انسحاب أمريكا من أفغانستان.. نهاية لبداية جديدة بقلم| فاطمة رضا
بقلم| فاطمة رضا
انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان ليس إلا بداية حروب ستبدأ في العراق واليمن ولبنان وإيران وسوريا وبداية معركة امريكية من نوع آخر.
أفغانستان ليست مغنما للولايات المتحدة فلا نفط فيها ولا ثروات والانسحاب كان خيار المصلحة السياسية الراجح فعليا.
إن التغيير الكبير القادم سيكون في جنوب شبه الجزيرة العربية، فالمصالح تتقاطر حول النفط هناك في صحاري جنوب الجزيرة ودهاليز المخابرات الامريكية والبريطانية بدأت تكدس أفرادها جوا و برا وبحرا نحو المملكة السعودية وبشكل حثيث تعمل مشغولة بمكاتبها لإعداد التقارير وصياغة رؤية كاملة لاقتراب أي مواجهات عسكرية، قد يكون تم الاعداد لها في الخليج الفارسي وصولا للبحر الاحمر وخليج سلطنة عمان، مدير الاستخبارات القومية الأمريكية “دان كوتس” صرح تصريحا خطيرا قبل أسبوع حول هذا الأمر وكان صريحا في كل ما قال حول ربطه لانسحاب افغانستان بالإعداد لردع لما سماه “الاسلاميين الايرانيين” حيث قال “إنهم أخطر” وهو معروف بأنه متشدد وله مواقف سابقة ضد الروس في ازمة الصواريخ الكوبية وغيرها من الاحداث السياسية الامريكية.
باعتقادي أن ما يحصل قريبا هو تغيير للنظام في العراق لصالح إيران ربما ولن يكون نظاما مواليا للملالي بشكل كامل ولكن الإيرانيين سيعتبرون العراق واليمن المدخل للجزيرة العربية.
فلطالما كانوا يبحثون عن مدخل مماثل وثمة الان خياران مطروحان في الأوساط الدولية لمواجهة إيران، أحلاهما مر، وهو الانسحاب من افغانستان والتمسك بالعراق ولقد تم اتخاذ هذا القرار باعتقادي فالعراق بلد نفطي وأفغانستان لا نفط فيه، بريطانيا بدأت حرفيا بنقل الأسطول الرابع من قاعدة ديفونبورت البحرية الى خليج عمان والاسطول هذا فيه نحو 20 الف جندي وتحريك هؤلاء تترتب عليه نفقات باهضه ولا أعتقد أن البريطانيين سينفقون هذه النفقات لأجل حماية المصالح البحرية كما كان التصريح الرسمي بل للإعداد لشيء أكبر.