معارك طاحنة في مأرب.. لرفع سقف المطالب أم لاستشراف فشل المباحثات في مسقط؟
حيروت – خاص
على مدى فترة تقترب من الشهرين، تدور معارك طاحنة وشرسة في محافظة مأرب، وفي حين تتضارب المعلومات الواردة من جبهات القتال المشتعلة على أطراف المدينة ومديرياتها التابعة لها، تؤكد مصادر خاصة لـ”حيروت الإخباري” تقدّم الحوثيين بالرغم من استمرار المحادثات في مسقط.
وقالت مصادر قبلية لـ”حيروت الإخباري” إن “قوات الحوثي تمكنت من نقل المعركة إلى ما بعد مخيم النازحين في منطقة إيدات الراء التي أصبحت تحت سيطرتها بشكل شبه كامل، والوصول إلى مناطق متقدمة شمال غرب مركز المحافظة، على رغم محاولة طائرات التحالف السعودي إعاقة تقدمها باستهداف جبهات القتال بأكثر من 70 غارة جوية”.
ووفقاً لما كشفته مصادر عسكرية لـ”حيروت الإخباري”، فقد “دفعت تلك التطورات القوات السعودية إلى سحب 5 عربات مخصصة للاتصالات العسكرية والتنصت من مدينة مأرب، باتجاه منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة، بعد سحب غرفة العمليات المشتركة من قاعدة صحن الجن العسكرية قبل أسبوعين”.
بدورها أكدت مصادر ميدانية، لـ”حيروت الإخباري”: “تمكّن قوات الحوثي من نقل المعركة من أطراف منطقة إيدات الراء إلى شرق منطقة السويدا”.
وأضافت المصادر أن “مقاتلي الحوثي استطاعوا السيطرة على المناطق القبلية والشرقية لجبال الخشب المطلة على قاعدة صحن الجن العسكرية التابعة لقوات هادي، وتقدموا في محيط جبال الخشب خلال مواجهات أمس”، مشيرة إلى “انهيار خطوط الدفاع المضادة في منطقة الصيب والمواقع الثلاثة ومناطق واسعة قرب جبل الأخشر في أقصى شمال وادي نخلا، واتجاه المعارك إلى منطقة الصحري”.
وأوضحت أن “هذا التقدم جاء بعد سيطرة قوات الحوثي على منطقة الدشوش شمال إيدات الراء، واغتنامها عتاداً عسكرياً كبيراً، وتقدمها إلى تخوم السويدا”.
ولفتت إلى أن “عدداً من التباب المنخفضة التضاريس صارت تفصل قوات الحوثي عن الأحياء الغربية للمدينة”.
وبالتوازي مع هذه التطورات الميدانية “استقبلت صنعاء، خلال اليومين الماضيين، نحو 200 جندي وضابط من المنشقين من صفوف قوات هادي”، بحسب ما كشفت مصادر خاصة لـ”حيروت الإخباري”.
وأفادت المصادر، بأن “المنشقين الجدد سلموا مواقعهم في جبهات مأرب بعد التواصل والتنسيق معهم ومع جهات أخرى تعمل لصالح الحوثيين”، مشيرة إلى “توجيه قيادة الحوثيين بتأمين التغطية النارية اللازمة لتأمين خروج العائدين بكامل أسلحتهم المستطاع حملها”.
وفي تغريدة لنائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، حسين العزي، رحب بـ”عودة المنشقين”، داعياً “مَن لا يزالون يقاتلون في صفوف التحالف إلى الاستفادة من قرار العفو العام”.
ويرى المراقبون لتطورات الحرب اليمنية، أن معركة مأرب ستكون فاصلة وربما تغير مسار الأوضاع كلها في اليمن، وترسم مستقبلها السياسي، وهو ما يفسر أسباب ضراوتها واستماتة الطرفين وحشدهما كل قوة ممكنة للسيطرة عليها .
ويأتي القتال في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الاميركي، جو بايدن، من أجل استئناف المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، كذلك في ظل مشاورات يعقدها المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينج مع كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام، في مسقط.