اكتشف علماء من روسيا وألمانيا أن إسفنج البحر ينتج مواد بيولوجية نشطة، يمكن استخدامها في مكافحة العديد من العدوى بما فيها فيروس COVID-19.
وتفيد مجلة Materials Science and Engineering، بأن إسفنج البحر، هو أقدم حيوان يصفي مياه البحر ويعيش في قاعه. وخلال عملية التطور ظهرت عنده آليات ميكانيكية للحماية من الحيوانات المفترسة والفيروسات المرضية والفطريات والبكتيريا والطحالب، وتعلم على إنتاج مادة كيميائية خاصة تسمى المستقلبات الثانوية، ذات خصائص مضادة للميكروبات والفيروسات وغيرها.
وقد شارك علماء من جامعات ومعاهد روسية مختلفة في فريق علمي دولي برئاسة غيرمان إيرليتش من جامعة فريبيرغ للتعدين في ألمانيا، الذي وضع طريقة تسمح لأول مرة بالحصول على أكثر من 30 غراما من مادة ايروبليزينين من إسفنج البحر ، ما سمح لهم بالمباشرة في دراسة تأثيرها في الخلايا السرطانية ومسببات الأمراض. Aeroplisinin – ايروبليزينين، وهي مستقلب ثانوي لإسفنج البحر ومادة بيولوجية نشطة من مجموعة بروموثيروزين، متعددة الأغراض لها خصائص دوائية مضادة للأمراض والالتهابات، بما فيها مرض نقص المناعة، ما يشير إلى قدراتها العالية في علاج الأمراض الفيروسية الأخرى. وتقول الباحثة يوليا خرونيك ، “ينتج إسفنج البحر Aplysina aerophoba بصورة طبيعية مواد مضادة للفيروسات. فمادة البروموتيروسين، لها خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا والأحياء الدقيقة الأخرى، وقد حصل الباحثون على كمية وافية منها للمباشرة بالاختبارات السريرية ضد فيروس كورونا”. وقد عثر العلماء على أكبر احتياطي من إسفنج Aplysina aerophoba في الجزء الأوروبي من البحر الأبيض المتوسط وبالذات قبالة سواحل الجبل الأسود وكرواتيا وألبانيا.
ويقول الباحث فياتشسلاف إيفانينكو من جامعة موسكو، “يمكن توقع أن مواد بروموتيروزين التي ينتجها Aplysina aerophoba وخاصة الأيروسليزينين والأيزوفستولارين، سيتم ضمهما إلى عمليات البحث وابتكار أدوية جديدة مضادة للفيروسات وخاصة فيروس كورونا. وأن علماء من ألمانيا بالتعاون مع زملائهم من الجبل الأسود يعملون منذ سنوات في مجال تربية هذا النوع من الإسفنج في قاع البحر . كما تم إنشاء القاعدة التكنولوجية والمصادر اللازمة لإنتاج الكمية المطلوبة من هذه المواد الفريدة والمواد البيولوجية الجديدة، التي تعتمد على المواد التي ينتجها إسفنج البحر على أساس مصفوفات الكيتين ثلاثية الأبعاد المستخرجة من إسفنج البحر”.