مهرجان جماهيري حاشد في المهرة للتنديد بالتواجد الأجنبي.. الحريزي يستلهم نضالات أكتوبر فهل سيشعل ثورة؟
حيروت – خاص
كشفت الأحداث المتتالية طوال فترة الحرب في اليمن، تلك الأهداف غير المعلنة للتحالف السعودي الإماراتي، إذ يظهر كل يوم تطور لافت يشي بهدف غير مُعلن، آخر هذه الأهداف ما كشفت عنه صحيفة “إكسبرس” البريطانية في 8 أغسطس الجاري، عن وصول 40 جنديا من القوات الخاصة البريطانية، إلى المهرة، بمبرر تعقب “إرهابيين” يعتقد أنهم حوثيون، يقفون وراء الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط “ميرسر ستريت” في خليج عمان، بطائرة مسيرة، ما أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني، في 30 يوليو الماضي. وذكرت الصحيفة أن الفريق سيعمل بالاشتراك مع فريق من القوات الخاصة الأمريكية المتمركز بالفعل في المنطقة، لتدريب نخبة من الكوماندوز السعودية.
هذه الذريعةً ذكّرت اليمنيين بمبررات سبق تسويقها في بلدان أخرى، مثل امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وغيرها من الذرائع الواهية. غير أن الواقع يقول إن الحرب التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن تقف خلفها أهداف ومطامع استعمارية لدول أخرى، أبرزها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، فيما يُراد من تواجد واشنطن ولندن بشكل مباشر في المهرة، نهب مقدراتها والتهيئة لحرب إقليمية تُدور رحاها في عرض البحر الأحمر وخليج عدن تشبه إلى حدّ ما تلك التي شهدتها المنطقة عام 1982 وسميت بـ”حرب الناقلات”.
وحول ما إذا كان يتم ملاحظة وجود أية قوات بريطانية في مطار الغيضة، قالت مصادر خاصة لـ”حيروت الإخباري” إنه لا يُسمح لأي شخص بالاقتراب من المطار، بعد أن تحول إلى ثكنة عسكرية للقوات السعودية قبل أكثر من 4 أعوام.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل حكومة هادي إزاء تلك الأنباء حول وصول قوات خاصة بريطانية؛ اعتبرت جماعة الحوثي وصول قوات بريطانية إلى المهرة، بأنه يهدف للسيطرة على مواقع استراتيجية بمساعدة التحالف السعودي الإماراتي. وحذرت من ”المخططات التآمرية” لدول التحالف التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء المهرة، وفق وكالة “سبأ” في صنعاء.
وأثارت تقارير عن وصول قوات بريطانية إلى محافظة المهرة، حفيظة المواطنين اليمنيين، سيّما أبناء المحافظة، حيث تجمهر اليوم عشرات الآلاف منهم بقيادة زعيم مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، ورئيس لجنة الاعتصام السلمي، الشيخ علي سالم الحريزي، في مهرجان جماهيري كبير، لرفض تواجد الاحتلال العسكري البريطاني والأمريكي لليمن، وأداته المتمثلة بالتحالف السعودي الإماراتي.
وطالب البيان الختامي لفعالية المهرة، واشنطن ولندن بسرعة سحب قواتهما من المحافظة، داعياً كل القوى الوطنية التحررية الى الوقوف بحزم، لإفشال مخطط الاحتلال وأدواته التي تسعى لتحويل المهرة إلى بؤرة صراع محلية وإقليمية.
كما أكد موقفه الثابت والمبدئي الرافض لأي تواجد أجنبي، داعياً إلى مقاومة الاحتلال وخروج كافه قواته من كل شبر في الأرض المهرية، كذلك الإفراج عن كل المعتقلين في سجون الاحتلال ورفض كل أساليب القمع والإرهاب وبناء السجون وملاحقة وتشريد أبناء المحافظة الرافضين للمحتل وأدواته، معلناً بمواصلة نضالاته بكل الوسائل المشروعة حتى تحرير المحافظة واليمن.
هذه الخطوة المطالبة برحيل القوات الأجنبية، والمهددة باستخدام جميع الوسائل المشروعة لدحرها، تذكر اليمنيين بثورة 14 أكتوبر، في حين يمثّل تقدم الشيخ الحريزي، للحشود الجماهيرية في هذه الفعالية، انعكاس لأبطال أكتوبر، الذين سبق وأن دحروا الاحتلال البريطاني نفسه.
ويرى مراقبون أن وصول القوات البريطانية إلى المهرة خطوة تأتي ضمن “البقاء الطويل وشبه الدائم، وليس كما أُعلن سابقا من أجل مطاردة بعض المخربين الذين يُتهمون بالقيام بإطلاق طيران مسير ضد السفن في الخليج”، وهو ما يعزز فرضية المقاومة عند ذات الخبراء.
وتُعتبر المهرة من المحافظات اليمنية التي ظلت بعيدة عن الحرب، ولم تصل إليها المواجهات المسلحة بين قوات هادي وجماعة الحوثي، وهو ما يعني القول بأن وصول قوات عسكرية أجنبية يأتي في إطار تكريس احتلال المهرة، والإنطلاق منها لرعاية المصالح الغربية في المنطقة.
ومجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، هو كيان تنظيمي سياسي يتألف من الأفراد والمكونات المتوافقة على مبادئه وأهدافه ووسائله النضالية ورؤاه الفكرية والسياسية كافة. ويعرف نفسه بأنه حركة تحرر وطني جبهوية، تنفتح على مختلف الاتجاهات والقوى السياسية داخل البلاد وخارجها، وتعمل على جمع قوى الصف الوطني الرافضة للحرب والتدخل الخارجي والوجود العسكري الأجنبي، وكل أشكال الاحتلال والتبعية في اليمن، للإسهام في إنقاذه من انهيار الأوضاع العامة فيه ووقف ترديها.