حيروت – صنعاء
اصدر المؤتمر الشعبي العام بياناً ، قبل قليل ، عقب اجتماع ترأسه رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء الشيخ صادق بن أمين أبوراس للجنة العامة والامانة العامة ورؤساء فروع المؤتمر بالمحافظات والجامعات .
هذا وقد صدر عن الاجتماع ، الذي حصل حيروت الإخباري على نسخة منه ، البيان التالي نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
يحتفل المؤتمر الشعبي العام- اليوم- بذكرى تأسيسه التاسعة والثلاثين، حيث تأسس في 24 اغسطس 1982م كأول تنظيم سياسي يمني خالص في نشأته وأسلوب وطريقة تأسيسه، وفكره وأديباته، ورؤيته وآليات عمله التنظيمي والسياسي.
لقد كان ما يعرف بشمال اليمن يعيش حالة من تجريم التعددية والحزبية، ومنع كل مظاهر الاختلاف والتنوع، وإلغاء كل منافذ الشراكة الوطنية، وترسيخ فكرة الواحدية في أداء السلطة وصناعة القرار السياسي والوطني، الأمر الذي أسهم في تأجيج الصراعات والحروب الداخلية البينية وبين شطري البلاد آنذاك، فجاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام ليمثل نقطة تحول في مسار العمل السياسي، ويلغي كل تلك القيود ويفسح المجال أمام تحولات كثيرة أبرزها الشراكة الوطنية، التي أسهمت لاحقا في قيادة حوار يمني- يمني يفضي إلى انهاء صراعات وحروب التشطير وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 من مايو1990، ويفتح الباب أمام الانتقال الى النهج الديمقراطي، والتعددية السياسية والحزبية، والاحتكام للانتخابات التنافسية، وترسيخ مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه، والشعب هو مصدر السلطة ومالكها.
وعلى مدى قرابة الأربعة عقود، قدم المؤتمر الشعبي العام تجربة فريدة ومتميزة في الأداء التنظيمي والسياسي والوطني، وكانت له ايجابياته وسلبياته مثل بقية القوى والتنظيمات السياسية التي حكمت أو شاركت في حكم البلاد منذ ما بعد الثورة اليمنية، 26 سبتمبر و14 أكتوبر، حتى اليوم إلا أن ما ميز المؤتمر هو أنه كان الأكثر تسامحا، وتقبلا للتعايش والعيش مع الآخر، والأكثر تجسيدا للشراكة الوطنية، وإيمانا بأهمية التنوع والتعدد، والأكثر حرصا على مدنية الدولة، ورفض العنف والتطرف والإرهاب والغلو بكافة أشكاله وألوانه، والأكثر قربا من الناس وقدرة على تلبية طموحاتهم وتطلعاتهم السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية، وفوق ذلك كله الاكثر ولاءً وانتماء للوطن ورفضا للعمالة والارتباط بالخارج، متوجا تاريخه هذا بالانحياز للناس في الدفاع عن الوطن والشعب ضد العدوان الغاشم والحصار الظالم الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية والامارات ومن يقف وراءه منذ عام 2015 حتى اليوم، وهو موقف مبدئي وثابت سيظل يجسده المؤتمر دائما وأبدا .
إن قيادة المؤتمر في الاجتماع المشترك للجنة العامة والأمانة العامة ورؤساء فروع المؤتمر في المحافظات والجامعات وهم يهنئون قواعد وكواد واعضاء المؤتمر الشعبي العام بهذه المناسبة، ليجدونها فرصة لتجديد التأكيد على العديد من المواقف التي كان وسيظل المؤتمر يعبر عنها بكل وضوح بوصف ذلك أحد مظاهر تميزه بالشفافية وعدم وجود ما يخفيه سواء امام اعضائه وكوادره، او امام شركاء العمل السياسي، وكافة فئات الشعب اليمني، وذلك بالتأكيد على الآتي:
1- أن المؤتمر الشعبي العام كان وسيظل تنظيما شعبيا جماهيريا يمني النشأة والهوى، يرفض كل اشكال العمالة والارتباط بالخارج بأي شكل من الاشكال ويعد ذلك خيانة لمبدأ الولاء والانتماء الوطني .
2- أن المؤتمر الشعبي العام سيظل متمسكا ومدافعا عن الثوابت الوطنية المتمثلة في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت خلال العقود الماضية منذ قيام الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، ويرفض أي نكوص او ارتداد عنها من قبل أي قوى أو أصحاب مشاريع صغيرة مهما كانت مبرراتهم أو دعاواهم.
3- أن المؤتمر الشعبي العام سيظل في مقدمة القوى الوطنية المدافعة عن اليمن وشعبه ضد العدوان الظالم والحصار الجائر الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومن يقف خلفهم، وحريصا على وحدة الجبهة الداخلية بين مختلف القوى الوطنية المناهضة للعدوان وفي مقدمتها أنصار الله ويرفض أي محاولات أو حملات تستهدف شق الصف الوطني من قبل أي كان ويعد ذلك جريمة تستوجب العقاب والمساءلة.
