وعود وردية في واقع مظلم.. وزارتي الاتصالات في صنعاء وعدن تَعِدان بنقلنا إلى الجيل لرابع!
حيروت – خاص
يشي واقع البنية التحتية لشبكة الإتصالات في اليمن بأنها متقادمة وغير مستوفية للمعايير الهندسية العالمية الحديثة، كما أن سعات القنوات الدولية عبر كابل اﻷلياف البحري العالمي محدودة ومتواضعة، ومع ذلك تروّج حكومتي صنعاء وعدن بشكل رسمي عن ادخال خدمات الجيل الرابع (4G) لشركات الموبايل، والتي تعتمد على شبكة شركة الإتصالات المتقادمة والمحدودة السعة كبوابة لها للولوج إلى خدمة الإنترنت. ففي يوليو الماضي قال وزير الاتصالات المعين من الحوثيين مسفر النمير إن الوزارة ستحدد فترة أربع سنوات للانتقال إلى الجيل الرابع من خدمات الإنترنت.
وأضاف النمير، أنه سيتم خلال فترة الإنتقال إلى الجيل الرابع من خدمات الإنترنت منع أي استحداثات لشبكات الراديو الحالية في المناطق الحضرية، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على إعداد الوثيقة النهائية لتراخيص ونشر شبكات الأجيال الحديثة (4 G ، و 5G) وفقاً لأفضل الممارسات المتبعة إقليمياً وعالمياً.
وأعترف النمير أن وضع الاتصالات في اليمن مقارنة بالمحيط الإقليمي، متأخر فيما يتعلق بتشغيل شبكات الأجيال الحديثة. لافتا إلى الفجوة بين قطاع الاتصالات وتقديم خدماته باليمن والمحيط الإقليمي، ما يستدعي مضاعفة الجهود لسد الفجوة بالشراكة مع المشغلين ومواكبة التكنولوجيا.
تأتي تصريحات الوزير في صنعاء علما بأن سرعات الإنترنت في خدمات ADSL أقل بكثير عن السرعات المذكورة والموضحة والمتعارف عليها في المعايير الهندسية العالمية، وذلك بسبب تهالك الشبكة الأرضية وارتفاع قيم التشويش فيها وسوء مواصفات اﻹمدادات اﻷرضية، كذلك بعد المسافات بين المشترك والسنترالات واستخدام كابلات محدودة النطاق الترددي قد عفا عليها الزمن ولم تعد تستخدمها أغلب شركات الإتصالات العالمية، بحسب ما أكد مهندس الاتصالات إبراهيم الكبسي.
وأضاف الكبسي، أن شبكات الجيل الثالث (3G) في اليمن تنتمي فعليا في سرعاتها إلى شبكات الجيل الثاني (2G)، فيما يتم الحديث حاليا عن ادخال خدمات الجيل الرابع (4G)، وهذا كلام غير علمي وغير واقعي في ظل تقادم البنية التحتية وتهالكها في معظم أجزائها، والمواطن في اﻷخير يعرف تماما أن ما يتم تداوله في الإعلام هو بعيد عن الحقيقة لأنه الوحيد الذي يعرف سوء خدمات اﻹنترنت الحالية سواء كانت الأرضية (السلكية) أو حتى الموبايل (اللاسلكية) والتي تعتبر حاليا الأسوء من حيث الخدمات على مستوى العالم ومع ذلك فهي اﻷغلى سعرا.
من جهته، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة عدن، نجيب العوج، إن وزارته تعمل على مشاريع وخطط مستقبلية لمعالجة القصور الناتجة عن انقطاعات شبكة الكابلات البحرية والارضية وفتح خطوط جديدة لتوسيع شبكة الاتصالات والربط والشراكة مع شركات الجيل الرابع “جي إس إم”، وهي ذات الخطوة التي يقول الحوثيون أنهم يعملون عليها.
وأوضح العوج بأن وزارته تمضي بخطى متسارعة في عملية منسقة للدفع بتقنية المعلومات الالكترونية، التي ستصل قريباً إلى ما يلبي احتياجات المواطن من هذه المشاريع الطموحة.
بدوره، ختم المهندس الكبسي رأيه بهذه التصريحات بالقول، إلى وزارة الاتصالات، نتمنى أن تحترموا عقول الشعب وتتوقفوا عن اصدار الوعود الكبيرة في هذا الوقت وقوموا بصيانة الشبكات الحالية وتطوير أداءها واعتمدوا تخفيضات حقيقية في تعرفة الإنترنت بما يتناسب مع الخدمات المتواضعة التي تقدموها والتي تعتبر الأسوأ على مستوى العالم، مؤكداً على ضرورة رفع أرصدة الباقات بما يتناسب مع سرعة خدمة الإنترنت ومشاكلها المتمثلة في تعليقها وتوقفها المتكرر مما يتسبب في ضياع أرصدة المشتركين وضياع حقوقهم المالية.