أحسنوا المعاملة بفترة الصيام .. بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
الإنسان كائن خلقه الله تعالى مثله مثل بقية الكائنات التي خلقها الواحد الأحد الفرد الصمد والذي لا يخلق شيء إلا بحساب فتجد الكون بشكل عام كم به من مخلوقات وكيف هي حركتها ومميزاتها وخصوصياتها فلا أحد يعلم عنها شيء سوى الله سبحانه وتعالى فهو خالقها
فالمولى عزّ وجل كرم الإنسان من دون بقية المخلوقات وجعله يتعلم ويتكلم ويفكر ويبدع ويتميز عن باقي المخلوقات فهو يصنع ويطور ويبحث ويحلل لكل شيء فالإنسان مهما إختلفت دياناتهم إلا أن الله تعالى قال في محكم تنزيله *( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا )*
وهذه الآية الكريمة تؤكد بأن الله تعالى إصطفى الإنسان فإذا أراد أن يعمل شيء فعليه أن يكون لديه العلم والدراية والبينة كاملة قبل أن يتحرك بأي عمل يريد عمله لأن الله تعالى ميزه عن بقية مخلوقاته بالعقل وجعل له صلة تواصل بينه وبين خالقه من خلال عدة عبادات .
فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي حمل الأمانة عند عرضها عليه بعد أن أبت السموات والأرض والجبال حملها وأشفقن منها إنه كان ظلوماً جهولا بسبب إرتباطه بالله عزّ وجل حيث عرض الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت وإن ضيعت عوقبت فأبت حملها إشفاقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ورغم ضعفه إلا من وفقه اللَّهُ فهو يدرك بأن إلتزامه بكتاب الله وسنة نبيه لن تجعله يشعر بالضعف لكنه سيزداد قوة لأن لديه عقل يفكر وصلته بالله تعالى لا تنقطع
ومن هذه الصلات التي تربط الإنسان بخالق الكون هي الصلاة والزكاة والصيام وطالما نحن بشهر الخير والبركة والغفران شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فإننا نريد أن يكون صيامنا مميز وليس عن الأكل والشرب فقط بل نريده أن يكون بعمل الأعمال الصالحة وقول الكلمات الطيبة والوفاء بالعهد والإلتزام بالعبادات والتعاون والتكاتف بنيات صادقة لأعمال الخير والسعي بالمعروف وليس بالصيام عن الأكل والشرب فهذا يقوم به من هم ليسوا موحدين بالله تعالى وبرسوله محمد ﷺ فتجدهم أيضاً لا يأكلون ولا يشربون ولكنهم ليسوا صائمين لوجهه تعالى وتجد أعمالهم وتصرفاتهم وصدقهم وكأنهم هم الموحدين بالله
لذا علينا كأمة مسلمة نلتزم بتعاليم الإسلام كما أتت بكتاب الله تعالى “القرآن الكريم” وكذلك بسنة رسولنا ﷺ في تصرفاتنا وتعاملنا خلال يوم الصيام “ولا نقول سامحنا شوف الصيام ضحك علي” بسبب ما نعمله ونتصرف من تصرفات خاطئة لا يقبلها أحد أو تصدر منّا كلمات جارحة وخادشة للحياء في شهر القرآن لنضبط سلوكنا ونقوي عزيمتنا خلال هذا الشهر الفضيل الذي لن نخرج منه بخفي حُنين بل أننا سنخرج منه برحمه ومغفرة وعتق من النار إن إلتزمنا بتعاليم ديننا خلال هذا الشهر الفضيل ولتكن معاملتنا وكلماتنا هي من تؤكد على صيامنا وليس الإنقطاع عن الأكل والشرب
فهل سينتصر سلوكنا الديني على سلوكنا الدنيوي…؟!