سياسة العصا والجزرة.. واشنطن تلوّح باللجوء إلى مجلس الأمن بشأن مأرب.. وتنقل استعداد الرياض التخلّي عن هادي!
حيروت
تركزت جهود المبعوثَين، الأميركي تيم ليندركينغ، والأممي مارتن غريفيث، على ما تبقّى من محافظة مأرب خارج سيطرة الحوثيين، حيث عاد الجانب الأميركي، بعد مضيّ 100 يوم من إعلانه تعهّدات في شأن وقف الحرب على اليمن، إلى تجديد العروض الهادفة إلى وقف تقدم قوات الحوثي نحو مدينة مأرب، بل إن ليندركينع، لوّح باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار جديد يقضي بوقف العمليات في محيط المدينة.
وكرّر المبعوث الأميركي العروض القديمة مثل مطار صنعاء الذي كان قد تم الاتفاق عليه في «استوكهولم»، كذلك الوعود بخصوص المتشقّات النفطية، فيما لم يتطرّق إلى ملفّ الأسرى والمعتقلين. في المقابل، وبحسب مصادر دبلوماسية في مسقط، فإن المبعوث الأميركي نقل أيضاً استعداد السعودية التخلّي عن الرئيس هادي، وعن المرجعيات الثلاث التي جاء ذكرها في القرار الدولي 2216، في حال موافقة قوات الحوثي على وقف عملياتها في مأرب، ووقف هجماتها الجوّية على الأراضي السعودية. لكن معلومات مؤكدة حصل عليها حيروت الإخباري، تفيد بأن وفد الحوثيين المفاوض رفض كلّ العروض الأمريكية، وأصرّ على عدم ربط الملفّ الإنساني بالملفَّين السياسي والعسكري، مطالِباً بوقف العدوان ورفع الحصار قبل الدخول في أيّ مفاوضات جديدة. كما طالب الوفد، وفق الباحث العُماني في الشؤون الدولية سالم بن حمد الجهوري، بضمانات دولية في حال الانخراط في العملية السياسية، وهو ما يشير إلى أن جماعة الحوثيين تتشكّك في التحرّكات الأميركية ــــ السعودية الجديدة.
وأفادت مصادر مطّلعة بأن الرياض رفضت مقترحات جديدة قدّمها وفد الحوثيين، تتعلّق بوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل: أوّلاً، وقف الهجمات الجوّية المتبادلة، ومن ثمّ تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود اليمنية ــــ السعودية، ثانياً، وقبل الشروع في وقف المواجهات في جبهات الداخل، ثالثاً.
على إثر ذلك تصاعدت المواجهات العسكرية في محيط مدينة مأرب خلال الساعات الماضية، وسط تقدم لقوات الحوثي في الجبهتَين الشمالية والشمالية الغربية. وبالتوازي مع ذلك، نفّذت القوة الصاروخية وسلاح الجوّ المسيّر، فجر الاثنين عملية جوّية مشتركة ضدّ الأراضي السعودية.
ووفقاً للمتحدّث الرسمي باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، فقد استهدفت العملية، التي استُخدمت فيها أربع طائرات مسيّرة من نوع «قاصف 2K» وصاروخان بالستيان من نوع «بدر»، مواقع عسكرية في مطار نجران الدولي، وقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط.
وبالعودة إلى التحرّكات الأميركية، يعرب رئيس تحرير صحيفة «الوسط»، جمال عامر، عن اعتقاده بأن «تلك التحرّكات يراد بها تحقيق ما لم يتحقّق بالحرب خلال السنوات الماضية»، معتبراً «أن ما تقوم به واشنطن والرياض ليس أكثر من مناورة سياسية تخاطب الرأي العام».
وأضاف عامر، أن «المبادرات المطروحة ليست مبنيّة على أسس واضحة وأرضية صلبة، إذ إن كلّ ما يُروّج له يسعى إلى سحب المتعاطفين مع اليمن والرافضين لمواصلة الحرب، سواء داخل مجلس النواب الأميركي أو خارجه، إلى مربّع الحياد على أقلّ تقدير، في حال الانتقال إلى مرحلة تصعيد جديد، وهذا متّسق مع ما يقدّمه المبعوث الأميركي من شهادات متحيّزة ضدّ صنعاء، وكذلك نقل السعودية من كونها قائدة الحرب ومسؤولة عن نتائجها إلى وسيط سلام، ولتحقيق هذه الغاية توارت المبادرة الأميركية لتحلّ محلّها المبادرة السعودية التي أُسندت بترحيب أممي ودولي».