اندلاع حرب “السنبوسة” بين أدوات السعودية والإمارات في الجنوب (تقرير مصور)
حيروت-خاص
الحرب القذرة على الشعب اليمني، تحمل في رياحها المسمومة، محاولة تركيعه، بالحديد والنار والتجويع والافقار، وإظهاره بأنه معتاد على استهلاك مؤن الدعم الخارجي والإغاثة من الشقيق الذي يدمر اليمن ويستنزف خيراته.
كانت الجمعيات الخيرية، الذراع الخفي لحزب التجمع للإصلاح المدعوم من السعودية، في زمن السلم “الهش” هي أول من أدخل إلى اليمن فكرة توزيع سلل غذائية على أسر محددة في مناسبات دينية كشهر رمضان والأعياد، كانت هذه السلل دعاية سياسية للحزب، تلمع وجهه، كما أنها وفرت غطاء التغلغل في نسيج المجتمع، وتجنيد عناصر جديدة في صفوفه، وكان دعم هذه الحملات غالبا من السعودية الدولة التي تشن الحرب على اليمن وبدأت بمحاولة تخفيف عبء الضغوط الدولية لايقاف الحرب باستلهام تجربة “الاصلاح” وتوظيف صندوق الإعمار السعودي لتوزيع سلل ومواد غذائية معظمها منتهية الصلاحية كالتمور وحبوب البر والطحين الذي كان ومازال الهلال الأحمر الإماراتي، يوزعها في المحافظات “المحررة”.
وإذا كانت السعودية تجر تجربة لصيقة بحزب الإصلاح في اليمن، تنطوي على قدر كبير من تعمد المساس بكرامة المواطن اليمني، بمعنى أن دولة أصبحت تقلد حزب تدعمه، فإن المعادلة جنوبيا اختلفت، فكيان سياسي “لقيط” راح يتبع نهج الدولة التي أسسته، المجلس الانتقالي الجنوبي، دخل حلبة المتاجرة بمعاناة الناس، وربطها بكيس رز وجونية سكر، علبة زيت، وكم رغيف من الخبز.
المجلس الذي كان معظم أنصاره بشهادة الناشط صلاح بن هامل، يسخر من مشروعات جمعيات “الإصلاح” بقوله:
كانوا يلوموا التجمع اليمني للاصلاح بأنه يستغل السلل الغذائية لأهدافه السياسية !! اللي امامكم إستغلال لوجه الله؟
السفير عبدالله الحنكي، علق على التهافت السعودي إعلاميا، بالترويج لمشروعات سللها الغذائية، قائلا في منشور على صفحته في “الفيسبوك”: إذا لم تستح فصور إذلالك للفقراء ..
يا سيد الأذناب.
إحمل عقالك وارحل. كفاك من الخزي والعار ما أتيت في بلد الأحرار!!.
أنصار “الانتقالي” اختلفوا في مابينهم، فمنهم من حاول الدفاع على استحياء على المجلس، بهجمة مرتدة قاده باسم الشعيبي، الذي نشر على صفحته في “الفيسبوك”، مدعيا أن المزايدين ينتقدوا ليش الانتقالي تبنى مشروع افطار صائم
بنظرهم الافطار لازم يكون كذا ولا ماشي داعي.
لكن عبدالرحمن الطحطوح، كان توازنا من غيره من أنصار “الانتقالي” متسائلا في منشور على صفحته في “الفيسبوك”:
منهو الذي اقترح على المجلس الانتقالي أن يتحول إلى فاعل خير لتوزيع السمبوسة في رمضان؟
الناس كانت تريد من الانتقالي أن يقشع غيمة الذل والهوان ويضع حد للمعاناة بإعادة الرواتب والكهرباء والمياة ووضع حد لسيطرة اللصوص على الموارد، لا أن يقلد الأشقاء في اهانة الشعب وحصر كل مشاكلة في قطمة رز وتنكة تمر وجماع حبات سنبوسة !!
انا بصراحة مش فاهم ايش الهدف من هذا العمل، هل يريد الانتقالي أن يقول للشعب هذا اقصى مايمكن فعله، أو يريد أن ينافس الاشقاء في التقاط الصور التي يُهان فيها الناس كل شهر ، أو يشتي يكسب أجر أو ايش بالضبط؟!
اذا سألت افقر واحد بالجنوب ؛ ماذا تريد من الانتقالي؟ بيقول لك نريد منه ان يقودنا نحو استعادة حقوقنا ومواردنا ودولتنا وكرامتنا التي يعبث بها القريب والبعيد.
لن يخطر على باله بان يقول نريد منه قطمة رز وسمبوسة وقرطاس تمر..
كما انهال الناشط مجاهد الحيقي، بمنشورات السخرية من “الانتقالي” في موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”: الانتقالي من مكون سياسي يحمل مشروع دولة هدفها التحرير والإستقلال إلى جمعية خيرية تحمل مشروع إفطار صائم.
حرام انهم بهدولوا بالجنوب وقضيته.. المهم في ميزان حسناتكم أن شاء الله، والحمدلله انكم عرفتوا حجمكم
الدولة لها رجالها.