رفع السرية عن وثائق استخباراتية حول تجارب الأطباء النازيين الوحشية في شبه جزيرة القرم
حيروت – متابعات خاصة:
كشفت وثائق رفعت السرية عنها مؤخرا، أن أطباء هتلر أثناء الاحتلال النازي لشبه جزيرة القرم، أجروا تجارب على الأسرى والمواطنين المدنيين السوفييت، وانتزعوا منهم الأعضاء.
وأظهر أرشيف رفع عنه السرية قسم هيئة الأمن الفدرالي الروسي في جمهورية القرم وسيفاستوبول أن أطباء النازية في فترة احتلال المنطقة انتزعوا من الضحايا الكلى والأوعية الدموية، فيما ضخت دماؤهم لجرحى الجيش الألماني.
ومن بين هذه الوثائق رسالة خاصة “حول فظائع المحتلين الألمان ضد أسرى الحرب والمدنيين في مدينة سيمفيروبول”، وجهها في 24 أبريل 1944 رئيس قسم مكافحة التجسس العسكري السوفياتي “سميرش” للجيش 51، العقيد ألكسندر نيكيفوروف، إلى رئيس قسم سيفاستوبول في الجبهة الأوكرانية الرابعة، اللواء نيكولاي كوفالتشوك، إضافة إلى خلاصة مكافحة التجسس العسكري الأمامي بشأن مواد التحقيق في تلك الفظائع.
وكتب نيكيفوروف في المراسلة: “أثبت التحقيق الذي أجري على أساس الوقائع أن الأطباء الألمان، بمعرفة حكومتهم، ارتكبوا فظائع لم يسمع بها من قبل، منتهكين جميع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية – قاموا بعمل” علمي “وجميع أنواع التجارب على السجناء الروس الحرب والمدنيين يليها القتل”.
وأبلغ موظف سابق في مكتب المدعي العام للمؤسسة الطبية الرئيسة في سيمفيروبول، المستشفى السوفياتي الأول، إيفان غالكين، جهاز الأمن العسكري لمكافحة التجسس عن فظائع النازيين.
وكان أثناء احتلال النازيين لشبه جزيرة القرم، قد عمل كطبيب فحص في مستوصف للقوات الجوية الألمانية.
ترأس عمليات التشريح كبير الأطباء، والأستاذ المساعد في معهد برلين الطبي، غوتفريد كونثر، وكان يساعده شخص يدعى أوسكار شولتز.
ووفقا للتقرير الخاص، فإن هذين الطبيبين “بالإضافة إلى عملهما الرئيس قاما بنشاطات أخرى، حيث كان كونتر متخصصا في الجهاز الكلوي، وشولتز في الأوعية الدموية.
وشهد غالكين بأن كونتر احتفظ بثمانية أسرى حرب سوفيات في المستوصف، وأجرى تجارب سرية على العاملين الروس، وقد “رأى مرارا كيف أتى كونتر إلى الطابق السفلي في الصباح مع الحقن، على ما يبدو لاستعمالها على البعض. ورأى في قت لاحق كيف جرى نقل جثتين من هذا الطابق السفلي، وكانتا منتفختين بشدة، وهو أمر نموذجي لأمراض الكلى”.
وذات يوم، قرب القبو حيث كان يحتجز أسرى الحرب، عثروا على كتابة تقول: “نجلس هنا، محكوم علينا بالموت، وتجري التجارب علينا، ويحقنوننا بإبر غامضة”.
وروى الشاهد أنه رأى في يناير عام 1942 في أحد الأقسام، جثتي شابين يبلغان من العمر 17 عاما في ملابس مدنية وبركة من الدماء حولهما، وكان يوجد بالقرب جرتان للكلى، وتبين عند فحص الجثتين أن بعض الأعضاء انتزعت منهما.
وبعد بضعة أيام، رأى غالكين في نفس المكان عدة جثث أخرى في زي الجيش الأحمر، وكان العديد من العاملين بما في ذلك غالكين شهود عيان بعد العمل الليلي للأطباء النازيين، على دفن الجثث في حفر خاصة.
المصدر: نوفوستي