المبعوث الأمريكي يُصاب بعدوى المبعوث الأممي.. ليندركينج يشعر بالقلق!
حيروت
زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ السعودية وانتقل إلى عمان. وحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن المباحثات “تركز على ضمان وصول السلع والمساعدات الإنسانية في أنحاء اليمن بانتظام ودون عوائق ودعم وقف دائم لإطلاق النار وانتقال الأطراف لعملية سياسية”.
والتقى ليندركينغ، في محطته الأولى بالرياض، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحث اللقاء الذي عقد فجر الجمعة، “مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية”، ولم تورد وكالة واس السعودية مزيدا من التفاصيل.
وبالتزامن وصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث إلى مسقط، للانضمام للمشاورات مع المسؤولين العمانيين والقيادات الحوثية المقيمة في مسقط، بعد زيارة قام بها إلى الرياض.
وهذه هي الزيارة الخامسة للمبعوث الأمريكي الذي يسعى لتحقيق إنجاز للإدارة الامريكية الجديدة التي وضعت وقف الحرب في اليمن كواحدة من أولوياتها في المنطقة.
وكان قد أقر المبعوث الأمريكي أمام الكونجرس بصعوبة مهمته لتحقيق السلام، وعبر عن شعوره بالقلق نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن.
وقال المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، إن مباحثات المبعوث في الرياض، حملت رسائل بشأن المسارين السياسي والإنساني، مع التأكيد على أنه لا حل في اليمن من دون السعودية.
وأضاف، بحسب ما نشرته قناتي العربية والجزيرة، أن إدارة الرئيس جو بايدن، تولي الملف اليمني الأولوية من بين كل ملفات الشرق الأوسط، مؤكدا أن أولوية ليندركينغ هي “وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات والتوصل لحل سياسي”.
وأوضح وربيرغ أن المبعوث الأمريكي لليمن سيسعى خلال مباحثاته إلى التوصل لوقف إطلاق النار في مأرب، مع التأكيد على أنه لن يكون هناك حل في اليمن من دون السعودية.
وكان الرئيس بايدن، تجاهل الحرب في اليمن، خلال خطابه أمام الكونجرس بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه منصبه، لكنه أشار إلى خطورة تنظيم القاعدة وداعش في اليمن وأفغانستان وغيرهما من الدول التي ينشطان فيها التنظيمان الإرهابيان.
غريفيث في الظل
وكان المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، اختتم زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة التقى خلالها سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب في حكومة هادي، وعدد من النشطاء، إضافة إلى وزير الخارجية المصري وأمين عام الجامعة العربية.
ولم يتحدث مكتب غريفث، حتى الآن، عن زياراته إلى الرياض ومسقط، لكن نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحات حق اعتبر تزامن زيارة ليندركنج وغريفث مصادفة يمكن أن تعطي المباحثات زخم.
وقال حق ردا على استفسارات الصحفيين، إن “غريفيث يحتاج في إطار مهمته للسفر بشكل متكرر للرياض وليس هناك للقاء المسؤولين الأمريكيين، هو في أكثر من مرة قابل مسؤولين سعوديين ويمنيين”.
وأضاف المتحدث أن “الزيارة محددة وفقاً لجدول مارتن غريفيث، وفي هذه المرة، حدث أن الاثنين موجودين في نفس الوقت، وهذا يمكن أن يعطي زخم للمناقشات التي تجري في الرياض”.
جهود متواصلة
وواصلت قوات الحوثي تقدمها في مأرب وقصفها للأراضي السعودية منذ مطلع فبراير الماضي.
ومنذ ذلك الحين زار المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي الرياض ومسقط، والتقيا بشكل منفصل مع قيادات السعودية وحكومة هادي، كما بحثا مع متحدث الحوثيين، محمد عبدالسلام، المقيم في مسقط.
وتقول الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية إن هناك خطة وترتيبات مطروحة على الطاولة لوقف التصعيد والانخراط في مشاورات تفضي لحل سياسي، وافقت عليها حكومة هادي والسعودية، لكن الحوثيين رفضوها مشترطين رفع الحصار وإطلاق سفن المشتقات.
ماذا تغير؟
نهاية الشهر الفائت أنهى المبعوث الأممي والأمريكي زيارتهما للمنطقة، وكان الأخير قد قال قبل ذلك، إنه لن يعود إلى المنطقة إلا عندما يكون الحوثيون مستعدون للسلام.
ويرى مراقبون أن عقد الجولة الثانية من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في فينا، سينعكس على الشأن اليمني.
وسبق أن أكدت الخارجية الأمريكية، أنها لن تسمح بأن يكون الشأن اليمني مرتبط بالملف النووي الإيراني، لكن المبعوث الخاص لليمن، ألمح إلى أن مناقشة ذلك مع طهران متعلق بمهمة زميله المبعوث المعني بالشأن الايراني والذي أكد أنه على تواصل مستمر معه.
وكان ليندركينغ، التقى قبل عودته للمنطقة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث دعا الأخير المجتمع الدولي لسؤال نفسه عن إصرار قوات الحوثي لحسم المعركة واقتحام مأرب وعن الأضرار المتوقعة جراء ذلك.
تحرك أمريكي آخر
على صعيد متصل، بدأ وفد مشترك من الوكالات الأمريكية، أمس السبت، زيارة للمنطقة، وعلى جدول أعماله وفقاً لوسائل إعلام أمريكية مسألة الصراع في اليمن.
ويضم الوفد الامريكي، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية “ديريك شوليت” ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “بريت ماكغورك”، و القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى “جوي هود” ونائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط “دانا سترول”.
وسيزور الوفد على مدى اسبوع، أبو ظبي وعمان والقاهرة والرياض، وسيؤكد وفقا لوسائل إعلام أمريكية، على مناقشة الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى حل تفاوضي سلمي للصراع اليمني.
وجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ توليه المنصب في يناير اليمن من أولويات سياسته الخارجية، فعين ليندركينغ للمساعدة في إحياء محادثات الأمم المتحدة المتعثرة لإنهاء الحرب في اليمن.