أزمة أخرى تُضاف إلى أزمات مأرب!
مأرب – مروان المنيفي
يعاني المواطنون في محافظة مأرب من سوء المواصلات، وهي معاناة تشترك فيها المحافظة مع بقية محافظات الجمهورية، رغم أنها غنية بالنفط المتوفر بأسعار رسمية مناسبة مقارنةً ببقية المناطق، كل ذلك لم يمنح المحافظة أفضلية في توافر وسائل نقل مريحة وبأسعار مناسبة، الأمر الذي دفع المواطنين للشكوى.
يقول (يعقوب)، سائق باص من نوع دايو أن “العمل في مأرب مجرد نوع من شغل الفراغ والملل، إذ إن العمل كسائق باص لا يأتي بمكسب مادي جيد بقدر ما يتسبب في خسارة”، بحسب خيوط.
ويضيف يعقوب أن “تزايد أعداد الباصات والدراجات النارية قد ضيق الخناق والازدحام في الشوارع والأسواق، لعدم تخصيص مواقف وفرز خاص لمركبات النقل”.
ويتفق معه ضياء سالم، سائق مواصلات عامة، يجُول شوارع المدينة قرابة 9 ساعات، معبرًا أن لا حصر لمساوئ الشوارع في مدينة مأرب، إذ يعاني كثيرًا من عدم تنظيمها كسائق، الأمر ذاته ينطبق على مرتادي المواصلات من المواطنين.
ويقول ضياء “أنه يربح يوميًّا مبلغًا يتراوح بين 8 إلى 10 ألف ريال يمني، لكن هذا المبلغ يذهب أدراج الرياح بسبب أجور إصلاح الأضرار التي تلحق بباصه، إضافةً إلى متطلبات أسرته التي يعجز عن تلبيتها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب”.
ويتفق “يعقوب” و”ضياء” في أن أجر المشوار ضئيل للغاية حيث لا تتجاوز قيمته مئة ريال يمني للراكب، وغالبًا يقايضها الراكب بقارورة ماء يشتريها للسائق في حال لم يجد “فكة” أو “صرف”.
الافتقار للتنظيم
مشاكل جمة يعددها سائقي المواصلات العامة داخل مدينة مأرب؛ كون مركز المدينة ليس ذا مساحة كبيرة بما يُمكّن من تسيير مشاوير طويلة مرتفعة القيمة، إضافة إلى أن ارتباطات المجتمع في مأرب المدينة بمناطق أخرى في إطار المحافظة قليل، علاوةً على أن أغلب أبناء المحافظة يمتلكون مراكب خاصة بهم تمكّنهم من قصد مشاويرهم دون الحاجة للمواصلات العامة.
فاضل راشد، أحد سكان مأرب، يقول لا تتواءم وسائل النقل والمواصلات الموجودة حاليًّا في مأرب مع الزيادة المهولة في عدد السكان نتيجة توافد النازحين للمدينة، رافق ذلك غياب شرطة المرور في بعض الشوارع، إضافة إلى عدم وجود باصات “هايس” التي تحمل أكثر من 7 ركاب، وهذا ما فاقم المشكلة.
يصف راشد انتظاره للباص في الشارع “بالبهذلة”، فما أن يستقله حتى يغير سائق الباص وجهته إلى مكان آخر، ما يدفعه إلى النزول والبحث عن باص ثانٍ مجددًا.
في ظل وضع يفتقر للتنظيم والتخطيط بات توفر ورقة فئة 100 ريال في جيب الراكب بمثابة منقذ يمكنه من ركوب الباصات والتنقل من واحد لآخر.
النازحون معاناة مؤرقة
يفتقر مأوى النازحين في مخيمات ضواحي مأرب النائية، مثل مناطق (الميل، الجفينة، السويداء، الخير) لوسائل المواصلات العامة، وهو ما يكبدهم معاناة قطع مسافات طويلة مشيًا على الأرجل.
فخر الصغير، طفل نازح، يسير على قدميه مسافة طويلة إلى مدرسته ونادرًا ما يظفر بوسيلة نقل تقلّه لمدرسته التي تبعد عن المخيم 16 كيلو مترًا.
ويسرد فخر معاناة سكان المخيمات الذين يفتقرون لأدنى الخدمات الأساسية؛ بينهم طلاب المدارس والمرضى لافتًا إلى أن بعض سائقي الباصات يخفضون من قيمة الأجرة أو كمساعدة وفعل خير دون مقابل لطلاب المدارس، وتوصيلهم إلى مدخل مدينة مأرب.
أما الدراجات النارية فالقليل من يستقلها نظرًا إلى تكلفة المشوار المرتفعة، فقد تبلغ تكلفة مشوار صغير لا يستغرق بضعة أمتار إلى 700 ريال يمني، ويبرر سائق الدراجة النارية، سليم البريهي، أسباب هذا الارتفاع إلى عدة أسباب منها أنه يضطر لتعبئة البترول من السوق السوداء بدلًا من محطات شركة النفط بالسعر الرسمي، كون ذلك سيتطلب منه الانتظار وقت أكبر أمام طوابير محطة الوقود.
شرطة السير في محافظة مأرب قالت في تقرير سنوي لها سنة 2019، إن الحوادث المرورية في مأرب بلغت 1219 حادثًا موزعة على 141 شخصًا، بلغت عدد الإصابات فيها 871 بينهم 271 إصابة بليغة، فيما قدرت الخسائر المادية الناتجة عنها 268 مليون و690 ألف ريال يمني.
لكن تقريرها السنوي الأخير لسنة 2020، لم يورد إحصائيات عن حوادث السير -كما اطّلعت عليها خيوط- لكنه ذكر فقط عن إصدار 5893 توثيق ملكية “ترقيم السيارات” واستخراج رخصة قيادة لعدد 2150، ونقل ملكية عدد 266، وتحويل واستبدال ملكية بعدد 3011، في حين قيدت مخالفات بعدد بلغ 2183.