لا بديل عن قناة السويس بقلم/ مصطفى ناجي
بقلم/ مصطفى ناجي
لا بديل للنقل البحري عن قناة السويس الا طريق رأس الرجاء الصالح.
فهو البديل الحالي وكان البديل السابق قبل شق القناة او لحظات اغلاقها بسبب الصراعات.
والتفاضل بينهما يكون في الكلفة اولا وفارق الوقت المطلوب عبوره او في حالة الضرورة. والافضلية بالطبع لقناة السويس.
ازمة السفينة الجانحة مكلفة لكنها من منظور بعيد ازمة لا تتجاوز اسبوعين او شهر.
سبق وعاشت اوروبا وامريكا دون قناة السويس سنوات.
نعم ان حجم التبادل التجاري الآن بلغ من الزيادة ما لا يمكن مقارنته بنصف قرن مضى لكن المبدأ هو عينه. اقصد البديل.
تبدو فكرة اتخاذ مسار بديل مغرية مثل مسار الطريق الشرقي الذي يصعد من الصين شرقا نحو روسيا ويمر بمحاذاة شواطئها باتجاه الغرب وصولا الى اوروبا، واحيانا طفولية خصوصا فكرة شق قناة جديدة قريبة من قناة السويس موازية لها لكنها من ايلات الى البحر المتوسط تهيمن عليها اسرائيل.
في الاولى الممر غير سالك طول العام والسلع لا تأتي وتذهب مباشرة من الصين الى أوروبا. هذا لأن السفن العملاقة تحمل عشرات الاف الحاويات وتنثرها في موانيء عالمية منتشرة كحبيبات السبحة من الصين الى اخر محطة.
ثم ان الممر لا يصلح في حالته الراهنة الا لاسابيع محدودة في العام كونه ممرا جليديا.
يبدو الان انه بلا قراصنة ولا مشاكل لكن ما ان يبدأ تشغيله حتى تظهر مشاكله الامنية واللوجستية.
ثانيا شق قناة من ايلات الى ضفة المتوسط يعني حفر مسافة لا تقل عن 200كيلو متر تمر حتماً بقطاع غزة في اراضي لا بحيرات وسطى فيها تخفف الكلفة. وهذا طريق صعب يتطلب عقد من العمل عليه.
وهذا صعب في ظل الصراع العربي الاسرائيلي، فلا مستقبل لهذه القناة. او شق قناة بطول 400 كيلو متر من ايلات إلى حيفا وهذا يعني ضعف الوقت والكلفة وكذلك ضرورة معالجة الصراع العربي الاسرائيلي.
ثم ان اية قناة جديدة لن تكون خالية من عقبات كونها ضيقة ولا تسمح لمرور عدد كبير من السفن او انها خط عبور باتجاه واحد.
لنتذكر ان قناة السويس اخذت قرن ونصف قرن حتى تصبح عملياتية كما هو الحال.
قد يكون من المعقول معالجة ملف النفط بشق انابيب من المنابع الى موانيء على المتوسط.
وهناك مشروع قائم يَصْل نفط السعودية باوروبا عبر مصر. فما الجديد؟
ولا ننسى ان اي مشروع لأنابيب عابرة للاوطان يعني حروبا وصراعات.
الحادثة الخاصة بالسفينة الجانحة تقع في سياقها اللوجستي الطبيعي. ولا تحتمل فنتازيا او مكايدات.
ثم ان طريق الحرير البري قائم لكنه لا يمكن ان يحل محل النقل البحري لاسباب طبيعية منها قدرة السفن الحديثة على نقل شحنات هائلة لا يمكن للقطارات حملها.
تظل كلفة صيانة السفن ارخص من صيانة سكك الحديد المعرضة للتآكل.
في اوروبا صارات السكك الحديدية الان اقل مما كانت عليه قبل نصف قرن. اغلقت بعضها تماما بسبب الكلفة الباهضة للصيانة.
في عشرين سنة قادمة على الاقل ستبقى قناة السويس هي الشريان الافضل للنقل. وهي قبل هذا لا تمثل الا عشرة بالمائة من حجم التبادل العالمي. فلماذا لهذه التصورات الهلوعة.