4- أن المؤتمر الشعبي العام سيظل متمسكا بوحدة اليمن لأنها ملك للشعب اليمني وليست ملكا لحزب أو فئة او جماعة، وسيظل يرفض كل المخططات والمؤامرات الرامية الى تمزيق اليمن وتفتيت وحدته الوطنية والجغرافية بأي شكل من الاشكال، وتحت أي مسمى من المسميات، مؤكدا أن المشاريع الصغيرة التي يدعمها تحالف العدوان سواء بإنشاء المليشيات المسلحة التابعة له، او بإدخال قواته التي تحتل بعض المحافظات والمناطق اليمنية وتنتهك سيادة التراب اليمني، مرفوضة ومن حق شعبنا مقاومتها بكافة الوسائل والسبل المتاحة، معبرا عن إجلاله وإكباره لمواقف المواطنين في المحافظات المحتلة الرافضين لتواجد هذه القوات، خصوصا في محافظتي سقطرة والمهرة، الذين ينسجون صورا للصمود ضد الاحتلال والتواجد الاجنبي، أو ضد تواجد العناصر الإرهابية التابعة للتنظيمات المتطرفة كداعش والقاعدة في بعض المناطق مثل مأرب .
5- يؤكد الاجتماع أن المؤتمر سيظل داعية سلام وحريصا على دعم أي جهود تبذل في هذا الجانب سواء كانت اممية أو من الأشقاء والأصدقاء، مرحبا بتعيين المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن السيد هانس غروندبيرغ ويرى أن المشكلة لا تكمن في اداء المبعوثين الاممين بقدر ما تكمن في إصرار تحالف العدوان وبعض القوى الاقليمية والدولية على التدخل في الشؤون اليمنية تحقيقا لمصالحها وأهدافها، مؤكدا أن حل مشاكل اليمنيين لن تتم إلا بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار، وتركهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم عبر الحوار الداخلي والمصالحة الوطنية الشاملة بعيدا عن التدخلات الخارجية .
6- أشاد الاجتماع بالصمود الأسطوري للشعب اليمني، معبرا عن تقديره العالي للتضحيات التي يقدمها أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية والقبائل الشرفاء في الدفاع عن الوطن، مترحما على أرواح كل شهداء اليمن الذين يقدمون ارواحهم رخيصة في الذود عن الوطن، مثمنا في الوقت نفسه المبادرة السلمية الخاصة بمحافظة مأرب التي قدمت بهدف حقن الدماء.
7- في الجانب التنظيمي، يؤكد الاجتماع ان قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء ممثلة بالشيخ صادق بن امين ابوراس- رئيس المؤتمر ومعه اللجنة العامة والأمانة العامة هي القيادة الشرعية التي تعبر عن المؤتمر ومواقفه من مختلف القضايا الداخلية والخارجية، وأن أي مواقف تصدر خارج إطار هذه القيادة لا تمثل المؤتمر ولا علاقة له بها .
8- يؤيد ويبارك الاجتماع الإجراءات والخطوات والقرارات التي اتخذها رئيس المؤتمر الشيخ صادق أمين ابوراس تنفيذا لقرارات الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية المنعقدة في 2 مايو 2019، وقرارات اللجنة العامة، سواء في ما يخص الحفاظ على وحدة المؤتمر التنظيمية، أو في ما يتعلق بإعادة تحديث البناء التنظيمي للمؤتمر، التي بدأت بالأمانة العامة، مشددا على أهمية استكمال هذه العملية على مستوى بقية التكوينات التنظيمية للمؤتمر، بما يحقق هدف مواكبة المؤتمر لمتغيرات الحاضر ومتطلبات المستقبل والحفاظ على وحدته التنظيمية.
8- يشيد الاجتماع بمواقف قيادات وأعضاء وكوادر المؤتمر في مختلف محافظات اليمن وحرصهم على الالتفاف خلف قيادتهم السياسية والتنظيمية، ويحثهم على المزيد من التلاحم والتكاتف ومواجهة كل مخططات ومحاولات استهداف المؤتمر وتمزيقه.
ختاما تكرر قيادات المؤتمر تهانيها لكل مؤتمري ومؤتمرية بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وتؤكد أن المؤتمر سيظل التنظيم المرتبط باليمنيين والأكثر قربا وتمثيلا لهم وتعبيرا عن تطلعاتهم وطموحاتهم.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى
وحفظ الله اليمن والمؤتمر .
صادر عن الاجتماع المشترك للجنة العامة والأمانة العامة ورؤساء فروع للمؤتمر بالمحافظات والجامعات
صنعاء الثلاثاء الموافق 24 اغسطس 2021م.