اغتيالات وثارات بالجملة في أبين.. هل سيتكرر سيناريو حرب القاعدة؟
حيروت – ناصر الجريري
لا شك بأن الأمن والأمان ركيزة مهمة في حياة الشعوب والمجتمعات، فبدون هذه الركيزة لا تستطيع المجتمعات العيش بحرية وسلام وتطور، لكن أهم هذه الركائز انعدمت، وحل بدلا عنها الخوف والرعب والفوضى، حيث استفحل في تلك المجتمعات القتل والاغتيالات والتقطع والثارات بين أوساطها، ما جعل الإنسان يفقد العيش بأمن وسلام.
وها هي محافظة أبين مثالاً حياً لذلك، فهي تعيش هذه الأيام منحنى ومنعطف كبير وخطير، خصوصا عندما نسمع عن انتشار وعودة سيناريو الاغتيالات وتفشي ظاهرة الثارات والذي يعيد للأذهان سيناريو ما قبل حرب القاعدة من العام 2011م، التي دارت أحداثها في محافظة ذاق أهلها مرارة النزوح والتشرد، ودفع أبنائها ثمن تلك الحرب اللعينة التي أتت وجاءت تحت غطاء سياسي وتصفية حسابات سياسية بين الأطراف المتصارعة آنذاك.
لقد ظهر قبلها انتشار مربع الاغتيالات والثارات القبلية في المحافظة فجعلوا من أبين ساحة لانتشار الفوضى والقتل والاغتيال وانتشار للمخدرات والحبوب، وهذا ما نشاهده ونسمع في كل يوم عن مقتل مواطنين أبرياء، كذلك اغتيال رجال أمن أو حدوث قتال بين أفراد بسبب الثأر. كل هذه الأمور تحدث اليوم للأسف الشديد في ظل ضعف دور جهات الضبط الأمنية والاستخباراتية في المحافظة، والمتمثل دورها في كبح الجريمة قبل حدوثها او متابعة من قاموا بهذه الجرائم وإلقاء القبض عليهم وتسليمهم للعدالة.
أيضا عدم تفعيل وتطبيق قانون منع حمل السلاح في المحافظة ومديرياتها، فنجد أن أكثر من 80% من ابناء محافظة أبين مسلحين، وهو عامل مساعد على انتشار الجريمة بكافة أشكالها والاخلال بالأمن في المحافظة.
وعن هذا الانفلات الأمني عبّر المواطنون في محافظة أبين عن المنحى الخطير الذي يراد لأبين أن تعيشه، والمتمثل في انعدام الامن والامان بل وجر ابنائها إلى مربع القتل والاقتتال وافتعال النعرات القبلية والثارات خلال هذه الايام وفي هذا الوضع الاستثنائي الصعب بالذات.
كما يرى آخرون الانفلات الامني الحاصل بالمحافظة، خصوصا في الأسابيع القليلة الماضية من خلال انتشار جرائم القتل في المحافظة، والتي راح ضحيتها مواطنين أبرياء بسبب بعض الخارجين على النظام والقانون من متعاطيي الحشيش والحبوب، الذين انتشروا هذه الأيام بكثرة بمحافظة أبين، وهو ما ينذر بالخطر ويهدد الصالح العام والمجتمعي بحد ذاته.
ناهيك عن عودة الثارات القبلية والاقتتال وسط الاسواق وفي الشوارع العامة، والتي تودي بحياة الابرياء من المواطنين وتهدد السكينة العامة دون رقيب ولا حسيب من الجهات المعنية.
وكأن الأمر فيه مؤامرة على ابين وعلى أهلها، أما يكفي ما يعانيه المواطن من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وتردي للخدمات العامة حسب قولهم.
وقد حملوا تبعات ومسؤولية هذا الانفلات الامني وتدهور الاوضاع الامنية مؤخراً حكومة المناصفة ومن بيده زمام الامور في محافظة ابين وايضا السلطة المحلية والجهات الامنية.
مطالبين الحكومة والسلطة المحلية بتثبيت الأمن وتوطيده على مستوى المحافظة ومديرياتها ومكافحة الجريمة ومنع حمل السلاح في الاماكن العامة وفي الأسواق.
كما طالبوا بتفعيل دور القضاء والنيابات العامة ودور الشرط والبت في معظم ومختلف القضايا الجنائية وغيرها وذلك من اجل الامن والسلم الاجتماعي في محافظة أبين.
وهنا يدعو الكثير من المواطنين، إلى تكاتف وتظافر الجهود من اجل أبين وامن أبين، باعتبار أن أمن المحافظات والمناطق التي توصف بالمحررة من أمن أبين، فلابد من انتشال أبين مما تمر به وتعانيه اليوم من اوضاع اقتصادية وأمنية صعبة وهذه رسالتهم “أعيدوا لأبين عزها ومجدها الثريد)، فيكفي أنها دفعت ثمن ذلك كله خلال حقبة من الزمن.