شكرا قطر.. ولكن! بقلم| سيف صالح
بقلم| سيف صالح
سمعنا مؤخراً أن أمير قطر خصص ١٠٠ مليون دولار أمريكي دعما لجهود برنامج الأغذية العالمي في اليمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهي لفته كريمة ليست بغريبه على الأشقاء في قطر، ولكن لا بد من إدراك أن الوسيط الإغاثي غير شفاف، وقطر الخيرية والهلال الأحمر القطري أجدر باستيعاب المنحة.
في ثمانينيات القرن الماضي، نفذ الأشقاء في قطر ثلاثة مشاريع حيوية في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، وهي مستشفى خليفة العام، والمعهد الفني بالصيرة، ومعهد المعلمين (فرع جامعة تعز حاليا في مدينة التربة)، وظلت هذه المشاريع حيه ويستفيد منها الناس حتى اللحظة، إذ كانت سببا في تحول مدينة التربة إلى حاضرة تنافس المدن الرئيسية في اليمن، وحفرت في ذاكرة الناس الخير القطري مع كل دفعة تتخرج من فرع جامعه تعز أو معهدها الفني ومع تعافي كل مريض يغادر مستشفى خليفه إلي منزله، وغيرها من المشاريع في مختلف محافظات اليمن، التي علقت في الذاكرة اليمنية.
واليوم تخصص قطر ١٠٠مليون دولار عبر برنامج الغذاء العالمي الغير شفاف في عمله، والمعروف بمشاريعه الخفيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كالتمرية والأدوات البلاستيكية والحفاظات ومعونات نقدية لا تذهب معظمها لمستحقيها، وتسهم في تواكلهم وتحويلهم لمتلقين سلبيين، اضافه لذهاب أكثر من نصف المبلغ لرواتب موظفي المنظمات ونثرياتهم وبدل سفرهم العبثي.
كم نتمنى لو أن الأخوة القطريين أوكلوا هذه المهمة للهلال الأحمر القطري ولجمعية قطر الخيرية، ليتم تنفيذ مدينة طبيه في عدن أو صنعاء أو الحديدة أو حضرموت أو تعز أو الغيظة أو أي مدينة يمنية، لتظل خيرا إستراتيجيا ومنفعة حقيقيه للناس وبصمة قطريه ستمتد إلي ما شاء الله.