أبين: فقر وبطالة بين أوساط الشباب.. وانحرافات بالجملة!
أبين – ناصر الجريري
أصبح انتشار البطالة والفقر والحاجة بين أوساط الشباب في محافظة أبين أحد العوامل المساعدة للانحراف عن الطريق الصحيح لبعض من هؤلاء الشباب، واصبح انتشار البطالة بيئة خصبة لميل هؤلاء الشباب الى طرق غير مشروعة يسلكونها، وبالتالي أصبح الشباب العاطل عن العمل فريسة سهلة للجماعات الإرهابية حيث تعمل على استدراجهم وإغرائهم بالمناصب والمال لسد حاجتهم وفقرهم وإشباع غرائزهم لذا تجدهم سرعان ما يقعون في هذا الطريق.
فالشباب خاصة الخريجون منهم وحاملي الشهادات الجامعية والمعاهد اليوم كثيرون ولا يجدوا معظمهم الشواغر الوظيفية في الوظيفة العامة للدولة في جميع المرافق وذلك بسبب توقف التوظيف منذ أكثر من 9 سنوات. حيث أصبحت الدولة والحكومة غير قادرة وعاجزة عن استيعاب الكثير من هؤلاء الشباب الخريجين بمختلف تخصصاتهم في مفاصل الدولة، وهذا يعود الى الفساد المستشري في مفاصل الدولة نفسها وانتشار لغة المحسوبية والوساطة في بعض الوزارات المعنية بسبب السياسة الفاشلة للدولة وغياب النظام والقانون الذي أوصل البلاد والعباد الى مانحن عليه اليوم.
وفي محافظة أبين أصبح أمل الكثير من الخريجين اليوم ميؤوس منه فلا يعلمون متى سيتم إطلاق الوظائف المتوقفة منذ سنوات ليحظوا بوظيفة يقتاتون منها ويعلو انفسهم وأسرهم وتساعدهم في بناء مستقبلهم المنشود.
وعبّر الكثير من الخريجين من أبناء محافظة أبين عن استيائهم من هذا الوضع الذي يمرون به. ففي كل عام يقومون بعملية تقييد اسمائهم وتجديدها في كشوفات وسجلات مكتب الخدمة المدنية والتأمينات آملين بذلك عن فتح باب التوظيف في يوم من الايام.
وأكد العديد منهم أن توقف باب التوظيف لسنوات عدة سبب مشاكل نفسية واجتماعية لدى بعض الشباب الخريجين كون البعض منهم قد بلغ سن التقاعد ولم يتحصل على وظيفة أي قد بلغ أكثر من 10 الى 15 سنة دون توظيف، فيضطرون للعمل في القطاع الخاص بالأجر اليومي والبعض منهم يشتغلون على الدراجات النارية ليعيلوا انفسهم واسرهم من ساعات الصباح الباكر وحتى المساء، ومع ذلك وللأسف الشديد حتى القطاع الخاص والمختلط اليوم اصبح غير قادر على استيعاب الكم الهائل من هؤلاء الشباب بل اصبح متوقف بسبب توقف عجلة التنمية والاستثمار في المحافظة وذلك بسبب الاوضاع الأمنية والصراعات الحاصلة في المحافظة.
كل ذلك ينعكس على هؤلاء الشباب ما يضطرهم الى سلك طرق واساليب غير سوية من تعاطي الممنوعات والحشيش بمختلف انواعها والمتاجرة بها لتدر عليهم بمال وفير ظناً منهم أن هذا سيؤمن مستقبلهم ويخرجهم من حالة الفقر والحاجة.
كما أن البعض منهم يصبح فريسة سهلة بيد بعض الجماعات الارهابية فيعملون على تجنيدهم وزرعهم كخلايا تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة وممارسة كل أنواع الجرائم والتفجيرات الارهابية بحق الأبرياء في المحافظة وغيرها من المحافظات والمناطق مقابل مبلغ طائلة او مناصب واهية.
وفي الاخير أصبح الشباب آملين من الحكومة المقبلة بعد التسوية السياسية في المرحلة القادمة واستقرار الأوضاع في البلاد الى النظر بعين الاعتبار لهؤلاء الشباب الخريجين وإدراج مشكلة الشباب وتوظيفهم ضمن اولوياتها وأجندتها القادمة، وفتح باب التوظيف للمقيدين في المحافظة ومديرياتها. ومطالبين إحالة من بلغ سن التقاعد وتسوية أوضاعهم وتوظيف الخريجين بدلا عنهم في جميع المرافق الحكومية.