هادي.. وشرعيته! [2 – 2] بقلم/ نصر صالح
بقلم/ نصر صالح
الشيء الذي لا زلت لم أفهمه بعد:
– لماذا المملكة السعودية بنت استراتيجية حربها على اليمن (الموجهة من الولايات المتحدة الأمريكية) بذريعة إعادة هادي كرئيس شرعي للبلاد، وهي من أصاغت بنود «المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة في اليمن» – نوفمبر 2012م؟!.. والمبادرة تحدد فترة تولي عبد ربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية اليمنية لمدة عامين فقط، وهذان العامان انتهيا في 20 فبراير 2014. وقد تم إضافة عام واحد، وهذا العام الواحد كان مقترحا من قبل الأحزاب اليمنية من خارج المبادرة الخليجية وقد انتهى هذا العام (التمديدي) في 20 فبراير 2015م.. أي قبل استدعائه قوات درع الجزيرة بأربعة أيام، وقبل شن الحرب بـ34 يوما؟!!!
– ولماذا اعتبرت الحوثيين انقلابيين وهي تعلم أنهم لم يكونوا جزءا من السلطة حتى تتهمهم بالإنقلاب؟
– ولماذا تحججت بأن الحوثيين «مجوس»، وهي تعرف أنهم مسلمون، بل (مسلمون متشددون)، وقد وضعوا برنامجهم السياسي تطبيقا لما جاء في القرآن (المسيرة القرآنية)؟!
– ولماذا اعتبرتهم «شيعة» وهي تعلم أنهم من الطائفة الزيدية الكريمة؟!! ومعروف عن الزيود أنهم الأقرب إلى «الشوافع» الأغلبية العظمى في اليمن؟!!. ولماذا انقاد بعضنا إلى معاداة الحوثيين ونحن نعلم جيدا أن الزيود يعتبرون «سنة»، بحسب تصريح الرئيس المرحوم على عبد الله صالح في أكثر من مناسبة (وهو زيدي بالمناسبة)؟!. أليست صلاتهم مثل صلاتنا (نحن الشوافع)، ربما الفارق أنهم يسربلون عند الوقوف بالصلاة ونحن نضم أيدينا.. أو لأنهم يضيفون «حيا على خير العمل» في الأذان ونحن لا نضيف هذه الجملة.. وطول أعمارنا نصلي معا، ونتزوج من بعض، ونعيش كمواطنين في سلام مع بعض، دون مشكلة، منذ قديم الزمان.. وأننا متساوون في كل شيء تقريبا؟!!
– ولماذا، يصر السعوديون وكذا «حكومة هادي» وأحزاب المشترك اليمني على اشتراط الإقرار بالمراجع الثلاث وبضمنها المبادرة الخليجية برغم بنودها تفضح «شرعية» هادي، في محادثات السلام؟!!
– ولماذا كل المجتمع الدولي يؤيد عودة هادي لرئاسة اليمن، ويعترف بحكومته فقط؟!! ألم يقرأون «المبادرة الخليجية»؟!!!
– ولماذا، رغم كل «المحظورات»، انقادت أحزاب يمنية «لأطروحات» السعودية غير الواقعية، ومعها الإخوان المسلمون والسلفيون؟!!! بل ولماذا وقفت أحزاب سياسية يسارية كبرى إلى جانب السعودية، التي دائما ما كانوا ينعتوها بـ «الرجعية العربية» ويصفونها دائما بأنها «العدو التاريخي لليمن»؟!!!!.. ولماذا تناسوا ما كانوا يذكرونا به من أن «سعود الأب» حذرهم من أن «هلاك آل سعود هو في ازدهار اليمن…»؟!! وأن الفارق بين حكومة الحوثي وبين الحكومات السابقة أن الحوثيين لن يخضعوا لابتزاز السعودية والخليجيون والمتمثل بمنع اليمن من استغلال نفط وغاز حوض الجوف، الذي قدر المختصون بأنه يحتوي على كمية أكثر من كميات حقول نفط دول الخليج مجتمعة؟!!!
برأيي؛ إن قيادة المملكة العربية السعودية وضعت في حسبانها، أنها ستحسم الحرب في ستة أيام، أو بالكثير في شهر واحد في أسوأ الأحوال.. وأن بإمكانها أن تبرر خطأها بعد القضاء على الحكم الحوثي الجديد (بالنسبة «لشرعية» هادي) لدى شعوب العالم أن «الغاية تبرر الوسيلة» فالحوثي يرفع شعار «الموت لإسرائيل.. الموت لأميركا» وهم دعاة سلام للدولتين.. وبالنسبة للعرب وللمسلمين ستقول «أنها اضطرت إلى ارتكاب ضرر أصغر لدرء ضرر أكبر، فالحوثيون يريدون قرصنة باب المندب ونشر الشيعية الإيرانية على مسلمي اليمن».. أو أي شيء من هذا الكلام الفارغ؟!!!
(وأظن؛ لا بل أرجح، أن أحزاب اليمن، كانت مقتنعة تماما، بأن السعودية ستحسم الحرب سريعا، خاصة وأنها جمعت معها قدرات عسكرية واستخبارية لقرابة 16 دولة إلى جانب خزانة السعودية العامرة بالمال.. ولا بأس أن يرددوا نفس «الكلام الحلامنتيشي».. والناس -عادة- تنسى خطايا المنتصرين، خاصة حينما يحسمون الحرب سريعا)؟!
بصراحة؛ تتملكني الحيرة!!!