عيد بلا أضحية.. ارتفاع أسعارها بشكل قياسي في تعز
تعز – أسامة فرحان
مع قدوم عيد الأضحى المبارك، لم يقتصر ارتفاع الأسعار على الملابس وحلويات العيد فقط، بل طال الارتفاع الأضاحي أيضًا بشكل كبير للغاية؛ إذ ارتفعت أسعار الأضاحي بمختلف أنواعها من الماعز، والضأن، والأبقار في جميع الأسواق اليمنية، خصوصًا في محافظة تعز إلى أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي.
وقال فتحي علي قائد، مالك ملحمة الحصب بمدينة تعز: “إن سعر الماعز الذي يزن 18 كيلوغرام كان 100 ألف ريال السنة الماضية، لكن سعره هذه السنة بلغ 130 ألف ريال، كما أن سعر الثور مقارنة بالسنة الماضية ارتفع بنسبة 20% ليبلغ سعره مليونًا وخمسمائة ألف ريال يمني”.
يضيف قائد لخيوط أن ارتفاع أسعار الأضاحي جاء نتيجة ارتفاع صرف العملة الأجنبية مقابل الريال اليمني، حيث تخطى سعر صرف الدولار الواحد حاجز ألف لريال يمني لأول مرة.
وساهمت الحرب والحصار بشكل كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي ومستلزمات العيد ومختلف المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية، حيث يحتاج تجار المواشي إلى وقت أطول من السابق لنقل الماشية التي يأتون بها من مناطق أخرى إلى داخل المدينة مثل تهامة، والمخا، والحوبان إلى مدينة تعز. كما أن بعضها ينفق في الطرق الوعرة، والبعض الآخر يظل أيامًا بلا أكل بسبب إغلاق بعض الطرق، وهو ما انعكس على ارتفاع أسعارها بصورة قياسية.
ولا يتوقف الأمر عند خسائر النقل فقط، فهناك نفقات الطعام المتمثل كما يطلق عليه بـ”العجور” و”الطريح” الذي تتغذى عليه المواشي، حيث يصل حجم الانفاق على كل رأس من المواشي ما يقارب 15 ألف ريال يمني. كل هذه التكاليف التي يتحملها التاجر يضيفها على سعر الماشية.
ويؤكد قائد أن الجزار يقضي وقتًا طويلًا لاختيار المواشي من التجار والمزارع، ليحصل على بضاعة ذات جودة عالية تلقى قبولًا لدى المواطنين.
من جهته يعلل تاجر المواشي، علي حمود سعيد، سبب ارتفاع أسعار الأضاحي إلى انتقال الكثير من سكان الريف في الآونة الأخيرة للعيش في المدن، وبذلك تفقد المواشي بيئة المراعي التي كانت تتكاثر وتتغذى فيها مما يؤدي إلى تناقص الثروة الحيوانية في المحافظة بسبب توجه معظم سكانها للعمل في مختلف المجالات والتخصصات في المدن، تاركين رعاية وتربية المواشي.
ويضيف علي حمود أن الرقابة في الوقت الحالي ليست قادرة على عمل شيء للمواطنين والتجار على حد سواء، بسبب تدهور سعر العملة والحصار وما سوى ذلك، إضافةً لقطع الطرق الأساسية ووعورة الطرق البديلة، وكلها عوامل تحكمت جميعها بشكل رئيس في تحديد سعر المواشي.
معاناة
تتفاقم معاناة المواطنين يومًا إثر يوم، ليجدوا أنفسهم أمام أبواب مغلقة، ابتداءً بالحرب والحصار المستمر منذ ست سنوات، وليس انتهاءً بارتفاع أسعار الأضاحي قبيل العيد الذي يعد متنفسهم الوحيد، ومناسبة للفرح.
يقول المواطن، خالد الحريبي “حين قدمت إلى سوق الضبوعة شمال تعز لشراء أضحية العيد لأسرتي المكونة من ستة أفراد، صدمتني أسعار الأضاحي، ولم أستطع شراء حتى أقلّها سعرًا”.
الجدير بالذكر أن سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الماعز البلدي يصل إلى نحو 10 آلاف ريال يمني، ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من العجل الذي يزن 80 كيلوغرام نحو 8 آلاف ريال، فيما بلغت قيمة العجل الكبير الذي يزن 120 كيلوغرام 7 آلاف ريال، بينما وصل سعر الكيلوغرام من لحوم الأبقار نحو 6 آلاف ريال، ليجد المواطنون أنفسهم أمام غلاء فاحش يضاعف أعباء الأسر في مدينة تعز ويقف عائقًا أمام فرحة أطفالهم يوم العيد.
عادل الشميري، مواطن، يشكو معاناته مع ارتفاع أسعار الأضاحي قائلا: “إن ارتفاع أسعار الأضاحي يضاف لمعاناتنا اليومية مع الأسعار التي نعيشها كمواطنين طيلة أيام السنة، وهو ما يقتل فرحة العيد”.
ويحكي عادل أنه اعتاد سنويًا على شراء أكثر من أضحية لتوزيعها على من ليس لديهم القدرة على شراء الأضاحي، لكن هذا العام يبدو أنه لن يكون كالأعوام السابقة، نتيجة للارتفاع الجنوني لأسعار الأضاحي، إذ يرى عادل أنه قد لا يستطيع شراء أضحية لنفسه.
وضع معيشي صعب
أزمات متتالية تعيشها محافظة تعز جراء الحرب والحصار حالت دون قدرة كثير من المواطنين محدودي الدخل على شراء الأضاحي، ودفعت بعضهم منهم إلى شراء أضاحي العيد بالتقسيط، بينما لجأ فريق ثالث للاشتراك في قيمة أضحية واحدة يتم تقاسمها بين أسرتين أو عدة أسر، والفريق الرابع فضل أن يشتري بضعة كيلوغرامات مباشرةً والتخلي عن الأضحية، فيما يتجه الكثير لاعتماد الدواجن بدلا من المواشي لتمرير مناسبة العيد.
ويحكي عادل عن الوضع بحرقة قائلًا: “يأتي عيد الأضحى هذه السنة علي وعلى معظم الناس في مدينة تعز خاصة واليمن عموما، خاليًا من الفرحة، ومليئًا بالضيق والحزن والبؤس نتيجة الأوضاع التي لا تطاق في البلاد في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.