مأرب تشتعل من جديد.. تصعيد عسكري متبادل قبل مباشرة المبعوث الأممي الجديد لمهامه في اليمن
حيروت – خاص
بعد ما يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، عادت إلى الواجهة المعارك العنيفة بين قوات الحوثي من جهة وقوات هادي من جهة أخرى، توزعت في جنوب وشمال غرب مدينة مأرب. حيث دارت المعارك، التي وصفت بالأعنف منذ ثلاثة أسابيع، في جبهات مديرية رحبة وفي مناطق المشيريف وبقثة وجبال الابزخ، كذلك في نخلا وشرق ذات الراء والطلعة الحمراء، فيما شنّت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة في المحافظة.
وأكدت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري” أن طيران التحالف استهدف مناطق في مديرية صرواح بـ 17 غارة، فيما شن ثمان غارات على مناطق في مديرية رحبة.
وأضافت المصادر العسكرية أن هذا التصعيد من قبل طيران التحالف جاء عقب الاختراقات العسكرية التي حققتها قوات الحوثي في جبهات شمال غرب مدينة مأرب على حساب قوات هادي، مشيرةً إلى إحراز قوات الحوثي تقدماً برياً شرق تبة ذات الراء نحو منطقة الدحلة، كما استطاعت نقل المعركة باتجاه المناطق الغربية للمجمع الحكومي، تحديداً في منطقة تبة الوايت المحروق.
واعتبرت مصادر إعلامية تابعة لجماعة الحوثي أن التطورات المتسارعة خلال الـ24 الساعة الماضية، تشير إلى أن مدينة مأرب أصبحت آيلة للسقوط في قبضة قوات الحوثي، بحسب تعبيرها.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مقربة من قوات هادي لـ”حيروت الإخباري” أن قوات هادي قصفت مواقع عسكرية تابعة لقوات الحوثي شرق جبل المشجح الاستراتيجي بالعديد من صواريخ الكاتيوشا.
وأضافت المصادر، أن المواجهات اندلعت عقب محاولات تسلل فاشلة لقوات الحوثي، التي تكبدت على إثرها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن حجم وعدد الخسائر، لافتةً إلى أن قوات الحوثي هاجمت بعدة انساق، في محاولة منها للتقدم ميدانيا، غير أنها لم تحرز أي تقدماً رغم استعانتها بتعزيزات عسكرية مكثّفة.
وفي جبهات المحور الجنوبي للمحافظة، أفادت المصادر ذاتها، بأن قوات هادي أحبطت هجمات واسعة للحوثيين على حيد آل أحمد، والمشيريف، وبقثة، في مديرية رحبة.
وفي جبهات شرقي صرواح، قالت المصادر إن قوات هادي أفشلت هجمات حوثية مكثفة على مواقعها في وادي ذنه، وفي جبهة القفلات، الممتدة حتى مديرية بني ضبيان، التابعة لمحافظة صنعاء.
وسط هذه التطورات العسكرية التي اتّسمت بالتقدم الملحوظ لقوات الحوثي، والدفاع المضاد والعنيف لقوات هادي؛ يرى مراقبون أن هذا التصعيد المتبادل جاء استباقاً لمباشرة المبعوث الأممي الجديد هانس جروندبرج لمهامه في اليمن، وذلك لسعي الطرفين إلى كسب المزيد من المناطق قبل مباشرته لعمله بداية سبتمبر المقبل، أيضاً لكسب مزيداً من الأوراق قبل أي دعوة مرتقبه من قبله للعودة إلى طاولة المفاوضات برعاية أممية ودولية.
وكانت قد ذكرت وكالة رويترز الأسبوع الماضي، أن “الدبلوماسي جروندبرج، سيقدم إفادة إلى مجلس الأمن الدولي لأول مرة مطلع الشهر القادم”.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت الماضي، إنه يجب على الحوثيين وقف العمليات العدائية كخطوة في اتجاه السلام في اليمن، مطالباً في ذات الوقت، حكومة هادي والتحالف السعودي الإماراتي بإعادة فتح المطارات والموانئ.
وفي حين تشترط حكومة هادي والسعودية وقف إطلاق النار لفتح المطارات والموانئ؛ تشترط جماعة الحوثي فتح المطارات والموانئ قبل أي مبادرة شاملة لوقف إطلاق النار في البلاد. وهذا هو أحد أبرز الأسباب للتصعيد العسكري الدائر في محافظة مأرب، بحسب العديد من المراقبين.