“العمانية” متفائلة.. حراك عُماني واسع في صنعاء ومسقط
حيروت
توقّعت صحيفة عُمان الرسمية حدوث انفراجه وشيكة في اليمن. وذكرت صحيفة “العمانية”، في مقالتها الافتتاحية، أن الأيام المقبلة حبلى بالكثير من المفاجآت التي قد تنهي معاناة الشعب اليمني.
وأوضحت الصحيفة أن الملف الإنساني، بما فيه السماح بدخول المساعدات عبر ميناء الحديدة لنحو 80% من السكان المحاصرين، يُعدُّ على رأس أجندة الحراك العُماني، كما أكدت وجود توافق إقليمي ودولي على ضرورة إنهاء الحرب على اليمن ضمن متغيّرات ستشهدها المنطقة خلال الأشهر المقبلة.
واستمرّت المباحثات التي يجريها وفد الديوان السلطاني العُماني، الزائر للعاصمة صنعاء، مع قيادة جماعة الحوثي، لليوم الثالث على التوالي.
وفي هذا الإطار، تحدّثت مصادر سياسية، عن “بوادر إيجابية يُحتمل أن تُفضي إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني، وأن تؤسّس لوقف شامل لإطلاق النار”.
وإذ توقّعت أن يُحدِث الوفد العُماني “اختراقاً كبيراً”، أشارت إلى أن “جماعة الحوثي تحرص على عدم تفويت أيّ فرصة دولية أو إقليمية من شأنها أن تقود إلى حلّ شامل ينهي العدوان والحصار”.
ويبدو، بحسب المصادر، أن المباحثات حقَّقت تقدُّماً كبيراً في مسار الملفّ الإنساني، فيما تستمرّ النقاشات الهادفة إلى وضع خريطة طريق للانتقال إلى الملفَّيْن العسكري والاقتصادي.
ووفق أكثر من مصدر، فإن الوفد العُماني قد يحمل مقترحات جديدة من طرف الحكومة الموالية للحوثيين إلى دول التحالف السعودي – الإماراتي، كون المؤشّرات الأولية تفيد بأن الوفد يحاول إنقاذ المملكة من ورطتها في اليمن، وهو ما كشفته تنازلات من جانب الرياض قد تصل إلى تخلّيها عن دعم الرئيس وحكومته، في حال التوصُّل إلى اتفاق. ولكنها تحاول، في موازاة ذلك، تبرئة نفسها من تبعات العدوان، عبر تقديم أكثر من عرض لصنعاء، من مِثل استعدادها لتقديم مساعدات اقتصادية لليمن، والإسهام الفاعل في إعادة الإعمار.
وفي أوّل لقاء رسمي، التقى رئيس “المجلس السياسي” في “أنصار الله”، مهدي المشاط، مساء أمس، وفد الديوان السلطاني العُماني، بحضور كلّ من الناطق باسم الجماعة، رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام، ونائب رئيس الوفد جلال الرويشان، وعضو الوفد عبد الملك العجري، ونائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ حسين العزي، ورئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء عبد الحكيم الخيواني.
وناقش رئيس “المجلس السياسي” مع زوّاره الجهود التي تبذلها مسقط بهدف التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يكابدها أبناء الشعب اليمني، معبّراً عن أمله في أن تُكلَّل تلك الجهود بالنجاح. وكان وفد المكتب السلطاني قد التقي عبر دائرة تلفزيونية، صباح أمس، زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، وناقش معه الرسائل المتبادلة المتعلّقة بالقضايا الإنسانية والقضايا الأخرى ذات الصلة. وثمّن الحوثي في ختام اللقاء “المواقف الإنسانية والحكيمة للسلطنة قيادةً وشعباً”.
وأرجع مراقبون سرّية المباحثات الجارية بين الوفد العُماني والحوثيين إلى طبيعتها وتوقيتها، اللذين يتطلبان التكتّم على نتائجها، حتى يتم التوصّل إلى اتفاق. وبحسب هؤلاء، سبق للجانب العُماني أن التقي وفد الحوثي المفاوض عدّة مرّات في مسقط الشهر الماضي، ولكن نتائج تلك اللقاءات ظلّت سرية، وهو ما يعكس حرص السلطنة على إنجاح مساعيها.
وإزاء الجهود المبذولة، توقّع وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، نجاح المساعي العُمانية في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية، معتبراً، في تغريدة، أن “زيارة الوفد العُماني لصنعاء تحمل ثلاث رسائل: أولاها الاعتراف بدبلوماسية عُمان الرصينة، وثانيتها أن عُمان لا تتحرّك إلّا إذا رأت أن أطراف الصراع جاهزون للحلّ، وثالثتها أن التدخل الأممي جادّ في وقف الحرب ولن يقبل العرقلة”.
وبالتزامن مع استمرار المباحثات العمانية في صنعاء، واصل وزير الخارجية في حكومة هادي، أحمد عوض بن مبارك، زيارته لسلطنة عمان، التي بدأها مطلع الأسبوع الجاري بضوء أخضر سعودي، حيث التقى، أمس، وزير الديوان السلطاني، وناقش معه جهود الدفع بالتسوية السياسية. وقال بن مبارك إن زيارته تأتي في إطار دعم الجهود العُمانية لإحلال السلام، مشيراً إلى أنه سلَّم رسالة خطية من هادي إلى السلطان هيثم بن طارق.
وعلى رغم الأجواء الإيجابية، شنّت الطائرات الحربية السعودية، خلال الساعات الـ48 الماضية، سلسلة غارات تجاوزت الـ40، استهدفت خمس محافظات يمنية، هي: مأرب والجوف وحجة والحديدة وصعدة.