عن الخطورة الفعلية لفيروس كورونا بقلم| بسام الصلوي
بقلم| بسام الصلوي
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا (كوفيد 19) أصبح جائحة عالمية؛ وهذا يعني خطورة انتشاره في معظم دول العالم بشكلٍ سريع. دولٌ أوروبيةٌ كبرى أعلنت حالة الطوارئ وأوقفت الدراسة في المدارس والجامعات. كثيرٌ من الفعاليات العلمية والأنشطة الرياضية العالمية تم تأجيلها حتى أجل غير مسمى؛ خوفاً من المساهمة في انتشار الفيروس. تهاوَنَ العالم في البداية؛ لكنهم الآن يعلنونها حرباً ضد الفيروس. قبل أيام قليلة، لم يتردّدْ رئيسُ الوزراء البريطاني عن الإدلاء بتصريحٍ مخيفٍ، محذراً من احتمالية انتشار الفيروس سريعاً في بريطانيا وكثيرٍ من دول العالم، وخطورة فقدان كثيرٍ من الأعزاء. ومثله فعل الرئيس الأمريكي ترامب، الذي وقع على ميزانيةٍ مهولةٍ لمواجهة هذه الجائحة، وعلّق الكونجرس الرحلات القادمة من أوروبا. كما صرح مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي للرئاسة، ساندرز، بأن التوقعات تشير إلى أن يتجاوز ضحايا الفيروس ضحايا الحرب العالمية الثانية. وأعلنت السلطات الإسبانية اليوم الخميس عن أكبر رقم وفيات خلال 24 ساعة، بـ767 حالة وفاة، بفيروس كورونا.
فيروس كورونا هو فيروسٌ مستحدَثٌ ينتمي إلى عائلة “كورونابيتا” التي تصيب الجهاز التنفسي، وتسببت سابقاً بما يسمى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية .
نسبة الوفيات في الحالات العادية لهذا الفيروس تعتبر قليلة، مقارنةً بالفيروسات السابقة، وهي 2.5 إلى 3%. ولكن ما يميز هذا الفيروس ويجعله يشكل خطراً هو القدرة الكبيرة على الانتشار السريع بين أفراد المجتمع؛ وهوما يعني إصابة عددٍ كبيرٍ من الناس، بالتالي زيادة عدد الوفيات.
أين نحن من كل هذا -نحن من نفتقر إلى أبسط الإمكانيات ونعيش حالةَ حربٍ وظروفاً اقتصاديةً سيئةً للغاية؟! نحن الذين مازالت تقتلنا أمراضٌ بدائيةٌ لم تعد موجودةً في العالم؟ !
بالإضافة إلى هذا، فإن ما يزيد من المخاوف في اليمن هو طبيعةُ العادات الاجتماعية، ومنها اللقاءات الجماعية للناس في مجالسِ وأسواقِ القات، والأسواق العامة، والسلامُ المتكرر بين الأفراد. ومع نقص الوعي، فإن هذا سيسهل الانتشار السريع للفيروس بين أفراد المجتمع.
لا أريد هنا إثارة الهلع؛ لكن يجب فعلاً التوقف عن التهاون غير المبرر، وإعلان حالة الطوارئ لمواجهة الفيروس، قبل أن تحل الكارثة التي لا نحتملها .
يجب على مسؤولي وزارة الصحة والقائمين على المؤسسات الصحية التحرك السريع على كل المستويات، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشار الفيروس .
يجب تخصيص مراكز صحية ومستشفيات لاستقبال الحالات، وتجهيز مراكز صحية جيدة للحجر الصحي.
يجب تجهيز المستشفيات العامة والخاصة لمواجهة الجائحة .
يجب الاستعانة باستشاريي أمراض الأوبئة والخبراء المحليين .
يجب إنشاء غرفة عمليات خاصة لمكافحة الجائحة يتم عن طريقها التنسيق بين فرق العمل .
يجب تدريب الكوادر الصحية على بروتوكولات التعامل مع مثل هكذا حالات، وتوزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية.
تقع المسؤولية على المجتمع كله أيضاً في مواجهة الجائحة ،من خلال الالتزام بوسائل الوقاية.
يجب الاهتمام بالغسل الجيد لليدين بالماء والصابون أو استخدام الكحول لتعقيمهما. كما يجب الابتعاد عن أماكن التجمعات، مثل مجالس القات والأسواق، وغيرها من الأماكن المزدحمة .
عند وجود أعراض الأنفلونزا، يجب ارتداء الكمامات واستخدام المناديل عند العطاس. وعند الاشتباه بالأعراض، يجب مراجعة الطبيب المختص للتأكد وعمل الفحوصات اللازمة .
على الإعلام مسؤولية كبيرة في توعية الناس بوسائل الوقاية وأعراض المرض والفئات الأكثر تضرراً من المرض.
لنكن جميعاً يداً واحدةً في مواجهة هذه الجائحة التي لمترحم كبارَ العالم؛ فما بالكم بالدول الفقيرة أمثالنا!