مأرب: معارك هي الأعنف منذ بدئ الحرب.. ثمان جبهات في وقت واحد
حيروت – خاص
شهدت محافظة مأرب في الأربع والعشرين ساعة الماضية أعنف المعارك خلال كل جولات الحرب منذ 6 سنوات، ترافق معها إطلاق صواريخ بالستية، وتنوعت بين الحرب المنظمة وحرب العصابات، واشتركت فيها أغلب التشكيلات العسكرية والمسلحة. جاء ذلك عقب أسابيع من التهدئة النسبية التي رافقت جهود ووساطات اعترتها الكثير من المعوقات، لتعود الكلمة إلى البندقية ودوي المدافع من جديد، ليس في جبهة واحدة فحسب، إنما في ثمان جبهات بوقت واحد، وفي مأرب ذاتها.
وفي حين اشتدت المواجهات في جبهات دشن الحقن والدشوس ورغوان شمال غرب مأرب، شهدت جبهات شرق الطلعة الحمراء وأطراف العطيف في الجبهة الغربية، وامتدت المواجهات إلى جنوب مأرب، من أطراف جبل البلق القِبْلي إلى البلق الأوسط وجبل مراد والجوبة والعبدية.
وأفاد مصدر عسكري من قوات هادي، لـ”حيروت الإخباري”، إن “الساعات الماضية شهدت معارك هي الأعنف منذ أسابيع عقب شن هجمات مكثفة من الشمال والجنوب والغرب في جبهات المشجح والبلق من دون أن تتمكن قوات الحوثي من تحقيق أي اختراق”.
وأضاف المصدر أنه “تم التصدي للحوثيين بقصف مدفعي مركز وغارات جوية مكثفة لطيران التحالف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين”، مشيراً إلى أن “قوات الجيش الوطني أحبطت هجمات انتحارية للحوثيين في أنساق متعددة، في معارك لم تشهدها الجبهات من قبل”.
وقال المصدر إن “قوات الحوثي أطلقت صاروخاً باليستياً، لكنه لم يصب هدفه بنجاح”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
بدورها، قالت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، إن “قوات الحوثي شنّت أعنف هجوم على مواقع قوات هادي بالقرب من العلم الأبيض، بهدف التقدم في اتجاه قاعدة الرويك العسكرية التي يتخذها التحالف السعودي – الإماراتي قاعدة عسكرية بديلة لقاعدتَي ماس وتداوين الواقعتين شمال غرب مأرب”.
وحتى مساء اليوم “لا تزال المواجهات مستمرة في جبهتي العلم ورغوان، من دون تقدم كبير لأي طرف على الآخر، فيما تمكنت قوات الحوثي من التقدم في جبهتي غرب وشمال غرب مأرب، وتحديداً في دشن الحقن الواقعة غرب منطقة ملبودة وشمال الكسارة”، بحسب المصادر ذاتها.
واأضافت المصادر أن “الحوثيين تقدموا في منطقة الدشوش المطلّة على معسكر صحن الجن، وذلك بعد مواجهات دامية استمرّت منذ مساء السبت، وتصاعدت خلال الـ24 ساعة الماضية، سقط في خلالها قتلى وجرحى من الطرفين”.
من جانبها، ذكرت مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري”، أن “الطرفين تبادلا مواقع الهجوم والدفاع في جبهات غرب المدينة مع تقدم طفيف للحوثيين في سلسلة جبال البلق القبلي المطلة على الأحياء الغربية لمأرب”.
وكشفت المصادر العسكرية، أن “قوات الحوثي انسحبت، تحت ضغط الغارات الجوية، من المناطق المكشوفة في السلسلة الجبلية، وتحديداً من موقع الأريل في قمّة الجبال، ومنطقة المطحاس شمال شرق “البلق”.
وفي بيان صحفي، أشار متحدث الجيش الوطني التابع لحكومة هادي، العميد عبده مجلي إلى أن “طيران التحالف نفذ عشرات الغارات على أهداف حوثية في جبهات صرواح والمشجح والكسارة ورغوان وماس، إضافة إلى قصف مواقع وتعزيزات للمليشيات التي تتدفق على مأرب والجوف”.
وأوضح مجلي، في بيانه، أن “عمليات الجيش اليمني نجحت خلال الأيام الماضية، في وقف التسللات والهجمات العدائية للمليشيا الانقلابية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان بمحافظة مأرب”، لافتاً إلى أن “الدفاعات الجوية للجيش أسقطت 3 طائرات مسيرة مفخخة في منطقة الكسارة وصرواح بمحافظة مأرب”.
من جانبها، قالت قوات الحوثي إنها “ردّت على التصعيد الجوّي للطيران السعودي، باستهداف مواقع حسّاسة في نجران وخميس مشيط بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة”.
وأكد الناطق العسكري للجيش التابع لحكومة صنعاء، العميد يحيى سريع، أن “العملية العسكرية المشتركة، طالت معسكر الحرس الوطني في نجران، ومواقع عسكرية في مطار أبها الدولي، وقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط، وجرى تنفيذها بخمسة صواريخ باليستية وخمس طائرات مسيَّرة”.
وتشهد محافظة مأرب منذ مطلع فبراير حرب ضارية بين الطرفين، حققت قوات الحوثي خلالها تقدمات عسكرية، لكنها لم تحقق نصراً كاملاً. وتتزامن المعارك الدائرة في ظل وساطة تقوم بها الحكومة العمانية بدعم دولي وأممي.