عدن: تصعيد عسكري ونقل أسلحة واليد على الزناد.. اتفاق الرياض يلفظ أنفاسه الأخيرة
حيروت – خاص
لم يعد يقتصر التصعيد بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية على لغة الخطابات فحسب، بل لقد انعكس على الأرض وانطلقت شرارته من مديرية أحور بمحافظة أبين، حيث طالب الانتقالي، في اجتماعه الدوري الاسبوعي، برئاسة ناصر الخبجي القائم بأعمال رئيس المجلس، قيادة التحالف السعودي بسرعة وقف ما أسماه “الخروقات والهجمات” التي تقوم بها الشرعية ضد قوات الحزام الأمني، التابعة له. يأتي هذا التطور بالتزامن مع ورود أنباء عن وصول شحنات أسلحة من الإمارات إلى معسكر جبل حديد في محافظة عدن، وهو ما ينذر بفشل اتفاق الرياض الذي رعته السعودية، والدخول في معركة يبدو أنها ستكون صفرية بين الطرفين.
من ناحية ثانية يأتي هذا التصعيد في الخطاب وفي الرصاص عقب تصريح الزبيدي المثير للجدل، الذي أكد فيه أن انتصار الحوثيين في مأرب سينعكس على التفاوض معهم باعتبار أنهم سينفردون في الشمال ويكونوا الممثل الوحيد له. يعزز هذا الافتراض استمرار تقدم مقاتلي الحوثي في مأرب مع عدم احراز مباحثات مسقط لأي تقدم حتى الآن.
اقليمياً، تشهد علاقة أبوظبي والرياض فتورا واضحا، بل مواجهة في جوانب أخرى مثل ما هو واضح في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أعلنت السعودية أنها ستتوقف عن التعامل مع أي شركات في الإمارات لا تنقل مقارّها اليها بحلول عام 2024. فضلاً عن الحملات الإعلامية الإلكترونية بين الشريكين الرئيسيين في التحالف العربي، من بينها الحملة التي نفذها ناشطون موالون للسعودية تدعو إلى مقاطعة البضائع الإماراتية. ولا شك أن أي تصدع في العلاقة بين الرياض وأبوظبي سينعكس على وكلائهما المحليين في اليمن الانتقالي وحكومة هادي. وهو ما تُرجم اليوم من خلال تحذير الانتقالي، لقوات الشرعية، من ”مغبة التصعيد، الذي يعد انتهاكا لبنود اتفاق الرياض”، والذي أكد على أن ”المجلس لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ذلك التصعيد الذي سيجعل كل الخيارات مفتوحة أمام القوات المسلحة الجنوبية في كل مكان”، بحسب ما جاء في بيانه.
يأتي ذلك عقب اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع في الجنوب شهدتها مديرية أحور بمحافظة أبين، حيث دعا الانتقالي ”جميع الوحدات العسكرية والأمنية التابعة له إلى رفع مستوى اليقظة والجاهزية القتالية للتصدي لكل ما يهدد شعبنا ولردع أي أعمال عدوانية” وهو ما يشير إلى احتمال كبير لفشل اتفاق الرياض وانفجار الوضع بين الطرفين.
في السياق، وصل عدداً من الحاويات المحملة بالأسلحة إلى ميناء عدن، قادمة من ميناء المخا، وقالت مصادر في الوية العمالقة إن 30 حاوية سلاح وصلت قبل أيام إلى ميناء المخا حيث بدأ نقلها بواقع حاويتي سلاح كل ليلة إلى عدن، مشيرةً إلى أن الحاويات تمر على متن قواطر، مروراً بمنطقة السقية والوهط وصولاً إلى عدن عبر نقطة الرباط، ولا يستبعد خبراء أن يكون وصول هذه الأسلحة إلى عدن هدفه التحضير لعمل عسكري كبير خلال الأسابيع القادمة، داخل عدن أو خارجها.
بدوره، كشف مصدر صحفي عن ترتيبات لعمل عسكري كبير ستشهده اليمن خلال الايام المقبلة. وأكد رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم سيف الحاضري، في تغريدة له على “تويتر”، رصدها “حيروت الإخباري” أن ثلاثين حاوية تحمل أسلحة وذخائر متنوعة وصلت إلى ميناء المخا، وأنه يجري نقل حاويتين بشكل يومي إلى مدينة عدن.
وأضاف الحاضري في سياق تغريدته أن هذا الترتيب العسكري الكبير، يأتي في ظل رعاية الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان ونائب وزير الدفاع الأمير خالد، لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، لافتاً إلى أن هذا الصمت المريب من قبل المملكة يحمل الف علامة استفهام .
وإزاء هذا التصعيد، توقع بعض الكتاب والمهتمين من انهيار اتفاق الرياض وتردي الأوضاع في عدن، بينما هاجم آخرون السعودية والإمارات، متهمين الدولتين بالسعي وراء تفكيك اليمن واللعب بالنار لتفتيت القضية الجنوبية.