تأمين كهرباء عدن ليس صعبا.. لكنهم لا يريدون! بقلم/ نصر صالح
بقلم/ نصر صالح
ليس بالأمر الصعب على الإحتلال تأمين الكهرباء لعدن 24/ 24 لو أراد ذلك فعلا، ويمكنه تأمين ذلك من دون أن ينفق مالا إضافيا، من خارج موازنة النفقات، التي يصرفها فعلا، على حربه الخاسرة على اليمن.
إذ أن قيمة بناء محطة كهرباء غازية تزود كل الجنوب بالكهرباء من عدن يمكن توفرها فيما لو توقفت السعودية والإمارات وعملاؤهما عن الحرب لأقل من أسبوع واحد.
ذلك أن السعودية لوحدها فقط، تنفق ما قيمته بين 5 إلى 6 مليارات دولارا شهريا على شراء الذخائر والصواريخ الحربية لمختلف المعدات الحربية، وأجرة ضباط تشغيل الباتريوت الأجانب وأجرة الطيارين الأجانب، وأجرة خدمة الأقمار الصناعية، وقيمة تزويد طائراتها بالوقود على الأرض وفي الجو ووقود مركباتها وسفنها، فضلا عن رواتب مرتزقتها المحليين (بحسب تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط عام 2018).
وأن كلفة بناء محطة كهرباء جديدة في عدن تعمل على الغاز الطبيعي (أي صديقة للبيئة) بطاقة 1300 ميجاوات لا يتعدى مليار و500 مليون دولار، وذلك بحسب تقدير خبير إقتصادي مصري قرأت له في إحدى صحف مصر. وهذا المبلغ يساوي قيمة ما تنفقه السعودية في أسبوع واحد فقط على الحرب الغاشمة والخاسرة التي تشنها هي وحلفاؤها ومرتزقتها على اليمن وأهله دون ان يحققوا سوى قتل اليمنيين وتخرب البلد وتفتيته.
هذه المحطة من الممكن أن تؤمن كهرباء لعدن 24/24 ساعة، وزيادة على ذلك يمكنها أن تزود نصف مساحة اليمن بالكهرباء، على الأقل، دون انقطاع.
لكن، الإحتلال السعودي – الإماراتي ومن الخلف «الإسرائيلي» و الأمريكي لا يريدون لنا إلّا أن نعيش في بؤس ونكد، حتى في الشهر الفضيل، وذلك على قاعدة «جوع كلبك يتبعك». وأن يتم ذلك في وسط إغراقنا في حرب غاشمة همجية على شمال اليمن وإقتتال أهلي دموي في جنوبه وبلا نهاية معلومة (الحرب في الجنوب، يسميه البعض «حرب الطغمة والزمرة» التي أحيوها مجددا وفجروها منذ نهاية 2018 من عدن إلى أبين وشبوه وبقية مناطق الجنوب المحتل)، وهذه لوازم نشر ما أطلق عليه الأمريكان «الفوضى الخلاقة» بحسب مخططهم القذر المعروف الذي أسموه هم أيضا: «الشرق الأوسط الجديد – الكبير» والذي يرمي، كما بات معروفا، إلى حماية «إسرائيل» وتثبيت إحتلالها لفلسطين العربية، وإلى تسيدها على العرب بل وعلى كل منطقة الشرق الأوسط الكبير في النهاية.