب الرهان وان هادي سيكون لعبة بيده يلعب به كيفما يشاء.
كما اشار الخامري الى ان السعودية، العدو التاريخي لليمن واليمنيين، وجدت في هادي حصان طروادة لتحقيق أهدافها القذرة في تفتيت اليمن وتدمير قوته العسكرية وقواه السياسية، وبدأت ترسم خططها وتنفذها بأموالها التي كانت أهلكت الحرث والنسل في العديد من دول العالم، حيث دعمت الحوثيين ومولت تقدمهم صوب عمران والعاصمة صنعاء، وكان هادي ووزير دفاعه عبارة عن موظفين لديها يصدرون الأوامر والتوجيهات، بل ويحمون الحوثيين من أي ضربة او نصر يمكن ان يجترحه الشهيد حميد القشيبي او غيره من ابطال القوات المسلحة الحقيقيين.
وأوضح ان السعودية هي التي فصّلت المطالبة اليمنية لمجلس الامن بإدراج اليمن تحت البند السابع، وهادي نفذ الأمر المدفوع، وتم إقناع القوى السياسية بجدوى القرار الأممي لا نه سيفرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح واسرته، فتحمسوا له وأيدوه لتحجيم صالح دون النظر الى أضرار القرار وسلبياته على اليمن، وهذا هو الفجور في الخصومة الذي اوردنا المهالك وأوصلنا إلى حالنا البائس اليوم.
وتابع قائلا ” السعودية هي التي أدخلت الحوثيين إلى صنعاء، وكانت مخابراتها موجودة في كل ما دار تلك الفترة، وحتى الاقامة الجبرية التي فرضها الحوثيين على بحاح ووزرائه وهادي كانت بموافقتها، وهي التي اخرجته من بيته في صنعاء وأوصلته إلى عدن؛ وصورت الامر على انها عملية بطولية من عمليات البطل الحبوب هادي سوبرمان، وحكاية الحوثيين وانصار صالح وذهابهم إلى عدن، ثم انسحابهم وفق اتفاق مدفوع من الإمارات التي دخلت على الخط في اطار تقاسم اليمنين (الشمالي للسعودية والجنوبي للامارات) في يوليو 2015 ليقف الحوثيين على الحدود الشطرية منذ ذلك التاريخ حين اعلن زعيمهم أن مقاتليه كانوا في زيارة لأقاربهم خلال عيد الفطر المبارك، ولازالوا معيدين إلى اليوم، وكأن مايجري في عدن وسقطرى والمهرة لايعنيهم ” .
واختتم حديثه قائلا ” السعودية استكملت مخططها واختزلت عشرات السنين التي كانت ستستنزفها في الحرب الباردة والتخريب الممنهج لتدمير اليمن؛ بإعلانها عاصفة الحزم بعد ان أوجدت مبرراتها بدخول الحوثيين صنعاء وانقلابهم على الدولة، وهي الحرب التي كانت تخطط لها منذ فترة ليست بالقصيرة، إذ لا يمكن جمع 17 دولة عربية واسلامية لشن حرب على دولة مستقلة في ليلة واحدة، حيث شاركت في الهجوم كل من الإمارات والكويت وقطر والبحرين والسودان والأردن والمغرب ومصر، اضافة إلى تركيا وباكستان التي صوّت برلمانها لعدم المشاركة إلا دفاعا عن الحرمين، أما هجوما ضد اليمن فلا، وبالتالي انسحبت من التحالف، وفتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات، وقدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي، وسارعت أيضاً لبيع الأسلحة لدول التحالف، ونشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أفراد عسكريين في مركز القيادة والسيطرة المسؤول عن الضربات الجوية بقيادة السعودية في اليمن ” .
وأشار الى ان كل هذا التنسيق والتجهيز والتنفيذ تم دون علم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قال في مقابلة تلفزيونية انه سمع بأن السعودية بدأت الحرب ضد صنعاء وهو في الصحراء، لكنها كانت ضامنة لموقفه، لانها تعرف معدنه المبطون.