حيروت – عدن – معاذ صالح :
مازال الغموض يلف مصير الشاب فهد الرياشي (30 عامًا) الذي اختفى لحظة وصوله إلى مطار عدن الدولي، قادمًا من جمهورية ألمانيا، عبر القاهرة، إلى أرض الوطن، في 30 يوليو الماضي، بحسب تأكيد أقرباء الشاب الذين كانوا بانتظاره في صالة المطار.
وحمل أهالي الشاب الرياشي السلطات الأمنية في مطار عدن مسؤولية مصير ولدهم، باعتبارها الجهة المختصة بحماية المسافرين والعائدين عبر المطار.
وتضاربت الأخبار ما بين اختفاء الشاب فهد الرياشي واختطافه القسري من قبل أحد القيادات الأمنية بالمطار، بسبب خلافات شخصية بينه وبين أحد زملائه في ألمانيا، هو أحد أقرباء القائد الأمني بالمطار، ويدعى الرائد عبدالله الجحافي الذي نفى، في منشور له عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، أن يكون له صلة بقضية اختفاء الرياشي.
واتهمت منظمة “سام” للحقوق والحريات، قوات أمنية في عدن بـ”إخفاء الشاب فهد الرياشي قسرًا، واعتقاله تعسفًا”، عند وصوله مطار عدن، نهاية الشهر الماضي.
وقالت منظمة “سام”، في بيان لها، الاثنين الماضي، حول قضية اختفاء الشاب فهد الرياشي، إنها تحصلت على معلومات من أحد أصدقائه تفيد بأن فهد “توجه من مطار القاهرة إلى عدن قاصدًا منطقته الرياشية بالضالع، لأجل الزفاف، وكان في انتظاره أحد أقاربه في صالة المطار، إلا أنه لم يصل إلى المطار، وعندما سأل عنه أجابوه بأسلوب هجومي، وقالوا له: اذهب، فهد ليس موجودًا على الطائرة”.
وتابعت “سام”، في بيانها، على لسان صديق الرياشي: بعد ذلك تواصلنا من خلال معارفنا وقنوات في القاهرة، وتأكدنا من صعوده إلى الطائرة، واستمرت متابعتنا والبحث عنه عبر شخصيات ووساطات، وعلمنا أنه في سجن قوات مكافحة الإرهاب بالتواهي في عدن”.
وأشارت إلى “انتهاك القوات الأمنية المسؤولة عن اختفاء فهد الرياشي لحظر الإخفاء القسري عند احتجازها له ورفض الكشف عن مكانه، في ظل وجود مخاوف جدية من تعرضه لخطر التعذيب”.
وأضافت أن “اعتقال الرياشي وإخفاءه قسرًا يشكل انتهاكًا خطيرًا لحرية التنقل والحركة”، مؤكدة على أن “ما حدث مع الشاب “الرياشي” جريمة اختطاف مكتملة الأركان، توجب على السلطات الأمنية التي تسيطر على المطار، التحرك العاجل والكشف عن مصيره، بدلًا من سياسة الصمت غير المبرر تجاه ما وقع من انتهاك خطير هناك”.
واختتمت المنظمة بيانها بدعوة الجهات الخاطفة لإطلاق سراح “فهد الرياشي” بشكل فوري دون اشتراطات، والتحقيق واتخاذ الإجراءات ضد المسؤولين عن اعتقاله واخفائه، مشددة على أهمية قيام الجهات التي تشرف على المنطقة التي وقعت بها حادثة الاختطاف، بتقديم المعلومات الكافية حول تلك الحادثة والأشخاص المتورطين بها، والعمل على تقديمهم للمحاكمة العادلة نظير انتهاكهم غير المبرر والخطير لعدد من قواعد واتفاقيات القانون الدولي.
من جانبها، أدانت عدة جهات يمنية داخل ألمانيا، منها “الجالية اليمنية” و”منتدى الشمال الثقافي بألمانيا”، اختطاف “الرياشي”، ودعت الجهات الأمنية في عدن إلى ضرورة الإفراج الفوري عنه، وكشف كل المعلومات المتعلقة بحادثة الخطف.
إلى ذلك، طمأن أحد أصدقاء الشاب فهد الرياشي، ويدعى علي المنتصر، الجميع بأنهم على تواصل مع أخيه سمير الرياشي، والقيادات العليا بالمجلس الانتقالي مؤكدا في منشور له على صفحته في “فيسبوك” أن فهد بصحة جيدة، وأنه سيتم الإفراج عنه قريبًا.