في ظل ولاية بايدن.. ما هو المتوقع والمستحيل في حرب اليمن؟
حيروت – متابعات
منذ أطلق حملته الانتخابية في 2020، تعهد جو بايدن بوقف التدخل في حرب اليمن عن طريق وقف دعم السعودية والتوقف عن تسليحها، وعندما أصبح رئيساً قرر الرئيس الأميركي الجديد، العمل على وضع حد للحرب على اليمن، وقال “سنوقف كل دعمنا للعمليات الهجومية هناك”، ولكن حتى لو توقف الدعم الأميركي هل ستتوقف الحرب؟ وهل بايدن في سياسته الجديدة صادق في وقف الحرب أم أنه يقوم بذر الرماد في العيون، ويضغط على السعودية لتنفيس الغضب عليها في الشارع الأميركي؟
في الذكرى السادسة للحرب في اليمن، يبدو أن الحديث كله يتركز حول وقف الحرب وضرورة ضمنان وصول المساعدات، ولكن على المقلب الآخر نجد أن قوات الحوثي تتقدم في مأرب، وتصعد من استهداف العمق السعودي مع كل اعتداء سعودي جديد، فهل يكون لهذه الضغوطات السياسية والميدانية الأثر في وقف الحرب؟
الإدارة الأميركية تضغط لوقف الهجوم على مأرب
يرى الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العميد عبد الغني الزبيدي أن الأمور “ازدادت حدة بعد قدوم بايدن.. وما أعلن عنه المسؤولون الأميركيون لم يكن إلا تغطية أو كما يُقال ذراً للرماد في العيون”.
ويشرح الزبيدي أن “الدعم الأميركي للسعودية في عهد بايدن زاد، لدرجة أن هناك خنقاً شاملاً في الحصار الاقتصادي، خاصة فيما يتعلق بدخول المشتقات النفطية إلى صنعاء”، مشيراً أنه “للأسف الشديد الإدارة الأميركية الحالية تلعب لعبة إعلامية، فيما هي بالحقيقة تلعب دوراً مهماً وظاغطاً من أجل أن لا يكون هناك هجوم على مأرب، وأن لا يتم تحرير الأرض اليمنية التي تحتلها السعودية وأدواتها في اليمن”.
ويتابع “كما تسعى الإدارة الأميركية الجديدة لعدم استخدام القدرات الدفاعية اليمنية في الهجوم على السعودية”، مشيراً إلى أن أميركا تتحدث عن السلام وتقول إن صنعاء ترفض السلام، “وهذا نوع من المغالطة السياسة تفضحها الدلائل والوقائع على الأرض”.
يذكر أن قوات الحوثي تقدمت في عدد من الجبهات في مأرب وأسرت عناصر تابعين للتحالف السعودي، في وقت تشهد فيه المعارك تصاعداً كبيراً حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء العميد يحيى سريع، الأسبوع الماضي، أن قواته نفذت “أكثر من 6192 عملية هجومية منها 167 عملية خلال الشهرين الماضيين.. وأدت إلى تحرير أراض واسعة وكبدت العدو خسائر بشرية وعسكرية”.
الاستخبارات التابعة لحكومة الحوثي تعرف الكثير من حقائق الوضع السعودي
الحالة الداخلية السعودية وخصوصاً داخل العائلة المالكة تلعب دوراً أيضاً في سياساتها الخارجية، وخصوصاً في حربها على اليمن، وضرورة الخروج من هذا المأزق، حيث يقول العميد الزبيدي إن “السعودية تعيش اليوم في مأزق حقيقي، فهي تتأثر اقتصادياً بسبب كلفة الحرب، واستراتيجياً من ناحية السمعة والمكانة”، مضيفاً “هناك مشاكل داخل العائلة الحاكمة وضغوط حتى من القيادة العسكرية والاقتصادية على محمد بن سلمان من أجل الخروج من هذا المأزق اليمني بحسب ما سموه”.
ويتابع العميد الزبيدي “الاستخبارات اليمنية تعرف الكثير من حقائق الوضع السعودي، وخلال الفترة القادمة ستنشر معلومات تم تسريبها أو الحصول عليها فيما يتعلق بالشأن السياسي والعسكري”.
من جهته، أشار الرئيس الأميركي الجديد، بعد رفع السرية عن تقرير المخابرات الأميركية عن مقتل خاشقجي في 2018، إلى أن العلاقات مع السعودية ستشهد تغييراً، وأنه أبلغ العاهل السعودي الملك سلمان بشكلٍ واضح “أن الأمور ستتغير”، وهذا ما يتوقع أن ينعكس على ملف الحرب في اليمن، بحسب بعض المراقبين.
هل اقترب الحل السياسي في اليمن؟
مع دخول الحرب اليمنية عامها السابع يبدو الحديث عن وقفها وفك الحصار على الشعب اليمني أكبر من أي وقت مضى، وتبدو احتمالات الحل السياسي كبيرة، يقول العميد عبد الغني الزبيدي “أعتقد أنه لا زال حتى الآن بعيداً، فلا تزال المصالح الأميركية تقتضي أن تستمر الحرب وأن يستمر (الحَلْبُ) الأميركي للسعودية، الذي أشار إليه ترامب ذات يوم”.
وأضاف الزبيدي “تعيش السعودية مأزقاً فلا يمكن أن تصل إلى سلام، وخاصة أنها مجرد أداة، فمن بيده السلام فعلياً هو الأميركي، وهو ليس بجاد للوصول إلى هذا السلام، وقد تكون الضربات اليمنية داخل العمق السعودي هي من سيقدم السلام”، ويضع الضربات الأخيرة في هذا السياق، فيقول شارحاً “الاستهداف اليمني لأرامكو هو من أجل تجفيف المنابع، ولكي تصل السعودية إلى مرحلة تكون غير قادرة فيها على دفع قيمة أسلحة جديدة، أو حتى رشوات جديدة للدول الكبرى”.