حيروت – خاص
كشف أكاديمي وخبير جيولوجي ، اليوم الإثنين ، لغز الإنشقاق الأرضي في محافظة ذمار والذي تسبب بخلق حالة هلع لدى المواطنين من تكرار زلزال 82 م .
وقال الجيولوجي د / عبد الغني جغمان ، في توضيح مطول رصده حيروت الإخباري ، طالعتنا الاخبار يوم أمس ٨ أغسطس ٢٠٢١.. بصور واخبار بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود إنشقاق كبير ومفاجئ وعميق بمناطق مديرية ضوران آنس التابعة لمحافظة ذمار، فيما عبر المواطنين عن مخاوفهم من ظهور مؤشرات زلزالية كالتي حدثت عام 1986م.
وأضاف :” من ناحية جيولوجية.. نعلم ان اليمن بشكل عام والمنطقة تتأثر بعدد من أنظمة التصدع الموازية والمتعامدة على كل من البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تؤدي إلى حدوث الزلازل نتيجة إعادة النشاط او الحركة على مستويات هذه الصدوع نتيجة لقوى أخرى جديدة وبأي اتجاه مسببة في حدوث حركات باتجاهات مختلفة وبإزاحات متباينة.
وتابع :” في منطقة ذمار فإن جيولوجية المنطقة التي تعود الى رسوبيات العصر الرباعي محاطة بسلسلة من بركانيات العصر الثلاثي والرباعي، تشير الى تواجد الكثير من مناطق الضعف المتمثلة في الشقوق والفوالق ومناطق تواجد العيون الساخنة، وعليه فإن منطقة ذمار تتعرض لنشاط زلزالي مستمر ما بين الضعيف إلى القوي، وكما نعلم جميعاً ان منطقة ذمار تعرضت لزلازل مدمرة عبر التاريخ كان اخرها زلزال عام ١٩٨٢م.
ولفت جغمان إلى ان إعادة تنشيط لهذه التصدعات والتشققات في منطقة جهران وما حولها يكون نتيجة لتحرير اجهادات وضغوط أرضية وعمليات تكتونية في باطن الأرض تكونت بسبب تراكم الطاقة والتي بدورها توثر على الغطاء الرسوبي في المنطقة ، الذي يتكون من رواسب بركانية طينية وغرينية ورملية حصوية (العريق، ٢٠١٧) وبالتالي تتكون هذه الشقوق التي تظهر على السطح. هذا وقد قام المركز الوطني لرصد ودراسة الزلازل بدراسة منطقة الشقوق الأرضية في قاع جهران في وقت سابق، حيث تبلغ المساحة الكلية لمنطقة الشقوق بحدود ( 72 كم٢) بطول 9 كم وعرض 8 كم وقد شملت الشقوق الارضية بداية من الشمال الغربي من مدينة معبر( قرية بني سرحان) وحتى الشمال الشرقي من معبر( قرية بني قوس ) ومن بني قوس شمالا حتى قرية العليب جنوبا وتضم 11 شقا تم تقسيمها إلى أربعة انطقه حسب موقع تواجدها.
وقال جغمان بان سبب التشققات يعزى بشكل رئيسي الى تكتونية المنطقة و الاجهادات والضغوط الارضية التي تتحرر بشكل دوري على امتداد مناطق الضعف والتصدع والتي تظهر على شكل تشققات في السطح في اغلب الأحيان، وان استنزاف المياه الجوفية ليس السبب الرئيسي لحدوث هذه التشققات، وبالعودة الى الاخبار خلال العشرين سنة الماضية .. نجد ان هذه الشقوق يتكرر حدوثها وبشكل متزايد وعشوائي يتبع نظام تصدعات وانطقة ضعف في الطبقات الصخرية الواقعة تحت الغطاء الرسوبي في مديريات جهران، ضوران، المنار، وهذا بدوره يقلل فرص حصول زلازل في المنطقة بسبب تحرير الاجهاد بين الحين والأخر عبر انتاج هذه التشققات.
مشيراً الى ضرورة إعادة تفعيل المركز الوطني لرصد ودراسة الزلازل وتوفير مبنى بديل مع كافة المتطلبات اللازمة لإعادة تشغيل شبكاته ومحطاته الرئيسية التي أدى قصف الطيران إلى تدميرها بشكل كامل، “ليقوم بدوره الوطني والإنساني كونه المركز الوحيد في الجمهورية اليمنية”.
وأكد على دور الجهات المعنية والمجالس المحلية بتوعية الناس بخطر هذه التشققات وما يجب عمله من إجراءات تعمل على الحفاظ على التربة في المناطق الزراعية وضرورة ابتعاد الأطفال والحيوانات عنها.
