قوات هادي تواصل تصعيدها في مأرب.. والنتائج عكسية!
حيروت – مأرب
تُواصل قيادة قوات هادي الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية، وتُضاعف من هجماتها في مسعى منها لإحراز أي نجاح على الأرض لرفع سقف مطالبها في أي محادثات متوقعة تجمعها مع الحوثيين على طاولة واحدة، إلا أن جهودها تؤتي نتائج عكسية، وهو ما تكرر خلال الساعات الماضية في ضواحي مدينة مأرب.
فبعد فشلها في استعادة أي مكاسب في الطلعة الحمراء والعطيف والدشوش في الجبهتين الغربية والشمالية الغربية للمدينة، وفشل خطّة الإرباك التي نفذتها في مختلف جبهات مأرب خلال الأيام الماضية، تزامناً مع تصعيد موازٍ في جبهات محافظتَي البيضاء والضالع، اشتدّت المواجهات بين الطرفين في ثلاث جبهات رئيسيّة في محيط مدينة مأرب، حيث شنّت قوات هادي عدداً من الهجمات على مواقع الحوثيين في كلّ من الأطراف الشرقية للطلعة الحمراء ومحيط تبّة المصارية غرب المدينة، لتمتد المواجهات التي استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة إلى محيط حمّة الصيد والدشوش شمال غرب مركز المحافظة.
وبعد ساعات من انكسار تلك الهجمات، وتمكّن قوات الحوثي من تحويلها إلى هجمات معاكسة انتهت بسقوط المزيد من مواقع قوات هادي في اتجاه مناطق الميل شمال قاعدة صحن الجن الواقعة في الأطراف الغربية لمدينة مأرب، وفي محاولة لتحقيق اختراق على الأرض، شنّت قوات هادي، مساء أمس، هجمات مماثلة على مواقع الحوثيين في جبهة العلم الصحراوية شمال مأرب، لتندلع مواجهات استمرت قرابة عشر ساعات، وانتهت فجر الخميس بخسارة تلك القوات 80% من جبهة الجدافر الواقعة في منطقة العلم، بحسب ما نقلت مصادر إعلامية رصدها “حيروت الإخباري”.
وجاء هذا التطوّر عقب ساعات من تمكن قوات الحوثي من إحراز تقدم كبير في صحراء الجدافر الواقعة شمال محافظة مأرب وشرق محافظة الجوف، حيث استطاعا قطع طرق إمدادات قوات هادي باتجاه شمال مدينة مأرب.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى أن “قوات الحوثي شنّت هجوماً على مواقع قوات هادي في جبهة الجدافر الصحراوية مساء الاثنين، حيث استمرّت المواجهات قرابة 24 ساعة انتهت بسقوط 80% من منطقة الجدافر الاستراتيجية غربي منطقة العلم شمالي محافظة مأرب، وقتل عدد كبير من قوات هادي؛ من ضمنهم قياديان، وأسر آخرين، واغتنام أسلحة ثقيلة ومتوسّطة”.
وأوضحت المصادر أن “تأمين قوات الحوثي لجبهة الجدافر سيوقف أي إمدادات عسكرية قادمة من شرق الجوف لقوات هادي، وسيُعجّل في حسم الجبهة الشمالية لمأرب”.
وبالتزامن مع هذا التصعيد، وصل إلى مأرب رئيس حكومة هادي، معين عبد الملك، في مهمّة لرفع معنويات قوات هادي.
لكن زيارة عبد الملك، كانت محطّ ترصّد القوة الصاروخية التابعة للحوثيين، والتي استقبلتها بصاروخين باليستيين استهدفا، فجر الأربعاء، مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة غربي المدينة.
ويأتي تصاعد هجمات قوات هادي لنيل رضى قيادة التحالف السعودي ــــ الإماراتي التي هدّدت بإطاحتها وإحالتها إلى المحاكمة. إلا أن الفشل الذي تواجهه وزارة الدفاع في حكومة هادي تعزز فرضية تمرد عسكري في أوساط قواتها على توجيهات قيادة هذا التحالف.
وكانت توجيهات قد صدرت من التحالف السعودي الإماراتي ألزمت وزارة دفاع هادي بإنهاء الاختلالات في أوساط قواتها، وإعادة دمج عدد من ألويتها العسكرية، فضلاً عن إجراء تغييرات في قيادة الألوية والمحاور، وإنهاء الخلافات والعمل بشكل موحّد في الجبهات لإدارة المعركة بطرق وتكتيكات مختلفة عن السابق.
وتسعى حكومة هادي بأوامر من التحالف إلى إحداث تغيير على الأرض في مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع حكومة هادي، خصوصا في ظل توجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.